لندن ـ سليم كرم
تجنب زعيم حزب العمل البريطاني المعارض، جيريمي كوربين، صدامًا رئيسيًا بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد أن انسحب أكبر مؤيديه النقابين من دعم استفتاء جديد على اتفاق الخروج النهائي من الكتلة الأوروبية، إذ ظهر في بداية اليوم وأن "Unite"وهي نقابة التجارة البريطانية والإيرلندية، أنها ستدعم تصويتًا عامًا على شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والخاصة برئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، والتي تعارض سياسة حزب العمل الرسمية. وصوّت المندوبون بأغلبية ساحقة لصالح البيان، حيث تركت المنظمة احتمالًا مفتوحًا لاستفتاء آخر على الاتحاد الأوروبي، يعتمد على الظروف السياسية.
الاستفتاء الجديد يعتمد على الظروف السياسية:
وتعهد الأمين العام القوي للاتحاد، لين ماكلوسكي، بالقتال من أجل التصويت العام إذا أيده أعضاء النقابة، لكن الاقتراح التنفيذي احتوى على لغة أكثر حيادية، الأمر الذي سيخيب آمال المناصرين المؤيدين للاتحاد الأوروبي، الذين كانوا يأملون في أن يضغط الاتحاد على السيد كوربين لتغيير موقفه. وجاء في مؤتمر سياسة الاتحاد في برايتون أنه من "المستبعد للغاية" أن يرضي الاتفاق النهائي الاتحاد أو حركة العمل الأوسع، وأنه سيتحرك ضد أي اتفاق يخفق في اختباراته الرئيسية.
وقال السيد ماكلوسكي "ستكون أولويتنا فرض انتخابات عامة مبكرة يمكن أن تؤدي إلى انتخاب حكومة حزب العمل التي من شأنها التوصل إلى اتفاق أفضل مع الاتحاد الأوروبي وتحسين العلاقات مع أوروبا من جميع النواحي"، وأضاف "نحن منفتحون أيضًا على إمكانية إجراء تصويت شعبي على أي صفقة، اعتماداً على الظروف السياسية، وضمن هذه المبادئ، يتمتع المجلس التنفيذي بسلطة للاستجابة لأنه يفكر بشكل أفضل في وضع سياسي سريع التغير".
ولفت ماكلوسكي إلى أن " Unite" لم يطالب بإجراء استفتاء ثانٍ، لكن الفكرة ظلت مفتوحة أمام إمكانية إجراء تصويت على أي اتفاق يعقده حزب المحافظين، تمشيًا مع سياسة العمل، وقال أمام المؤتمر "لا نزال منفتحين على إمكانية إجراء تصويت على أي صفقة يعود إليها حزب المحافظين"، موضحًا "حركتنا بحاجة إلى التحدث بصوت واحد من أجل دعم الوظائف وحقوق العمال والمساواة للجميع لإزالة المخاوف التي لدى العديد من أعضائنا، وكذلك تقديم الأمل لأولئك الذين دعموا خروج بريطانيا من اليأس ". وأكد أن رئيسة الوزراء فقدت كل السلطة، وأنها سجينة من قبل الدوغماتيين والأوهام التي يمارسها أقصى اليمين".
ما فعله يصب في مصلحة كوربين:
ويواجه زعيم حزب العمل عملية توازن دقيقة حول نهج خروج بريطانيا، حيث يجب عليه تلبية مطالب المؤيدين للاتحاد الأوروبي في المدن الكبرى، كما أن التحرك من قبل النقابة سيكون مصدر ارتياح للسيد كوربين، حيث أن الدعم المالي للنقابة أمر حيوي بالنسبة لحزب العمل، كما أن السيد ماكلوسكي هو حليف وثيق لكوبرين، وحصل دعمًا سياسيًا قويًا من أعضاءه البالغ عددهم 1.4 مليون عضو.
ولا تزال الانقسامات الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي متواجدة داخل الحزب وخارجه، حيث أن أعضاء "مومنتوم"، وهي مجموعة الحملات الشعبية القوية، أطلقت مؤخرًا عريضة للمطالبة بإجراء استفتاء جديد، والذي اجتذب بالفعل آلاف التوقيعات، ومن المحتمل أن يتصاعد الضغط على السيد كوربين قبل مؤتمر الخريف في حزب العمل، لكن في الوقت الراهن، يبدو أن زعيم حزب العمل متمسكا بموقفه لدعم خروج أكثر ليونة من حزب المحافظين، الذي يسعى إلى حماية الوظائف من خلال البقاء في اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي.
أرسل تعليقك