القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
استشهد 12 مواطناً وأصيب العشرات بجروح في مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية في سياق عملية عسكرية واسعة النطاق شنتها في مخيم نور شمس، شرق طولكرم، أمس.
وقال شهود عيان ، إن قوات الاحتلال فجرت طائرة انتحارية مسيّرة وسط مجموعة من الشبان والفتية داخل المخيم، ما أدى إلى ارتقاء 12 شهيداً، وإصابة آخرين بجروح وصفت إصابات عدد منهم بأنها بالغة الخطورة.
وأكدوا أن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من دخول المخيم وأغلقت جميع مداخله في ساعات الفجر الأولى بالسواتر الترابية، ما اضطر الأهالي إلى نقل الشهداء والمصابين إلى أحد مساجد المخيم، قبل أن تتمكن طواقم الإسعاف من نقل خمسة شهداء وعدد من المصابين إلى مستشفى الشهيد الدكتور ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم.
وقال الصحافي سامي الساعي، إن خمسة من الشهداء نقلوا إلى مسجد المخيم الرئيس الذي حاصره جيش الاحتلال ومنع مركبات الإسعاف من الوصول إليه، ما دفع من فيه إلى لف جثامين الشهداء بالحرامات ومحاولة تقديم الإسعافات الأولية للمصابين الموجودين فيه بما توفر لديهم.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت شاباً بعد إصابته بالرأس، ومنعت مركبات الإسعاف من الوصول إليه.
وأكد رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس، طه إيراني، أن 7 شهداء وصلوا إلى مستشفى ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، إضافة إلى 5 شهداء ما زالوا في مسجد أبو بكر الصديق داخل المخيم، حيث تمنع قوات الاحتلال مركبات الإسعاف من دخول المخيم لنقل الشهداء والجرحى.
وعرف من الشهداء: طـٰه محاميد، وعامر غنام، ويوسف زغدد، وعدي أبو الهيجا، وقيصر خليل، ومحمد شناعة، وأسامة أبو نهار، ومجاهد قزلي، ورائد حميدي، وأحمد فيصل غنام.
وكان الشهيد محاميد أول الشهداء ارتقاء بعد أن كان هدفاً للقتل بدم بارد عندما أصابه جنود الاحتلال بعيار ناري في الرأس، ومنعوا مركبات الإسعاف من الوصول إليه، وتركوه ينزف حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وعندما حاول والده الاقتراب منه في محاولة منه لنقله من الموقع الذي أصيب فيه، أطلقوا عليه الرصاص فأصابوه في ظهره.
وتمكن مواطنون ومسعفون بصعوبة بالغة من الوصول إلى جثمان الشهيد محاميد ونقله إلى مستشفى الشهيد الدكتور ثابت ثابت الحكومي، حيث أعلن الأطباء نبأ استشهاده.
وأكد الشهود، أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بجرافات عسكرية وبلدوزر من نوع "D9، اقتحمت المخيم من محاور عدة، عند الثالثة فجراً، وسط إطلاق كثيف وعشوائي للرصاص الحي، وضربت طوقاً عسكرياً مشدداً على المخيم، وأعلنت عن حظر التجول فيه، ودفعت بآلياتها وجرافاتها إلى مداخله قبل أن تنتشر في شوارعه وأحيائه، وخاصة في منطقة "المحجر" و"جبل النصر" وحي "المنشية"، وشنت عمليات دهم وتفتيش طالت عشرات المنازل وعاثت فيها وتخريباً، وحولت بعضها إلى ثكنات ومراكز لقناصتها.
وأقدمت جرافات الاحتلال على تدمير مقاطع من شوارع المخيم الرئيسة، وحطمت مركبات، وعاثت خراباً بالممتلكات العامة والخاصة، وفجرت جدران العديد من المنازل، وأغلقت مدخل المخيم الرئيس بالسواتر الترابية، واعتقلت العديد من المواطنين.
وقال طه الإيراني، رئيس اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس لـ"الأيام": "إن جرافات الاحتلال جرفت شارع طولكرم - نابلس الرئيس والشوارع الداخلية في المخيم، ودمرت البنية التحتية والكثير من ممتلكات المواطنين، ما تسبب بانقطاع الكهرباء وشبكة الإنترنت، ولم تترك واحدة من ممارساتها العدوانية المعهودة إلا ونفذتها داخل المخيم، وبوتيرة أعلى من الاقتحامات السابقة، ونصبت حواجز عسكرية عند المفترقات الرئيسة لمدينة طولكرم، ومنعت حركة تنقل المواطنين ومركباتهم، خاصة في شارع شويكة شمال طولكرم، والحي الغربي، وشارع فرعون جنوبا".
من جهتها، قالت كتيبة طولكرم - الرد السريع في بيان لها: "يخوض مجاهدونا برفقة فصائل المقاومة اشتباكات مسلحة عنيفة في مخيمي طولكرم ونور شمس وتمكن جندنا من إيقاع قوات العدو في كمين محكم في حارة المنشية بمخيم نور شمس بصليات رصاصهم المبارك وعبوات (أمير 1)
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك