الاحتلال الإسرائيلي يُكافئ قطاع غزة بالوقود بعد خفض التوتر على الحدود
آخر تحديث GMT05:53:04
 العرب اليوم -

هاجمت "فتح" نظيرتها "حماس" واعتبرتها "واجهة تحالف شيطاني"

الاحتلال الإسرائيلي "يُكافئ" قطاع غزة بالوقود بعد خفض التوتر على الحدود

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الاحتلال الإسرائيلي "يُكافئ" قطاع غزة بالوقود بعد خفض التوتر على الحدود

مسيرات العودة على قطاع غزة
غزة ـ ناصر الأسعد

شنّت حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، هجوما عنيفا على حركة "حماس" واتهمتها بالإصرار على عقد صفقة إنسانية في قطاع غزة، مستغلَّة دماء الفلسطينيين في مسيرات العودة على حدود القطاع، مغلّبة بذلك المصالح الضيقة على مصلحة وحدة الفلسطينيين.

ووصف أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، ماجد الفتياني، حركة "حماس" بـ"واجهة تحالف شيطاني تقوده إسرائيل والإدارة الأميركية، لضرب المشروع الوطني وإبقاء الاحتلال". وقال الفتياني "إن (حماس) تسعى إلى سلخ قطاع غزة عن الضفة الغربية، من خلال مبررات إنسانية"، وأضاف: "كل ما تقوم به (حماس) هو تقديم أوراق اعتماد مجانية للاحتلال لتمرير ما يريده".

وذكّر الفتياني بتصريحات القيادي في "حماس" محمود الزهار التي نفى فيها مسؤولية حركته عن إطلاق صاروخ من القطاع باتجاه بئر السبع، قبل أيام، واتهامه "السلطة الوطنية" بالوقوف وراء ذلك، قائلا إنها تصريحات تُسقِط ادعاء المقاومة وتتقاطع مع إسرائيل للإبقاء على الوضع الراهن في قطاع غزة، على حساب المصلحة الوطنية، وجاء هجوم "فتح" الشديد ضد "حماس"، في ظل تقارير بشأن قرب التوصل إلى اتفاق تهدئة جديد في القطاع.

وخفّضت حركة "حماس"، الجمعة، من زخم المواجهات على حدود قطاع غزة مع إسرائيل، استجابة لجهود مصرية وأممية لوضع اتفاق تهدئة جديد في القطاع. وشاركت أعداد أقل في مواجهات الجمعة الأخيرة، وكانت أقل عنفا، في مؤشر إلى نجاح المصريين في خفض مستوى التوتر والصدامات في القطاع تمهيدا، كما يبدو، لاتفاق تهدئة قريب.

ونجحت الفصائل الفلسطينية في إبقاء أغلبية المتظاهرين على بعد مسافات من الحدود، ضمن خطة لتقليل أعداد القتلى والمصابين.

وأقرَّ ناطقون إسرائيليون باسم الجيش والحكومة بأن أحداث الجمعة دلّت على أن "حماس" سعت إلى خفض اللهيب "حاليا". وقالت مصادر في الدوائر الأمنية في إسرائيل، إن المظاهرات التي جرت الجمعة على الحدود كانت الأهدأ منذ سبعة أشهر.

ولفتت المصادر إلى تضاؤل عمليات إلقاء الزجاجات الحارقة والعبوات الناسفة والقنابل اليدوية من الجانب الفلسطيني، تجاه قوات الجيش الإسرائيلي خلال المواجهات. وبحسب تقديرات الدوائر الأمنية فإن "حماس" نشرت مسلحين قرب الحدود للحفاظ على الهدوء ولمنع اندلاع أعمال عنيفة.

لكن حركة "فتح" رأت في كل ذلك استثمارا من "حماس" لهذه المسيرات في سبيل تحقيق أهداف محددة. وقالت "فتح"، في بيان، إن "(حماس) حوّلت وأمام صمت فصائلي يندى له الجبين مسيرات العودة من مسيرات عودة إلى مسيرات (تحريكية)، من أجل التفاوض مع دولة الاحتلال".

واتهمت "فتح" حركة "حماس" بـ"خطف المسيرات وتطويعها لأجندات حزبية ولتعزيز فصل غزة وكينونتها"، مطالبة بـ"موقف وطني حازم من الكل الوطني".

وقال المتحدث باسم "فتح" عاطف أبوسيف، إنه يجب إعادة مسيرات العودة إلى الأهداف الأولى المتمثلة "بتأكيد حق شعبنا في أرضه وعودته إليها وحريته واستقلاله الوطني"، متهما "حماس" بأنها حوّلت هذه الأهداف إلى "مطالب تفاوضية" مع دولة الاحتلال.

