أعلن وزير الداخلية الإيطالي المُعين حديثًا في الحكومة الأخيرة ماتيو سالفيني، أن إيطاليا لن تعد معسكر اللاجئين الأوروبي، في محاولة للضغط على مسؤولي الاتحاد الأوروبي؛ لإصلاح قانون اللجوء والسماح بضوابط أكثر صرامة على الهجرة غير الشرعية.
وقال سالفيني خلال زيارته إلى أحد مراكز استقبال المهاجرين في أوروبا، في ميناء بوزالو الجنوبي في صقلية "إنه يمكن منع وقوع حوادث والتي ينتج عنها حطام السفن المأسوي قبالة سواحل تونس وتركيا، حيث تؤدي إلى مقتل العشرات خلال نهاية الأسبوع"، مضيفًا أن كل حياة مقدسة، ولإنقاذ الأرواح يجب عليك أن تتوقف عن اللحاق بقوارب الموت، إنها تجارة مربحة للبعض، ووصمة عار لبقية العالم.
رسالته للاتحاد الأوروبي واضحة
وكانت محاولة تحديد مشكلة الهجرة لإنقاذ الأرواح، بمثابة تحول في الخطاب لدى الشاب، والذي صعد إلى السلطة واعدًا بمنع الهجرة غير الشرعية، حيث قال يوم السبت "إن الأوقات الجيدة للمهاجرين غير الشرعين قد انتهت، استعدوا لحزم حقائبكم".
وبقيت رسالة سالفيني، للاتحاد الأوروبي خلال خطابه واضحة، حيث أكد أن بلاده لن تصبح ملجًأ للمهاجرين غير الشرعيين، وستبدأ في استقبال مهاجرين أقل، كما دعى إلى إجراء تغييرات على معاهدة دبلن في الاتحاد الأوروبي، والتي تنص على أن تتم معالجة طلبات طالبي اللجوء في بلد وصولهم.
وتأتي زيارته مع تصريح وزارة الدفاع التونسية بأن أكثر من 35 مهاجرًا قتلوا، حين غرق قاربهم قبالة ساحل البلاد، يوم الأحد، وفي وقت سابق من اليوم، غرق تسعة مهاجرين، بينهم ستة أطفال، حين أنقلب قاربهم قبالة سواحل تراكيا.
الائتلاف الجديد يعمل بجد ويجتذب قادة أوروبا
ويبدو زعماء الائتلاف الجديد الحاكم في إيطاليا متحمسين لإظهار استعدادهم للعمل، بعد قرابة ثلاثة أشهر من الفوضى السياسية.
ونشر زعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو، فيديو وهو في مكتبه الجديد، أثناء لقاءه رئيس الوزراء المكلف، جوزبي كونتي، دعوات من زملائه القادة الأوروبيين، بما في ذلك المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، والتي دعته لزيارة برلين لإجراء محادثات.
وقالت ميركل "سأقترب من الحكومة الإيطالية وأعمل معها علانية بدًلا من التكهن بنواياها، لأن ألمانيا لديها مصلحة أساسية في بقاء أوروبا قارة فعالة."
ورفضت المستشارة الألمانية المخاوف المتعلقة بأن الحكومة الجديدة ربما تخرج من منطقة اليورو، موضحة " أعتقد اعتقاداً أساسيا أن كل نتيجة انتخابية وكل حكومة منتخبة ديمقراطيصا تستحق الاحترام".
وأكدت ميركل أنها تريد التحدث مع القادة الإيطاليين حول مساعدة الشباب في العثور على عمل، وإعادة تأكيد اعتقادهم بأن نظام اللجوء المشترك هو الحل لمشكلات الهجرة في أوروبا.
وسارع السيد سالفيني للاستفادة من دعم ألمانيا، وقال "حتى ميركيل تقول إن إيطاليا تُركت لفترة أطول من اللازم".
مخاوف من شن هجمات جديدة على المهاجرين
ورفعت مجموعة صغيرة من المتظاهرين لافتات مثل "اللاجئين موضع ترحيب" خارج مركز اللاجئين خلال زيارة السيد سالفيني، معبرين عن مخاوفهم من أن خطاب الوزير يُحرض على العنف ضد السكان المستضعفين بالفعل.
وتحقق الشرطة في هجومين منفصلين ضد المهاجرين خلال عطلة نهاية الأسبوع في جنوب إيطاليا، بما في ذلك وفاة مهاجر يبلغ من العمر 29 عاماً من مالي، أُصيب في رأسه على يد مسلح مجهول، من على بعد عدة مئات من الأمتار عندما دخل إلى مكان مهجور؛ بحثًا عن خردة الحديد لبيعها في السوق السوداء.
أرسل تعليقك