الرئيس الأميركي دونالد ترامب يكشف عن رغبته في سحب قوات الجيش من سورية
آخر تحديث GMT16:14:24
 العرب اليوم -

أكّد أنه وسط الأوضاع الراهنة سيكون الأمر صعبًا خاصة مع انتشار شائعات عودة "داعش"

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يكشف عن رغبته في سحب قوات الجيش من سورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الرئيس الأميركي دونالد ترامب يكشف عن رغبته في سحب قوات الجيش من سورية

لافتة في مظاهرة في الفلبين ضد الضربات الأميركية على سورية
واشنطن ـ يوسف مكي

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبته في سحب القوات الأميركية من سورية، ولكن وسط الأوضاع الراهنة ربما يكون الأمر أكثر صعوبة، خاصة مع انتشار شائعات إعادة تنظيم "داعش" لنفسه في جنوب سورية. وقال عضو بارز في مجلس الشيوخ الجمهوري إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما زال مصمما على سحب القوات الأميركية من سورية بأسرع ما يمكن، على الرغم من قراره الأسبوع الماضي بشن ضربات صاروخية ضد أهداف سورية، وبحسب ما ورد أخبر الرئيس جنرالاته هذا الشهر أنه يريد أن ينهي خدمة ما يقرب من 2000 جندي أميركي في سورية، وذلك تمشيا مع تعهده بالانسحاب الوشيك، ولكن أقنع القادة الأميركيين ترامب بالأنتظار لبضعة أشهر، حيث أشاروا إلى أن طرد "داعش" من معاقله المتبقية على طول وادي الفرات لن يكون مباشرًا وسريعًا.

ليس لدى واشنطن دور فعلي في سورية:
وفي غضون أيام من مطالبة ترامب بالانسحاب الأميركي المفاجئ، أمر بشن ضربات جوية على سورية لمعاقبة النظام السوري على مزاعم استخدامه أسلحة كيميائية ضد المدنيين في دوما، وأطلاق دفعة من 105 صواريخ من السفن والطائرات الأميركية والفرنسية والبريطانية. وفي هذا السياق، قال بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في حديثه إلى الصحافيين، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنه لا يعتقد أن الضربات الجوية التي شُنت في الأسبوع الماضي ستخفف رغبة الرئيس في إخراج القوات الأميركية من الصراع، مضيفا "أعتقد أن الرئيس ملتزم للغاية بالخروج من سورية في أسرع وقت ممكن، لا أرى أي شيء يغير ذلك "

ويشتبك كوركر، وهو سيناتور جمهوري من تينيسي مع الرئيس ترامب، مؤكدا أنه لن ينتخبه، ولكنه ما يزال يتحدث مع الرئيس في كثير من الأحيان بشأن السياسة الخارجية، موضحا "أنا لا أرى أنه هذه الإدارة تحاول بأي حال من الأحوال تشكيل ما يحدث على الأرض من حيث صلتها بالنظام، عندما دعونا روسيا للمساعدة في هجوم الأسلحة الكيميائية، قمنا بتوجيه كل شيء في البلاد إلى روسيا، إنها دعوة روسية إيرانية لتحديدهما ما الذي سيحدث في سورية، فعندما لا تساعد في تشكيل ما هو موجود على الأرض وأنت في اجتماعات دبلوماسية، فأنت تتحدث فقط ولا تفعل شيئا".

لاحقا قد تتوافق وجهات النظر الأميركية الروسية:
وتحدث كوركر عن مواجهة عبء الاستقرار وإعادة البناء في سورية، موضحا أن روسيا وإيران ستتحولان إلى وجهة نظر أميركية مفادها أن هذا غير ممكن في ظل بقاء الأسد في السلطة. وقدمت مستشارة أوباما للأمن القومي، سوزان رايس، حجة مماثلة هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن إدارتي ترامب وأوباما واجهتا معضلات مماثلة في سورية وخرجتا بسياسات مماثلة، وقالت رايس إن قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على تمويل إعادة إعمار سورية ستعطي واشنطن نفوذها على مائدة المفاوضات التي لم تكن موجودة على الأرض خلال الحرب. وكتبت في تعليق في صحيفة "نيويورك تايمز" "من دون أموالنا، سيكون الأمر مكلفة جدا لروسيا وإيران، وكذلك القوى الاقتصادية، فيما يخص إعادة إعمار سورية"

سورية ليست استثناءً:
وكما وجدت الولايات المتحدة في فيتنام وأفغانستان والعراق، فإن الحروب الأهلية المعقدة للبلدان الأجنبية، التي دخلت مرة واحدة، يصعب الخروج أو الانسحاب منها، وليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن سورية ستكسر هذا النمط وتخرج عن القاعدة. وسعى ترامب للحد من أهداف الحرب الأميركية في سورية إلى هدفين: هزيمة تنظيم "داعش" بقسوة، و ردع استخدام الأسلحة الكيميائية، وحتى مع وجود مثل هذه الأهداف المحددة بدقة، فمن المرجح أن يكون الانسحاب الأميركي فوضويا، فكلا الهدفين، مهما كان ملموسا، يمكن أن يظل بعيد المنال، وحتى بعد الغارات الجوية الأسبوع الماضي، ترك ترامب خطوطه الحمراء على الأسلحة الكيميائية غير واضحة، وليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل مرة أخرى إذا تم استخدام الكلور فقط في هجوم ما، أو ما إذا استخدام عامل الأعصاب أيضا، لشن المزيد من الضربات العقابية، ومن المتوقع أن يختبر النظام السوري الخطوط الحمراء لترامب.

ظهور جيش خالد بن الوليد:
وربما يكون هزيمة "داعش" واحدة من تلك المهام التي تكون الولايات المتحدة وحلفاؤها على وشك تحقيقها، على الرغم من تحدث الدعاية الخاصة بالمجموعة عن أنها في مرحلة سبات، حيث استعداد الخلايا النائمة للتجديد كلما سمح الضغط العسكري

ومن جانبه، قال حسن حسن، وهو زميل في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط في واشنطن "استنادا إلى الاتجاهات الحديثة للهجمات المتزايدة ودفعة "داعش" الواضحة من أجل إعادة تنشيط خالايها النائمة بالكامل، يمكننا أن نتوقع المزيد من أنشطة المجموعة في الأشهر المقبلة"

وتتحور المجموعات المتطرفة مثل "داعش" بطرق تجعل من الصعب تدميرها بشكل مباشر، ففي جنوب سورية، هناك فرع لداعش يسمى جيش خالد بن الوليد، آخذ في الارتفاع ولم يستهدفه حتى الآن أي من النظام أو تحالف الولايات المتحدة ضد "داعش". ويرجع السبب في ظهور جيش خالد بن الوليد جزئيا إلى قرار ترامب بقطع برنامج أوباما لتدريب وتجهيز الجيش الحر في الجنوب، والذي يتعرض الآن لضغوط من قبل النظام السوري والجماعة المتطرفة الجديدة، ومن المرجح أن تتطلب المحافظة على زوال "داعش" في الشمال التمسك بالحلفاء الأكراد هناك، وقد أقرت القيادة المركزية الأميركية بأن الهجوم التركي ضد الأكراد أعاق الجهود ضد التخلص من معاقل "داعش" في وادي الفرات الأوسط.

مشاركة أميركية عسكرية طويلة المدى :
وقال كوركر إنه يمكن أن يتصور وجود وحدة أميركية مخفضة تساعد في تلك المناطق، وقد يعني هذا بدوره الدعم العسكري لأجل غير مسمى للقوات الكردية في الشمال، الذين يتعرضون لضغوط من جميع الأطراف، بما في ذلك تركيا، حليف الناتو.

ويوجد تحالف آخر ربما يجر الولايات المتحدة لأسباب لا علاقة لها بأهداف الحرب الحالية، وهو الصراع الإسرائيلي- الإيراني، حيث أن الحرس الثوري الإيراني يبني قواعد جوية قريبة جدا إلى الأرض الإسرائيلية، ومن الصعب تخيل أن يكون موقف الولايات المتحدة على الهامش في مثل هذا النزاع، إذا ما اندلع.

إن البقاء خارج هذه المعركة سيكون أصعب، إذا استمر ترامب في نيته المعلنة بسحب الولايات المتحدة من الصفقة النووية لعام 2015 مع إيران الشهر المقبل، وإذا استجابت طهران بتصعيد تخصيب اليورانيوم، فمن المرجح أن ينزلق الخليج مرة أخرى إلى حافة حرب جديدة كبرى، والتي يمكن أن يتوقع من سورية أن تكون ساحة معركة مركزية فيها.

ويُعرف ترامب بسياسته المتناقضة وبالتالي سورية ليست استثناء، ويبدو أن الرئيس عازم على خوض مواجهة مع إيران بسبب برنامجها النووي، وفي الوقت نفسه يسعى لمواجهاتها في سورية، ولكن من الصعب القيام بالشيئين في نفس الوقت.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يكشف عن رغبته في سحب قوات الجيش من سورية الرئيس الأميركي دونالد ترامب يكشف عن رغبته في سحب قوات الجيش من سورية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس

GMT 19:51 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 2.7 درجة يضرب الضفة الغربية فى فلسطين

GMT 11:50 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يكشف سبب غياب نيمار عن التدريبات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab