غداة تحميل واشنطن الجماعة مسؤولية عرقلة مساعي وقف النار وفد عُماني في صنعاء لإقناع الحوثيين بالخطة الأممية للسلام
آخر تحديث GMT14:22:48
 العرب اليوم -

غداة تحميل واشنطن الجماعة مسؤولية عرقلة مساعي وقف النار وفد عُماني في صنعاء لإقناع الحوثيين بالخطة الأممية للسلام

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - غداة تحميل واشنطن الجماعة مسؤولية عرقلة مساعي وقف النار وفد عُماني في صنعاء لإقناع الحوثيين بالخطة الأممية للسلام

الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي
عدن - العرب اليوم

كشفت مصادر حوثية مطلعة، يوم أمس وصول وفد من مكتب السلطان العماني إلى صنعاء، رفقة المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام فليتة، فيما يعتقد مراقبون يمنيون أنها محاولة أخيرة من مسقط لإقناع زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي بالخطة الأممية التي اقترحها مارتن غريفيث لوقف النار، وتنفيذ تدابير إنسانية، قبل العودة إلى مشاورات السلام بين الجماعة والحكومة الشرعية.

وفي حين لم تشر المصادر الحوثية إلى الغرض من زيارة الوفد العماني، بدأ وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، زيارة إلى مسقط يرجح أنها تأتي في سياق مساعي الشرعية لاستجلاب ضغوط إقليمية على الجماعة الحوثية بغرض إرغامها على خيارات السلام المطروحة من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والإقليمي.

وقال وزير الخارجية اليمني إن زيارته إلى السلطنة مجدولة، وفي إطار جولته الخليجية من أجل «تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ولكنها بالتأكيد تصب كذلك في إطار بذل مزيد من الجهد والتشاور مع الفاعلين الإقليميين والدوليين كافة للدفع بجهود السلام، وكذلك للتعبير عن تقديرنا للدور الإيجابي الذي تلعبه عُمان». وأوضح الدكتور بن مبارك أنه يحمل رسالة خطية من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى العاهل العماني السلطان هيثم بن طارق.

وإذ تحوم الشكوك في الأوساط اليمنية حول عدم جدية الجماعة في التوصل إلى وقف شامل للنار بحسب الخطة الأممية المقترحة، توقع سياسيون يمنيون أن تنتهي المساعي العمانية كسابقاتها من قبل غريفيث، والمبعوث الأميركي تيم ليندركينغ الذي صرح أخيراً بتحميل الجماعة المسؤولية عن عدم الموافقة على وقف النار، ودعم مسار السلام في البلاد.

ويأتي هذا التحرك العماني غداة بيان للخارجية الأميركية ذكرت فيه أن الحوثيين «يتحملون مسؤولية كبيرة عن رفض الانخراط بشكل هادف في وقف إطلاق النار، واتخاذ خطوات لحل النزاع المستمر منذ ما يقرب من 7 أعوام الذي جلب معاناة لا يمكن تصورها للشعب اليمني».وأقر بيان الخارجية الأميركية بأن الحوثيين يواصلون هجومهم المدمر على مأرب الذي يدينه المجتمع الدولي، ويترك الحوثيين في عزلة متزايدة.

وكان غريفيث قد زار، الأسبوع الماضي، صنعاء بعد قطيعة مع قادة الجماعة هناك دامت نحو 14 شهراً، وقال بعد الزيارة إنه حمل أفكاراً من زعيم الميليشيات لمناقشتها مع الشرعية، مع تلميحه إلى أن الحوثي لا يزال يرفض خطته لوقف النار، ويتمسك برفع القيود عن المنافذ التي تتحكم بها ميليشياته، مثل مطار صنعاء وميناء الحديدة.

وفي أحدث خطبة له، أظهر زعيم الجماعة عدم اكتراث بالمقترح الأممي والمساعي الدولية، لا سيما الأميركية، داعياً أتباعه إلى حشد مزيد من المقاتلين، وجمع مزيد من الأموال للاستمرار في الحرب، راهناً حدوث أي سلام برفع القيود عن المنافذ، بما فيها مطار صنعاء، بعيداً عن الوقف الشامل للحرب، كما رهنها بتخلي تحالف دعم الشرعية عن الحكومة المعترف بها دولياً، بحسب ما فهم من مجمل خطابه.

ويرجح سياسيون يمنيون أن تكون المساعي العمانية هي آخر المطاف، حيث تحظى مسقط بتقدير قادة الجماعة لجهة تسهيلها لهم إبرام كثير من الصفقات في الماضي، إلى جانب تقديم نفسها بصفتها وسيطاً محايداً في المنطقة، فضلاً عن استضافتها لوفد الجماعة المفاوض، واستقبالها العشرات من جرحاها للعلاج.

وكانت المصادر الرسمية اليمنية قد ذكرت أن زيارة بن مبارك للسلطنة ستستمر 3 أيام، وأنه سيلتقي نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي وعدداً من المسؤولين، وأن الزيارة تهدف إلى «تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتنسيق الجهود المشتركة إزاء قضايا المنطقة، والدفع بالعملية السياسية، خاصة بعد رفض ميليشيات الحوثي لمبادرات السلام الإقليمية والأممية كافة».

- ضغط أميركي

وفي معرض التعليق على زيارة الوفد العماني لصنعاء، يعتقد الباحث السياسي الأكاديمي اليمني الدكتور فارس البيل أن الضغط الأميركي يقف خلفها، بحسب ما قاله، مضيفاً أن «هذه هي المرة الأولى منذ إسقاط الحوثي للدولة التي يصل فيها وفد من دولة عربية بهذا المستوى، وعمان تلعب دور الوسيط الأقرب للحوثي، وتحتضن القيادات الحوثية، كما تشكل نقطة لاتصالهم بالأطراف الدولية المعنية بحل المشكلة اليمنية، والواضح أن هذه الزيارة هي لأجل لقاء زعيم الحوثيين المتمرد عبد الملك الحوثي، بعد فشل كل الجهود الكثيفة في الأيام الماضية من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى لإنجاز الحد الأدنى من متطلبات السلام، وهو وقف إطلاق النار».

ويشير البيل إلى مغادرة غريفيث صنعاء بعد لقائه بالحوثي خالي الوفاض، إذ رفض الأخير كل النقاط المطروحة، مقابل أن ترفع القيود عن جماعته، ويرجح أن «الضغط الأميركي يقف وراء هذه الزيارة، عقب التعنت الحوثي المستمر، وتحميل واشنطن الجماعة المسؤولية عن استمرار الحرب وإفشال السلام».

ولفت الباحث السياسي فارس البيل إلى الاتصال الأخير بين وزيري الخارجية الأميركي والعماني، وتابع حديثه بالقول: «يبدو التنسيق واضحاً للضغط المباشر على زعيم المتمردين عن طريق عمان التي تحظى بعلاقات مهمة مع الحوثي، لكن من الواضح أن كل الجهود ستذهب إلى التبخر لأن الحوثي غير معني بمستقبل اليمن السياسي، ولا بمستقبله هو أيضاً»، جازماً بأن «مهمة الحوثي هي عسكرية لإبقاء نار الحرب مستمرة، والتصعيد لتحقيق الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة». ويرى أنه «ما لم يفض هذا الاشتباك الوثيق بين التابع والمتبوع، فإن جهود السلام في اليمن مع الحوثي تبدو كالحرث في البحر»، وفق تعبيره.

- محاولة أخيرة؟

«زيارة الوفد العماني إلى العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الميليشيا الحوثية قد تكون محاولة أخيرة لإقناع الحوثيين بأهمية الاستجابة للصوت الواحد الدولي الهادف لإنهاء الحرب في اليمن، قبل أن يغير العالم نظرته للحوثيين من جديد». هذا ما يقوله المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر الذي يذكر بأن زيارة الوفد العماني، رفقة رئيس وفد التفاوض الحوثي محمد عبد السلام، جاءت بعد أيام من إعلان المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث من صنعاء عن إحباطه نتيجة لوصوله إلى طريق مسدود، إضافة إلى تحميل المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ الحوثيين مسؤولية عدم إنهاء الحرب في البلاد، وهو ما يوضح أن عبد السلام مجرد واجهة، وليس له قرار الفصل في الموافقة على ما يطرحه المجتمع الدولي من مبادرات.

وفي الوقت الذي يعتقد فيه الطاهر أن القرار الحقيقي بات في صنعاء بيد القائد الإيراني في «الحرس الثوري» حسن إيرلو، فإنه يرى أن الزيارة «تكشف عمق الخلافات الحوثية، وتؤكد أن هناك طرفاً يدعو للسلام، وطرفاً متشدداً يؤمن بالحل العسكري، وهذا ما يترجمه الواقع من خلال الهجوم الحوثي على مأرب والحديدة، وكذلك على المملكة العربية السعودية».

وبخصوص توقعاته حول نتائج هذه الزيارة، يعتقد الطاهر أن الوفد العماني «سيعود محملاً بسقف مطالب حوثية مرتفعة، منها إقصاء اليمنيين من أي حوار سياسي، وأن يكون الحوار بين السعودية والجماعة، حيث يسعى الحوثي لتصوير أن الحرب بين اليمن والسعودية، وأن جماعته هي من تمثل الشعب اليمني، ولا تمثل الأجندة الإيرانية»، وفق قوله.

وفي حين يرجح الطاهر «فشل المجتمع الدولي في إقناع الحوثيين»، يبدي مخاوفه «من الخطوة المقبلة التي سيتعامل بها المجتمع الدولي تجاه تعنت الميليشيا الحوثية»، ويقول: «بدلاً من أن يمارس المجتمع الدولي أقسى ضغوطه على الميليشيا لتنفيذ القرارات والمرجعيات الدولية، يبدو أنه سيزيد من ضغوطه على التحالف والحكومة اليمنية لتقديم مزيد من التنازلات لإرضاء الحوثي، مستجدياً من الميليشيا الإرهابية السلام».ويضيف الطاهر: «هنا، لا بد للحكومة اليمنية، بمساعدة التحالف العربي، أن تفرض السلام، لا أن تنتظر من العالم أن يستجديه من الميليشيا الحوثية».

قد يهمك ايضا:

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يعلن عن تشكيل الحكومة الجديدة وفق "اتفاق الرياض"

الخارجية اليمنية تدين إطلاق ميليشيات الحوثي طائرات مسيّرة نحو السعودية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غداة تحميل واشنطن الجماعة مسؤولية عرقلة مساعي وقف النار وفد عُماني في صنعاء لإقناع الحوثيين بالخطة الأممية للسلام غداة تحميل واشنطن الجماعة مسؤولية عرقلة مساعي وقف النار وفد عُماني في صنعاء لإقناع الحوثيين بالخطة الأممية للسلام



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab