بغداد ـ نهال قباني
يستعد البرلمان العراقي الجديد إلى عقد جلسته الأولى غدًا الاثنين، بينما تستمر الخلافات بين الكتل الشيعية والسنية والكردية سواء بشأن الكتلة الأكبر أو تسمية مرشحي المكونات للمناصب السيادية لا سيما منصبي رئاسة البرلمان "في الجلسة الأولى" والجمهورية "بعد ثلاثة أيام".
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات التي أوقف رئيس الوزراء حيدر العبادي عملها بانتظار نتائج التحقيق الخاص بالتزوير بالانتخابات، أنها لن تتمكن و"بشكل مؤقت" العمل بقانون الأحزاب والتنظيمات السياسية رقم "36" لسنة 2015 المادة "29" منه وبالتالي عدم إمكانية تطبيق إجراءات تشكيل التحالفات السياسية بسبب إيقاف عمل مجلس المفوضين وفقا لقرار مجلس الوزراء.
تشكيل التحالفات والسياقات القانونية
وقال المجلس في بيان له "إنه يتوجب على الأحزاب والتحالفات السياسية كافة اتباع السياقات القانونية المستخدمة سابقا في الدورات البرلمانية الماضية في تشكيل التحالفات" وهو ما يعني تسجيل الكتلة الأكبر لدى رئيس السن في الجلسة الأولى".
أكد شروان الوائلي المستشار في رئاسة الجمهورية، إلى جريدة "الشرق الأوسط" بالإضافة إلى ذلك، وفي الوقت الذي باتت الكتل السياسية الفائزة بالانتخابات تسعى لتأجيل الجلسة الأولى المقرر عقدها غدا الاثنين، إلى موعد آخر، "أن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم تلقى بالفعل الكثير من الطلبات التي تدعوه لتأجيل عقد الجلسة الأولى لمدة 15 يوما لاستكمال مناقشاتها لكن الرئيس ملتزم بالدستور الذي لا يشير إلى تأجيل عقد الجلسة الأولى وبالتالي لن يتخذ أي قرار بشأن التأجيل مهما كانت الضغوط".
وأضاف الوائلي "على الجميع احترام السياقات والتوقيتات الدستورية وبالتالي فإنه يتعين على الكتل السياسية حسم خلافاتها قبيل عقد الجلسة".
تفاقم الأزمة بين القوى السياسية
وكانت قوى سياسية عدة طالبت رئيس الجمهورية بإصدار مرسوم جمهوري بتأجيل عقد الجلسة الأولى تحت ذريعة احتساب عطلة عيد الأضحى وهو إجراء غير جائز دستوريا أيضا. بيد أن إصرار الكتل على تأجيل الجلسة يعكس مثلما يرى الخبراء المتابعون للشأن السياسي العراقي حدة الأزمة التي تعيشها القوى السياسية العراقية.
اجتماعات "بغداد وأربيل"
وتكثفت اللقاءات والاجتماعات بين بغداد وأربيل، في وقت يستمر فيه الضغط الأميركي - الإيراني بشأن الانضمام إلى أي من الكتلتين المتنافستين (النصر - سائرون) أو (الفتح - دولة القانون)، إذ زار وفد برئاسة إياد علاوي ويضم ممثلين عن التحالف الرباعي (نواة الكتلة الأكبر)، الذي يضم كتل "سائرون" المدعومة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر و"النصر" بزعامة حيدر العبادي و"الوطنية" بزعامة علاوي، و"الحكمة" بزعامة عمار الحكيم أربيل أمس والتقى زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني. وفي السياق نفسه بدأ وفد كردي مشترك من الحزبين الكرديين الرئيسيين (الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني) في بغداد مباحثات وصفت بالحاسمة مع الكثير من القوى والكتل السياسية لبلورة الموقف النهائي بشأن الكتلة الأكبر.
التحالف الرباعي وآماله
وطبقا للسجالات الدائرة بين الكتل السياسية فإن كل طرف منها يرى أنه من سيعلن غدا الكتلة الأكبر، وبدأت آمال التحالف الرباعي، الذي أعلن (نواة الكتلة الأكبر) في فندق بابل الأسبوع الماضي، ترتفع بخاصة بعد انضمام عدد من الكتل الصغيرة إلى ائتلاف الوطنية مما زاد من رصيدها، وهو ما جعل علاوي يفاوض الطرف الكردي من موقع قوة مدعوما من العبادي الذي اجتمع معه مساء أول من أمس.
ويرى محور "الفتح - دولة القانون"، على لسان القيادي فيه نعيم العبودي عضو البرلمان الجديد في حديث لـ"الشرق الأوسط"، أنه "الأقرب إلى الكتلة الأكبر برغم تعرضنا لحرب نفسية شنتها الولايات المتحدة الأميركية والأطراف المؤيدة لها بمن فيها أطراف مقربة من السفارة الأميركية ومواقع وغيرها لكننا رفضنا كل الضغوط التي مورست علينا ومازلنا نبحث خيارات تشكيل هذه الكتلة ضمن الفضاء الوطني الذي يضم السنة والأكراد بالإضافة إلى الكتل الشيعية".
وأضاف العبودي أن تحالف "الفتح" قوي ومتماسك وربما في غضون الساعات المقبلة تحدث مفاجآت تغير المعادلات.
أرسل تعليقك