لندن ـ كاتيا حداد
حصلت صحيفة "إندبندنت" على آخر رسالة بعثها مهاجم "ويستمنستر" وسط لندن خالد مسعود قبل تنفيذه هجومه في 22 مارس/ آذار الماضي. وكشفت الصحيفة أن الرسالة التي أرسلها مسعود على تطبيق "واتسأب"، تكشف عن دوافعه من الهجوم، الذي قتل فيه خمسة أشخاص، وجرح فيه 50 آخرين.
وأوضح التقرير أن مسعود، الذي اعتنق الإسلام، قال في رسالته إنه يقوم بشن حرب انتقامية ضد القوى العسكرية الغربية وأفعالها في الشرق الأوسط. واشارت الصحيفة إلى أن الشرطة البريطانية قامت بالتحقيق مع الشخص الذي استقبل الرسالة على هاتفه، حيث توصلت المخابرات "أم آي فايف"، إلى أنه جزء من مؤامرة لم يكن معروفًا مسبقا، وكانت تكشف في 22 مارس/ آذار، لافتة إلى أن الشرطة أفرجت عن 11 شخصًا اعتقلتهم بعد الهجوم مباشرة، وتم استبعادهم من التحقيق.
ويلفت التقرير إلى أن الشرطة اعتقلت يوم أمس شخصًا اشتبهت به لحمله حقيبة فيها سكاكين قريبا من وزارة المالية، حيث اعتقلت الشرطة المسلحة الشخص، ولم يتم جرح أحد. وبحسب الصحيفة، فإنه تم الكشف عن رسالة مسعود من خلال ما وصفته مصادر في الأمن بأنه "استخدام الذكاء البشري والتكنولوجي"، مشيرة إلى أنه لا يمكن الكشف عن الوسائل التي استخدمت لتفكيك الرسالة لأسباب أمنية، إلا أن المصادر تقول إن لديها الآن الخبرات التقنية لتكرار استخدام تلك الوسائل في المستقبل، بالإضافة إلى أن الكشف عن رسالة مسعود كان متاحا بسبب الحصول على هاتفه بعد مقتله
وينوه التقرير إلى أن الكشف عما كان يفكر به مسعود قبل هجومه يعد حدثًا مهمًا في التحقيقات التي تجريها الشرطة لمعرفة دوافع الهجوم، وما الذي جعله يستأجر سيارة ويطعن شرطيًا كان يحرس البرلمان وهو كيث بالمر، لافتا إلى أن شرطة "أسكوتلند يارد" أكدت منذ البداية أن اتصالاته عبر هاتفه تمثل الجزء الرئيسي من التحقيق.
وتذكر الصحيفة أن نائب المفوض العام لشرطة لندن نيل باسو، أكد ضرورة اتصال أي شخص سمع أو تلقى رسالة من مسعود بمراكز الشرطة والإبلاغ عن الاتصال. ويفيد التقرير بأن المحققين اعتقدوا أن مسعود ربما كان على اتصال مع شخص له علاقة بالعملية، خاصة أن عمليات مشابهة في فرنسا وألمانيا تم توجيه منفذيها من خلال "مسؤولين" في تنظيم "داعش" عبر الرسائل الهاتفية، مستدركا بأنه رغم إعلان تنظيم "داعش" المتطرف مسؤوليته عن هجوم ويستمنستر، إلا أنه لم يقدِّم أدلة عملية وواضحة عن دوره فيه.
وتشير الصحيفة إلى أن مسعود ولد في كينت، وأصبح معروفا لدى السلطات الأمنية من خلال صلاته بالجماعات المتطرفة، وإن كان على الهامش، إلا أنه لم يكن يعد تهديدا، لافتة إلى أنه يعتقد أن تحوله للتشدد ربما حدث من خلال فترات قضاها في السجن، بالإضافة إلى قيامه بثلاث رحلات إلى المملكة العربية السعودية، حيث عمل مدرسًا هناك. واكتشف المحققون أنه قام برحلة استطلاعية إلى لندن قبل أربعة أيام من هجومه، ولم يخبر أحدا عنها.
ويورد التقرير أنه لا تعرف الكيفية التي تم فيها إخبار وزيرة الداخلية أمبر راد عن رسالة مسعود على "واتسأب"، حيث اشتكت بعد الهجوم مباشرة من عدم قدرة الأجهزة الأمنية الدخول إلى هاتف مسعود؛ ذلك للتشفير الذي تستخدمه شركات التكنولوجيا، وقالت: "إنه أمر غير مقبول مطلقا، ويجب ألا يكون هناك مكان للإرهابيين يمكنهم الاختباء فيه، ونريد التأكد من أن شركات مثل (واتسأب)، وهناك أخرى مثيلة لها، لا تقدم مكانا سريا للإرهابيين ليتواصلوا مع بعضهم"، ودعت وزيرة الداخلية في اجتماع مع نظرائها في الاتحاد الأوروبي للتعامل مع المشكلة وحلها مع الشركات التكنولوجية.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن الخصوصية التي يتمتع بها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الجديدة، أصبحت موضوعًا مثيرا للجدل، بعد سلسلة من الحالات التي استخدم فيها الإرهابيون مواقع التواصل الاجتماعي.
أرسل تعليقك