موسكو ـ حسن عمارة
انضمت روسيا إلى قائمة أعضاء مجلس الأمن الدولي الداعمين لاستئناف المفاوضات السياسية بين أطراف نزاع الصحراء الغربية، على الرغم من تصويتها بالامتناع على مشروع قرار الأمم المتحدة بخصوص تمديد "بعثة المينورسو" في الصحراء حتى 31 تشرين الاول/ أكتوبر من العام المقبل.ودعا وزير الشؤون الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى جلوس المغرب وجبهة "البوليساريو" على طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن، داعما بذلك ما أسماه "النهج السياسي الروسي" في حلحلة الصراعات الإقليمية، من خلال الانخراط في المفاوضات المباشرة بين أطراف النزاعات.
ولفت لافروف، في تصريحات له، أنه "ينبغي حل أزمة الصحراء بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي على غرار كل الأزمات الدولية؛ مما يستدعي ضرورة احترام تلك القرارات وتنفيذها"، مشيرا إلى "غياب أي تطور في المواقف خلال الظرفية الحالية".وأردف المسؤول الروسي أن "القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي يطالب بإجراء حوارات مباشرة بين البوليساريو والمغرب، بما قد يؤدي إلى التوصل إلى حل وسطي متوافق بشأنه"، مشددا على "أهمية منطقة الساحل والصحراء للدولة الروسية بسبب تنامي نشاط الحركات الإرهابية في القارة".
ويأتي الموقف الروسي في ظل رفض الجزائر، ومعها جبهة "البوليساريو"، استئناف المفاوضات الأممية بخصوص نزاع الصحراء الغربية، على الرغم من الديناميكية السياسية التي يعرفها الملف من لدن المبعوث الجديد ستافان دي ميستورا، الذي يعقد سلسلة متواصلة من اللقاءات مع الأطراف المباشرة وغير المباشرة المعنية بالقضية.وكانت قد شددت الخارجية الأميركية في وقت سابق على "مواصلة دعمها" لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحلّ نزاع الصحراء الغربية، معتبرة خطة الرباط بأنها "جادّة وجديرة بالثقة وواقعية". وصدر البيان عقب اجتماعٍ لوزيري خارجية البلدين.
قدّم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين (22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021)، دعماً قوياً للخطة "الجادّة والجديرة بالثقة والواقعية"، حسب قوله والتي وضعها المغرب لحلّ ملف الصحراء الغربية، المنطقة المتنازع عليها بين الرباط وجبهة البوليساريو المدعومة من قبل الجزائر.وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان صدر في ختام اجتماع عقده بلينكن مع نظيره المغربي ناصر بوريطة في واشنطن إنّ "وزير الخارجية أكّد أنّنا نواصل اعتبار خطة الحكم الذاتي المغربية جادّة وجديرة بالثقة وواقعية، وتنطوي على مقاربة يمكن أن تلبّي تطلّعات شعب الصحراء الغربية".
وأضاف البيان أنّ الوزيرين أكّداً "دعمهما الثابت" للمبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء الغربية ستافان دي ميستورا الذي تنتظره مهمة تفاوضية صعبة.والصحراء الغربية موضع نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو، وهي منطقة تصنّفها الأمم المتحدة بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقارب من 80 بالمائة من أراضي المنطقة الصحراوية الشاسعة، حيث تم إطلاق مشاريع إنمائية مغربية كبرى في السنوات الأخيرة، منحها حكماً ذاتياً تحت سيادتها.لكن منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير الماضي، لم يصدر عن الإدارة الجديدة أيّ موقف بخصوص السيادة المغربية على الصحراء الغربية، مكتفية بالترحيب بالاتفاق الإسرائيلي-المغربي. وأتى لقاء الوزيرين الأميركي والمغربي في واشنطن عشية زيارة وزير الخرب بيني غانتس إلى الرباط.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك