برلين ـ جورج كرم
تتوقع ألمانيا أن يُقدِّم الوزير البريطاني المكلف بعملية "بريكست"، ديفيد ديفيس، "استسلامًا غير مشروط"، أمام شروط الاتحاد الأوروبي عندما يُلقي خطاب برلين أمام قادة التجارة، وفقًا لما حذَّر منه رئيس أكبر هيئة تجارية في البلاد. وقال هانز أولاف هنكل، الرئيس السابق لاتحاد الصناعات الألمانية إنَّ كلًا من الحكومة الألمانية ورجال الأعمال يرغبون في رؤية تنازلات كبيرة من ديفيس في ما يسمي قانون "البريكست" والترتيبات الانتقالية.
ويأتي ذلك بعد أن طالب كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، ميشال بارنييه، بريطانيا بتقديم وضوحًا أكثر في ما يتعلق بالقانون في حالة إذا كان على قادة الاتحاد الأوروبي الموافقة على بدء مباحثات العلاقات المستقبلية، بما في ذلك صفقة تجارية، خلال قمتهم المقرًّر انعقادها في ديسمبر/كانون الأول.
وفي هذه الأثناء، دعا يواكيم لانغ، المدير العام الحالي لاتحاد الصناعات الألمانية، رئيسة الوزراء البريطانية للموافقة على فترة انتقاله لأكثر من عاميين، والتي يقول إنَّها لن تكون كافية لوضع الإطار القانوني المطلوب. وقال هنكل لصحيفة التليغراف البريطانية، "أعتقد أنَّ ما تريده الحكومة الألمانية مماثلًا لما يريده ميشال بارنييه وكذلك ما يريده مُمثِّل البرلمان الأوروبي، غي فيرهوفستادت". وأضاف "لقد حذا اتحاد الصناعات الألمانية بثبات حذو الحكومة الألمانية في هذا الصدد.. وإذا كان عليّ استخدام مصطلحٍ عسكري، فيما يريدونه هو استسلامٌ غير مشروط".
وواصل هنكل، الذي يعمل حاليًا نائبًا في البرلمان الأوروبي ونائب رئيس جماعة المحافظون والإصلاحات الأوروبيون، انتقاد الاتحاد الأوروبي بسبب نهجه التدريجي في محادثات البريكست. وقال إنَّ قرار التعامل مع حقوق المواطنين، إيرلندا الشمالية والتسوية المالية لم يكن من المنطقي وهاجم بارنييه لعدم استشارة بريطانيا في هذا النهج المُعد سلفًا. وأضاف "إنَّ مسار الطريق الكامل في مفاوضات البريكست يفرض أن توافق بريطاني على ثلاث قضايا قبل بدء المفاوضات حول التجارة والتعاريف الجمركية، والذي يُعتبر أمر غير منطقي. لقد كنتُ حاضرًا عندما طرح بارنييه و فيرهوفستادت مسار المفاوضات لمجموعة من نواب البرلمان الأوروبي في بركسل. وسألت بارنييه، هل أشركت بريطانيا في هذا المسار؟ وأجابني: "لا".
وتابع: "معظم رجال الأعمال، يمكنني القول 95 % منهم، يندمون على البريكست بسبب أنَّهم بدأوا في إدراك إنَّها لن تفرض مشكلات كبيرة لبريطانيا، فحسب بل أيضًا لألمانيا والاتحاد الأوروبي".
أرسل تعليقك