الأطفال في اليمن يقفون بين مطرقة الحرب وسندان الجوع
آخر تحديث GMT00:10:31
 العرب اليوم -

400 ألف يعانون من سوء التغذية فضلًا عن وفاة عشرات الآلاف

الأطفال في اليمن يقفون بين مطرقة الحرب وسندان الجوع

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الأطفال في اليمن يقفون بين مطرقة الحرب وسندان الجوع

الانقلاب يحرم 3 ملايين طفل يمني من التعليم
صنعاء ـ خالد عبدالواحد

راح ضحية الحرب الحرب التي تشهدها اليمن بين مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للحكومة اليمنية المدعومة بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية، بعد أربعة أعوام، عشرات  الآلاف من الأطفال اليمنيين، بالإضافة إلى إصابة آخرين، وتستمر الحرب في حصد المزيد من الأطفال وسط سقوط أخلاقي لدى الأطرف المتصارعة.

لم يكن يعلم أنه سيفقد رجله ويده أثناء اللعب في حديقة منزله التي أصبحت خطرًا بعد دخول مسلحي جماعة الحوثيين إليها، صادق علي، 22عامًا، فقد رجله ويده أثناء اللعب في حوش منزله في مدينة تعز جنوب غربي اليمن، ولايطمح الشاب سوى أن يتوقف الألم الذي جعله في حالة مأساوية ويعيش على مهدئات لإيقاف الألم .

ويقول عبدالله لـ"العرب اليوم"، إنه أثناء ما كان يلعب في حديقة المنزل وجد كيس بلاستيكي واتجه نحوه ليأخذه، مضيفًا أنه لم يعلم سوى أنه أصبح فوق سرير المشفى بدون قدم وبدون يد، متابعًا أنه لايفكر بالمشي من جديد واللعب بقدر ما يفكر كيف يكبت الأمه، مبينًا أن الألغام التي تزرعها مليشيا الحوثي جعلته في إعاقة دائمة، وأردف "لم أستوعب كيف ستكون حياتي بدون قدم، العشرات من الأسئلة تدور في ذهني: هل سأظل قعيدًا فوق هذا السرير طيلة عمري؟ كيف سأذهب إلى المدرسة؟"، مؤكدًا أن الحرب أفقدته كل أحلامه. 

ولم تكتفِ الحرب بقتل أطفال اليمن بل أفقدتهم أحلامهم وآمالهم وتعليمهم في البلد الأسوء في العالم، وكشفت منظمة "اليونسيف" عن ارقام كارثية بحجم سكان اليمن الذين لا يتجاوزون الثلاثين مليون نسمة، مؤكدة أن 11 مليون طفل في ‎اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية في قطاع الصحة، التغذية، المياه والإصحاح البيئي، الخدمات الاجتماعية، التعليم، والحماية،
وهذا ما خلفته الحرب الدائرة منذ ثلاثة أعوام في البلاد. 

وأكدت المنظمة في تغريدة لها على "تويتر"، أن الصراع الجاري في اليمن يضع الأطفال في خطر، مضيفة "من المؤسف جدًا أن الصراع الجاري في ‎اليمن لا يزال يضع حياة ومستقبل جيل كامل من الأطفال في خطر"، وتابعت "لكل طفل من دون استثناء الحق في الحياة والعيش بسلام وأمن ورخاء والحصول على كافة الحقوق في التعليم والصحة و التغذية والحماية والنماء".
ويعاني 400 ألف طفل من سوء التغذية الحاد في مختلف المحافظات اليمنية، ورغم المساعدات المقدمة من المنظمات المحلية والدولية إلا أنها لم تستطع كبح أعداد المتضررين من الحرب والذين يرتفع عددهم يومًا بعد آخر بسبب ارتفاع وتيرة المعارك، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار إلى أكثر من 400%.

الانقلاب يحرم ثلاثة ملايين طفل من التعليم
فَقَد أكثر من ثلاثة ملايين طفل يمني حقهم في التعليم والعدد مرشح للتزايد، مع تعرض مئات المدارس للتدمير الكلي أو الجزئي نتيجة الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي، وحسب منظمة «سياج» لرعاية الطفولة، فإن غالبية الأسر لم تعد تمتلك القدرة على توفير وجبة الإفطار لأطفالها، ما يتسبب في حدوث إغماءات ومضاعفات نقص التغذية، واضطرار البعض إلى التغيب أو الهروب من المدرسة.

كما يعاني المعلمون والمعلمات من انقطاع رواتبهم منذ أكثر من عام، فيما يضطر أولياء أمور التلاميذ لشراء أغلب المناهج والكتب المدرسية من البائعين في الأسواق بسعر 400 ريال "1.6 دولار" للكتاب الواحد، وقالت «سياج» إن بعض المدارس الحكومية، أرسلت إلى أولياء أمور التلاميذ رسائل مذيلة باسم مجالس الآباء والأمهات، لا تحمل أي توقيع أو ختم، تطالبهم بدفع مبلغ إلزامي عن كل طفل وطفلة 500 ريال "أكثر من دولارين" لتلاميذ الأساسي وقرابة 1000 ريال "أكثر من 4 دولارات" للثانوي.

وأوضحت المنظمة بأن هذا الإجراء في هذه الظروف، سيؤدي إلى زيادة نسبة الأطفال التاركين للمدارس قسرًا في المتوسط بين 3 إلى 4 تلاميذ في كل أسرة. وذكّرت بأن «انهيار التعليم بهذا الشكل الخطير وغير المسبوق سيترتب عليه تجهيل جيل كامل وحرمانهم في حقهم في التعليم، وهذا سيترتب عليه ارتفاع الجريمة، والجريمة المنظمة، والعنف والإرهاب وتجنيد وإشراك الأطفال في الحروب والصراعات، وتزويج الصغيرات، وغيرها من آثار الحرمان من التعليم مدى الحياة».

‏ويوضح عبدالله صبر، 37عامًا "لدي 10 أطفال ولا أحد منهم يذهب إلى المدرسة والسبب أنني لا أستطيع تحمل التكاليف. وأضاف "ظروفنا المعيشية مزرية. وتابع" أتمنى أن يكون لدي عمل خاص صغير لأكسب منه عيشي بكرامة وحتى أستطيع  مساعدة أسرتي ولكن ليس لدي رأس المال لذلك". 

تجنيد إجباري
بعد فقد مسلحي جماعة الحوثيين الألاف من مقاتليها بالإضافة إلى فقدها الحاضنة الشعبية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، اتجهت نحو المدارس لتجنيد الأطفال والزج بهم إلى جبهات القتال، وأكدت مصادر في محافظة إب وسط اليمن لـ"العرب اليوم"، قيام الحوثيين باختطاف  عشرات الاطفال بالقوة من داخل مدرستهم بمديرية فرع العدين غربي المحافظة، مشيرة إلى أن الحوثيين اختطفوا الأطفال بالقوة بعد رفض أبناء المنطقة الدفع بأبنائهم للقتال في صفوف الحوثيين. 

فيما عمدت مليشيا الحوثي على تعطيل التعليم في مجمع الصالح التربوبي في مدينة جبلة، بسبب رفض الطلاب التجنيد الطوعي بالإضافة إلى أنها أمرت بإفشال كافة الطلاب المناهضين لها، وقالت مصادر تربوية لـ"العرب اليوم" إن مدير مكتب التربية والتعليم في مدينة جبلة، والذي ينتمي لبيت المتوكل السلالية الحوثية، أصدر توجيهًا بإفشال كافة الطلاب من أجل التوجه إلى جبهات القتال، لافتة إلى أن الطلاب الذين ذهبوا إلى إدارة المدرسة للمطالبة بدراجاتهم الدراسية، طلب منهم مبالغ مالية كبيرة من أجل الحصول على درجة النجاح. 

وتستمر مليشيا الحوثي في حملات التجنيد في صفوف الأطفال، الذين لايتجاوزون الخامسة عشر من أعمارهم، والزج بهم في معارك خاسرة ضد القوات الحكومية، فلم يعد يحلم أبناء اليمن سوى أن تتوقف الحرب التي تشهدها البلاد منذ مطلع العام 2015 والتي حصدت أرواحهم وأروح أبنائهم .

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأطفال في اليمن يقفون بين مطرقة الحرب وسندان الجوع الأطفال في اليمن يقفون بين مطرقة الحرب وسندان الجوع



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab