صحافية أميركية تروي تفاصيل رحلتها الطويلة للوصول إلى سنجار
آخر تحديث GMT03:24:14
 العرب اليوم -

مرت على نقاط التفتيش المختلفة ومنهم من طلب مالًا وأخذ طعامها

صحافية أميركية تروي تفاصيل رحلتها الطويلة للوصول إلى سنجار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صحافية أميركية تروي تفاصيل رحلتها الطويلة للوصول إلى سنجار

عضو في قوات الحشد الشعبي في ضواحي تلعفر
واشنطن ـ رولا عيسى

قضى عدد قليل جدا من المراسلين الأميركيين، الكثير من الوقت في تقديم التقارير من العراق في السنوات الـ 15 الماضية مقارنة بأليسا غي روبين، التي عملت كمراسلة ومديرة مكتب بغداد لصحيفة "نيويورك تايمز" في ذروة الصراع، وعادت روبين إلى العراق في عام 2014 لتغطية صعود تنظيم "داعش"، وأصيبت بجروح بالغة في حادث تحطم طائرة مروحية في جبل سنجار أثناء قيامها بالإبلاغ عن الهجمات التي استهدفت السكان الأيزيديين، وعادت مرة أخرى إلى المنطقة في يناير/ كانون الثاني 2018، على متن رحلة إلى الحدود العراقية السورية خلال رحلتها الأخيرة، وجدت روبن أن الجماعات العسكرية والمليشيات المتنافسة أقامت نقاط تفتيش في كل مكان، مما يجعل السفر أكثر صعوبة.

وسردت الساعات التسع التي أخذتها هي وأصحابها لرحلة 130 ميلًا لتمر على أكثر من 26 نقطة تفتيش. وقالت "كنا نتجه من دهوك، وهي مدينة في كردستان العراق، إلى سنجار، بالقرب من الحدود السورية وهي رحلة على مسافة تزيد قليلا عن 130 ميلا، ويجب أن تسير نحو ثلاث ساعات، وقبل أن أغادر، سألت عن الطريق، كانت الأجوبة مشؤومة، قال أحد الأشخاص من المستحيل الوصول إلى هناك، وآخر معاركنا أننا لن نتجاوزها أبدا، وقال رجل آخر "هناك 40 نقطة تفتيش، ووصف شخص آخر طريق دائري، حيث ذهبت إلى هناك عبر سورية، ولكنه قال إنني لن تستطيع القيام بذلك."

وبدأ أنه على الرغم من انتهاء الصراع المفتوح، فإن المنطقة كانت محاصرة جزئيا بسبب وجود عسكري كثيف ومربك، في أماكن ذات دلالات فئوية، والقيادة من الشرق إلى الغرب، تحولت المجموعات التي تحكم الطرق من البيشمركة الكردية إلى الجيش العراقي إلى مجموعة متنوعة من المليشيات المرتبطة بالشيعة وأخيرا إلى ميليشيات يديرها الأكراد السوريون والأكراد الأتراك، كان لكل منهم أعلامهم وتحالفاتهم وأسباب وجودهم هناك.

وأضافت "غادرت وسط الضباب المتجمد في صباح شتوي مع رفيقين: كميل كاكول، وهو صحافي عراقي يتحدث أكثر من لغة، وخلف شمدين، وهو سائق أيزيدي والذي لم يكن يتحدث الإنجليزية ولكن كان بإمكانه ترجمة اللهجة اليزيدية إلى اللغة الكردية، وكان من سنجار وكان يعرف الطرق والممرات المختصرة، وكانت نقاط التفتيش الأولى تدار من قبل البيشمركة، ولوحوا لنا، وتم إرسال أسمائنا إلى كل نقطة تفتيش خاضعة للسيطرة الكردية، تماما كما قال لنا المسؤولون الأكراد"، موضحة "ولكن بعد آخر نقطة تفتيش كردية، تغير كل شيء، تم تحويل مسارنا إلى طريق ثانوي من خلال الصحراء في سهول نينوى، خرجنا عند نقطة تفتيش كبيرة للجيش العراقي مع سيارات وشاحنات متوقفة بشكل عشوائي على كلا الجانبين، وسأل جندي ما إذا كنت أجنبية، قلت نعم، ولكن لم يسمح لنا بالمرور، وفي مبنى خرساني متهدم محاط بشاحنات من الطين والشاحنات الصغيرة، قيل لنا إننا نستطيع أن ندافع عن ما اتينا إليه، ودخلنا غرفة ذات جدران مغطاة، وكانت الأرائك المتسخة حولي، كان هناك مكتب كبير على طول الجدار الثالث، وعلى الجدار الرابع كان سرير لقوات الجيش، والضوء الوحيد جاء من خلال النوافذ ومن شكلها السيئ كان من الصعب رؤية الضوء، وكان هناك جندي يدخن الشيشة، وكان هناك رجل يرتدي الجينز وسترة جلدية يسير بخطى ثابتة، بدا وكأنه المسؤول".

وأوضحت "اتصلنا بمكتبنا في بغداد، حصلنا على موافقة الحكومة، وطلبنا من مدير مكتبنا أن يحاول إيجاد شخص لديه سلطة الاتصال بنقطة التفتيش نيابة عنا، انتظرنا وجاء مسافرون آخرون وذهبوا، وأوصى مكتبنا في بغداد بالاتصال بقادة الجيش المحلي، لقد أرسلنا رسالة نصية ولكن لم يحدث شيء لا شارة لا إذن"، مضيفا" تراجعنا حوالي 150 مترًا، بدأ مدير المكتب في بغداد استدعاء ضباط مكافحة التطرف وانتظرنا وبعد خمس وعشرين دقيقة، تم استدعائنا، وقد طلبنا جنرال في قوة مكافحة التطرف ثم تم تفتيشنا وغادرنا، ذهبنا إلى منازل زراعية جذابة حيث عاش المهندسون العراقيون والإيطاليون، وكانت الساعة 1 ظهرًا وأخذنا خمسة ساعات في رحلة كان من المفترض أن تأخذ ثلاثة، ظهرت نقطة التفتيش التالية، لم تكن هناك سيارات تنتظر المرور، ولكن عندما أخذ الجندي جوازات سفرنا وبطاقاتنا الصحافية لفحصها عن كثب، شددت معدتي، كان القائد ملازما ثانيا من الفرقة الخامسة عشر في الجيش العراقي، وقال إنه كان عليه أن يتأكد من رؤسائه قبل أن يمرر جواز سفر أجنبي، وبعدها بقليل اختفى القائد لتناول الغذاء، مر الوقت وظهر القائد وأعطانا الشاي في أكواب بلاستيكية، وكانت الكؤوس ساخنة جدا بحيث لا يمكن الإمساك بها، لذلك استمرينا في نقلها من يد إلى أخرى.

وتابعت "حاولت إجراء محادثة، وسألت من أين أنت؟ متى كانت آخر مرة لك في بغداد؟ كيف كانت الأمور هناك؟ كيف يمكنك ترك عائلتك للمجيء إلى هنا؟، وأخيرا بعد كل ذلك، ظهر شخص من الجيش وقال إنه يمكننا الذهاب". ويوجد في شمال العراق العديد من اللغات حيث الأكراد والعرب والتركمان، ومن الناحية الدينية فهي متنوعة، واليوم يغلب المسلمون على سكانها ومنهم السنة ولكن الشيعية هم الأغلبية، ويوجد طوائف مسيحية، بالإضافة إلى أديان غير معروفة مثل الديانة اليزيدية، والتي لا تكاد موجودة في أماكن أخرى.

وبالرغم من عدم تكامل هذه المجتمعات بشكل حقيقي، عاشت جنبا إلى جنب حتى ظهور "داعش" ونزوح السكان الأصليين، والآن على الرغم من أن "داعش" قد اختفت، بقيت المنطقة مقسمة بين مجموعات بدوافع غير واضحة. وتلفت إلى أن "عند نقطة التفتيش التالية، خارج تلعفر اختفت جميع أعلام الحكومة العراقية، ورفع العلم الذي يحمل صورة الإمام علي في النسيم، يحمل آخر الألوان العراقية مع شعار في الأسفل، وظهرت قوات الحشد الشعبي التي كونها الشيعة لمحاربة التنظيم المتطرف"، موضحة "ولأن نقطة التفتيش كانت تسيطر عليها مجموعة شيعية وكانت ترفع أعلاما يفضلها الشيعة عادة، فإن العديد من السنة يرون أنها طائفية، إن لم تكن مهددة، وكان حشد من الشباب المقاتلين في نقطة تفتيشهم الأولى، وأوقفونا، ومن ثم شرحنا إلى أين نحن ذاهبون، وقال أحدهم "لا يمكنك الذهاب بهذه الطريقة، تم القبض على اثنين من مقاتلي "داعش" على هذا الطريق الليلة الماضية، لا يمكن لأحد المرور، ولكن بعد ذلك سمح لنا بالمرور، وأصبحت نقاط التفتيش الآن أقرب، حيث واحدة لكل كيلومتر، بعضها أقرب من بعضها، وأخبرنا كل نقطة أننا كنا صحافيين متجهين إلى سنجار، وبعضهم طلب مننا المال أو الطعام للمرور، وقبل أن نجيب، فتح أحدهم الباب الخلفي لسيارتنا وأخذ الموز والمشروبات، سافرنا وكان لكل نقطة تفتيش مجموعة مختلفة من الأعلام، كلهم تقريبا كانوا شيعة، ويبدو أنه على الحدود السنية، وضعت الميليشيات الشيعية علامات"، واختتمت قائلة "الرحلة التي تستغرق ثلاث ساعات أخذناها في تسع".
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافية أميركية تروي تفاصيل رحلتها الطويلة للوصول إلى سنجار صحافية أميركية تروي تفاصيل رحلتها الطويلة للوصول إلى سنجار



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab