أدان مجلس الأمن الدولي التجربة الصاروخية الأخيرة لكوريا الشمالية، خلال جلسة عقدها مساء الجمعة، معتبرًا إياها "استفزازا شديدا للغاية". وأعلن المجلس في بيان نشره عقب الجلسة "أن مجلس الأمن أكد على أن هذه الأعمال لا تشكل تهديدا للمنطقة فحسب، بل ولجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة".
وأكد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن موسكو ستلتزم بالعقوبات الدولية ضد كوريا الشمالية، لكنها تنتظر في المقابل من واشنطن خطوات سياسية وفق قرارات مجلس الأمن، داعيا لوقف التهديدات المتبادلة. ودعا إلى وقف التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، والعمل على استئناف المحادثات السادسية.
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين في نيويورك، عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة في مجلس الأمن الدولي، بشأن إطلاق "بيونغ يانغ"، فجر الجمعة، صاروخا "باليستيا" جديدًا. وقال نيينزيا "يتعين على واشنطن وبيونغ يانغ وقف التهديدات المتبادلة، والانخراط في عملية مفاوضات ذات معني، بما في ذلك استئناف المحادثات السداسية".
وتابع المندوب الروسي "استمعنا اليوم إلي تصريحات لوزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، قال فيها إنه ينبغي علي روسيا والصين سرعة التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2375، لكن هذا القرار طرح أيضا عملية سياسية يجب تنفيذها، فبدونها نعتبر أن القرار لم يتم تنفيذه كاملا".
وكانت كوريا الشمالية أطلقت أمس صاروخا مرَّ فوق اليابان وسقط في المحيط الهادي، للمرة الثانية في أقل من شهر في تحد للولايات المتحدة والقوى العالمية الداعية لنزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية. وأكد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أن بلاده أوشكت على الانتهاء من إعداد قوتها النووية المسلحة.
وذكرت وكالة أنباء كوريا الشمالية اليوم أن هدف زعيمها هو التوصل إلى "توازن للقوى العسكرية مع الولايات المتحدة"، ومنع الحكام الأميركيين من التجرؤ على الحديث عن الخيار العسكري ضد بيونغ يانغ.
وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الجمعة، إن كوريا الشمالية تعمق من عزلتها الاقتصادية والدبلوماسية بعد إطلاقها صاروخا باليستيا جديدًا. ونقلت وكالة "رويترز" عن ماتيس قوله في حديث له مع صحفيين مسافرين معه إلى مدينة مكسيكو سيتي: "أعتقد أن التجربة الصاروخية الأخيرة، ستزيد من عزلة كوريا الشمالية... لأن المزيد والمزيد من الدول أصبحت تدرك ببساطة بأنه لا يوجد تعاون من قبل بيونغ يانغ مع المجتمع الدولي".
أما هربرت مكماستر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فأكد أن بلاده "لديها خيار عسكري ضد كوريا الشمالية إلا أنها لا ترغب باستخدامه". وأوضح خلال موجز صحفي عقده في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة "تتواصل مع الجميع لتجنب الحرب".
وأثارت عملية الإطلاق ذعراً في اليابان حيث استيقظ سكان جزيرة هوكايدو شمال البلاد في الصباح الباكر، على أجراس إنذار وطلبت السلطات منهم النزول إلى الملاجئ، وذلك للمرة الثانية في غضون أسبوعين بعدما أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً في أوائل الشهر، اخترق أيضاً الأجواء اليابانية. وأتت التجربة أمس، غداة تهديد بيونغيانغ بتدمير اليابان.
وقال الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، إن الصاروخ مر فوق اليابان وسقط في المحيط الهادئ على بعد نحو ألفي كيلومتر شرق جزيرة هوكايدو.
وفي بكين، حضت وزارة الخارجية الصينية على تخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية من خلال وسائل سلمية وديبلوماسية رسمية.
أرسل تعليقك