وقال أبوسيف: "لم يستشهد أبطال شعبنا، وهم يتحدون بصدورهم العارية رصاص القناص من أجل هذا التهافت على مفاوضات إنسانية، ولم تستشهد الممرضة رزان النجار ولا الطفل محمد أيوب ولا الصحافي أحمد أبو حسين وكل شهداء المسيرة الأكرم منّا جميعا من أجل ذلك".

وطالب أبو سيف حركة "حماس" بـ"العودة إلى الإجماع الوطني، والسعي إلى رفع يدها عن الانقسام حتى يسقط وينهار وتعود الوحدة الوطنية، بدلا من السعي وراء مفاوضات مع دولة الاحتلال، ومقايضة تضحيات شعبنا في مسيرة العودة".

ورفضت "فتح" ما عدّته إصرارا من "حماس" على خطف مصير قطاع غزة، وتمسكها بالانقسام بطريقة مريبة ضاربة عرض الحائط كل الجهود التي تسعى إلى إنهائه، مُفشِلة كل الجهود الهادفة لإعادة اللحمة والوحدة الوطنية.

وقالت الحركة في بيان "إن إصرار (حماس) على عدم إطلاق سراح الوحدة الوطنية الحبيسة في سجون انقلابها منذ ما يزيد على أحد عشر عاما، يتطلب موقفا وطنيا حازما أمام هذا الرفض الحمساوي لإنهاء الانقسام"، وأضافت: "إنه وبدلا من أن تسعى حماس مع الكل الوطني لوضع حد لسنوات الانقسام الأسود، فإنها تلهث وراء صفقة مع دولة الاحتلال ليست وباعتراف مهندسي (صفقة القرن) في واشنطن وتل أبيب، إلا مدخلا خلفيا لتنفيذها".

وتابعت: "إنه في الوقت الذي تقاوم فيه القيادة الفلسطينية بحزم وشجاعة المخططات التصفوية، فإن (حماس) تفتح الأبواب على مصراعيها من أجل أن تمرّ الصفقة، دون أن تتورع عن استخدام تضحيات شعبنا وبطولات في مسيرات العودة من أجل ذلك".

وتوجّه "حماس" نحو التهدئة ليس جديدا، فقد أعلنت الحركة سابقا أنها ماضية في هذا الطريق على الرغم من معارضة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لكن الجديد أن مصر عادت بقوة إلى إدارة ملف التهدئة بعدما جمّدته سابقا بسبب اعتراضات عباس.

وزار وفد مصري قطاع غزة والتقى مسؤولين من الفصائل على أن يعود مجددا، الأسبوع المقبل.

والتقى نائب رئيس المخابرات المصرية أيمن بديع رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، ثم طار إلى إسرائيل للقاء مستشار الأمن القومي مئير بن شبات، ومسؤولين كبار في جهاز الأمن العام "الشاباك"، في إطار الاتصالات الهادفة إلى التوصل إلى التهدئة في غزة.

ورفض عباس قبول أي اتفاق تهدئة في غزة باعتباره يُسهِم في تقوية حكم "حماس"، وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية. وأصرّ عباس على توقيع اتفاق مصالحة على أن تتولى بعده السلطة إدارة مفاوضات التهدئة.

وينوي عباس الرد على كل هذه التحركات بوقف أي تمويل للقطاع.

وتدفع السلطة ما مقداره 96 مليون دولار لغزة شهريا، وفي ما اعتبر نوعا من المكافأة لغزة، أكد الجيش الإسرائيلي، أنه يخطط لضخ وقود إلى القطاع اليوم بعد منعه في وقت سابق. وقالت صحيفة "هآرتس" إن ضباطا كبارا في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية سيعملون على استغلال الهدوء النسبي الذي شهدته حدود قطاع غزة الجمعة، من أجل إدخال الوقود إلى قطاع غزة.
وكتبت الصحيفة أن الطريقة التي عملت بها "حماس" على فرض الهدوء خلال المظاهرات، وقيام أفرادها بدوريات على السياج، ومنع المتظاهرين من الوصول إليه، هي حافز آخر لإعادة تزويد غزة بالوقود.

وطالَبَ ضباط كبار في الجيش باعتبار ما حدث، الجمعة، بادرة تُشِير إلى تغيير مهم، وأن إسرائيل يجب أن ترد على ذلك طالما استمر الهدوء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتلال الإسرائيلي يُكافئ قطاع غزة بالوقود بعد خفض التوتر على الحدود الاحتلال الإسرائيلي يُكافئ قطاع غزة بالوقود بعد خفض التوتر على الحدود



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab