مكتب التحقيقات البلجيكي يؤكّد أنه لم يستبعد أن يكون الهجوم في لييغ عملًا إرهابيًا
آخر تحديث GMT15:45:19
 العرب اليوم -

طعن مسلح بسكين شرطيتين مرات عدّة قبل استخدام أسلحتهما النارية للإجهاز عليهما

مكتب التحقيقات البلجيكي يؤكّد أنه لم يستبعد أن يكون الهجوم في لييغ "عملًا إرهابيًا"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مكتب التحقيقات البلجيكي يؤكّد أنه لم يستبعد أن يكون الهجوم في لييغ "عملًا إرهابيًا"

تجمع تضامني لزملاء طالب قُتل في اعتداء لييج بشرق بلجيكا
بروكسل ـ عادل سلامه

كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي البلجيكي، أنه لا يستبعد أن يكون الهجوم المسلّح الذي وقع في لييغ شرق بلجيكا صباح الثلاثاء "عملًا إرهابيًا"، في تعزيز لهذه الفرضية التي انتشرت في وسائل الإعلام المحلية مباشرة بعد وقوع الاعتداء الذي تسبب في مقتل شرطيتين ومدني، بالإضافة إلى المهاجم نفسه الذي يُشتبه بتورطه في جريمة قتل أخرى. وشكّل الاعتداء الذي وقع في مدينة لييغ الصناعية صدمة حيث قام مهاجم مسلح بسكين بطعن شرطيتين مرات عدة، قبل أن يستخدم أسلحتهما النارية للإجهاز عليهما، في أسلوب روجت له بحسب المحققين تسجيلات مصورة نشرها تنظيم "داعش" عبر الإنترنت.

وتحاول الشرطة جاهدة الكشف عن دوافع المهاجم الذي تم التعريف عنه على أنه بنجامين هيرمان، وهو مشرد يبلغ من العمر 31 عامًا، وأودع السجن مرات عدة لارتكابه أعمال عنف وجرائم صغيرة. وعند ارتكابه الاعتداء، كان خارجًا من السجن بموجب إذن لفترة وجيزة. وقال المتحدث باسم المكتب التحقيقات (النيابة البلجيكية)، ايريك فاندير سبت، في مؤتمر صحافي، إن التحقيق في عملية الهجوم بدأ على أساس فرضية أن له علاقة بالإرهاب بناء على أسلوب عمل تنظيم "داعش" الذي يدعو مؤيديه إلى مهاجمة عناصر الشرطة واستخدام أسلحتهم الرسمية لقتلهم، وهو ما قام به المهاجم هيرمان.

وبشأن وجود اتصالات بين هيرمان وأشخاص متطرفين داخل السجن، وأيضاً ما تردد بشأن ترديده "الله أكبر" أثناء الهجوم على الشرطيين، قال المتحدث إن التحقيق يشمل فعلاً مدى ارتباط منفذ الهجوم بتنظيم "داعش". وخلال إجابته عن أسئلة الصحافيين، قال المتحدث إن الحقائق تشير إلى أن الاعتداء "جريمة قتل إرهابية ومحاولة قتل إرهابية". وأضاف أن التقييم مبني على "عناصر أولية" من التحقيق بما في ذلك "حقيقة أن المهاجم صرخ الله أكبر مرات عدة، والمعلومات الواردة من أمن الدولة التي تفيد أنه كان على اتصال بأشخاص تطرفوا". ولكن المتحدث حذّر من أنه لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات التي تعود إلى "أواخر عام 2016 ومطلع 2017".

وأكد المدعون أن أسلوب المهاجم المتمثل بالاعتداء على عناصر مسلحين من الشرطة، واستخدام سلاحهم ضدهم هو أسلوب معروف لدى "داعش" الذي أعلن مسؤوليته عن اعتداءات دامية وقعت في بروكسل عام 2016. وأظهر تسجيل مصور حصلت عليه وكالة الصحافة الفرنسية رجلاً يصرخ "الله أكبر"، وهو يسير في شوارع لييغ خلال الهجوم. وفي تسجيل آخر، ظهر المشتبه به أثناء فراره من مدرسة اختبأ فيها، قبل أن تبدأ الشرطة إطلاق النار عليه بشكل كثيف ويسقط أرضًا. لكن وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون دعا إلى توخي الحذر في الإشارة إلى أن الاعتداء يحمل طابعًا متطرفًا. وقال لإذاعة "آر تي إل": "هناك مؤشرات إلى حدوث تطرف في السجن لكن هل هذا التطرف أدى إلى هذه الأفعال؟"، داعياً إلى "انتظار نتائج التحقيق".

وتم إيلاء اهتمام خاص لعملية قتل مروعة بواسطة مطرقة لشخص يُشتبه بأنه تاجر هيروين على ارتباط بهيرمان وقعت في وقت متقدم الاثنين في قرية قرب حدود لوكسمبورغ. وقالت الوكالة الفرنسية إن المحققين عثروا الثلاثاء على المطرقة في سيارة هيرمان، وأفاد جامبون بأن الشرطة تعتقد أن مهاجم لييغ هو الذين نفذ جريمة القتل بعد ساعات فقط من الإفراج المؤقت عنه من السجن.

وأكدت النيابة أن التحقيق جار لمعرفة إن كان هيرمان على ارتباط بالقضية مشيرة إلى أنه تحقيق منفصل، وإضافة إلى الشرطيتين، أطلق المهاجم النار على طالب يبلغ من العمر 22 عامًا كان جالسًا في سيارة متوقفة وسط لييغ وأرداه قتيلاً. واحتجز لاحقاً عاملة تنظيف في مدرسة قريبة تضم مئات التلاميذ تتراوح أعمارهم بين عامين و18 عاماً كرهينة.

وتم التعريف عن الشرطيتين اللتين قتلتا على أنهما لوسيل غارسيا، وهي جدة تبلغ من العمر 53 عاماً، وثريا بالقاسمي البالغة 45 عاماً، وهي أم لتوأم يبلغان من العمر 13 عاماً. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن حدة النقاش المرتبط بسياسة السجون في البلاد ارتفعت وسط تقارير بأن هيرمان خالف مراراً شروط إذن خروجه المؤقت من السجن قبيل الإفراج الكامل عنه المتوقع في 2020.

وقال وزير العدل البلجيكي كوين غينز لإذاعة "آر تي بي إف": "أشعر بالمسؤولية كوني مسؤولاً عن السجون". وشهدت لييغ في 2011 عملية إطلاق نار أخرى دامية عندما قتل شخص مُدان ستة أشخاص، وأصاب أكثر من 120 بجروح قبل أن ينتحر.

وأكدت شرطة لييغ الثلاثاء أنه كان "من الواضح أن هدف القاتل كان مهاجمة الشرطة". وأضافت أن أحد الشرطيين الأربعة الجرحى تعرض لإصابة بالغة في ساقه. وأجرت السلطات البلجيكية في الساعات الماضية عمليات تفتيش للزنزانة التي كان يقيم فيها بنيامين قبل الخروج من السجن لقضاء عطلة، كما فتَّشَت منزل والدته الذي يذهب إليه عند خروجه من مقر الاعتقال لقضاء العطلات، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام في بروكسل. ويُعتقد أن المحققين يحاولون البحث عن أدلة تشير إلى أن بنيامين تأثر بالفكر المتطرف في السجن خلال الفترة الأخيرة.

وأصدر تنظيم "داعش" بياناً مساء أمس أعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم، على غرار تبنيه لهجمات أخرى نفذها أشخاص بمفردهم في أوروبا. وأكد مصدر أمني بلجيكي أن هيرمان تحوّل إلى الإسلام أثناء اعتقاله، ويعتقد أنه تبنى أفكاراً متطرفة. وقد يكون هيرمان، الذي دخل السجن وخرج منه مرات عدة منذ 2003، قد وجد سبيلاً إلى العنف الذي أثار مخاوف من أن تصبح سجون أوروبا حاضنات للفكر المتطرف. وقال وزير العدل جينس إن هذه كانت المرة الرابعة عشرة التي يسمح له فيها بالخروج من السجن بشكل مؤقت لتحضيره لإطلاق سراحه والاندماج في المجتمع.

وندد رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل بـ"العنف الجبان والأعمى" في هجوم الثلاثاء. وتعيش بلجيكا حالة استنفار قصوى منذ تفكيك خلية إرهابية في بلدة فيرفييه في يناير/كانون الثاني 2015 كانت تخطط لشن هجوم على قوات الشرطة. وكانت الخلية على ارتباط بعبد الحميد أباعود العقل المدبر لاعتداءات نوفمبر/تشرين الثاني 2015 في باريس، التي راح ضحيتها 130 شخصًا وتبناها تنظيم "داعش". واستهدفت اعتداءات انتحارية نفذها "داعش" لاحقاً مطار بروكسل ومحطة قطارات فيها، ما أسفر عن مقتل 32 شخصاً في مارس/آذار 2016. وفي 6 أغسطس/آب 2016، هاجم شخص شرطيتين بساطور، هاتفياً "الله أكبر" في بلدة شارلروا قبل أن تقتله قوات الأمن.

وفي القاهرة، أدانت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، جريمة مدينة لييغ. وجدد البيان التأكيد على "موقف مصر الثابت والرافض لكل صور وأشكال الإرهاب وترويع الآمنين أياً كانت أسبابه ومبرراته، وأهمية تكاتف المجتمع الدولي للتصدي لظاهرة الإرهاب بكل حزم وقوة"، مشدداً على "وقوف مصر بجانب الحكومة البلجيكية والشعب البلجيكي الصديق". وفي السياق ذاته، دان الأزهر بشدة الحادث، وأكد في بيان أن "استهداف الأبرياء وترويع الآمنين عمل جبان وجريمة بغيضة تعد من الإفساد في الأرض"، مشدداً على أن الأديان السماوية "ترفض سفك الدماء". وطالب بضرورة "تضافر الجهود الدولية للقضاء على مثل هذه الأعمال الإرهابية واستئصال خطرها الذي يهدد السلام العالمي".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكتب التحقيقات البلجيكي يؤكّد أنه لم يستبعد أن يكون الهجوم في لييغ عملًا إرهابيًا مكتب التحقيقات البلجيكي يؤكّد أنه لم يستبعد أن يكون الهجوم في لييغ عملًا إرهابيًا



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
 العرب اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 15:26 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
 العرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 13:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 6 بقصف روسي على زابوريجيا وإسقاط صاروخين و48 مسيرة

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 14:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ديوكوفيتش ينسحب من بطولة الماسترز

GMT 21:04 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ليل يتقدم على يوفنتوس بهدف في الشوط الأول

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الريان يحقق أول انتصاراته في دوري أبطال آسيا للنخبة

GMT 21:15 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يتقدم على الريال بهدفين في الشوط الأول

GMT 21:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هدفان مبكران في قمة ريال مدريد ضد ميلان في دوري أبطال أوروبا

GMT 12:23 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طائرات التحالف الدولى تنتهك المجال الجوى فى سوريا 8 مرات

GMT 21:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يتقدم ضد ليفركوزن بهدفين في 3 دقائق

GMT 13:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي ينسف عشرات القرى اللبنانية

GMT 13:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أمطارا غزيرة وعواصف في ولايات أميركية متأرجحة

GMT 18:35 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يُقيل وزير الدفاع يوآف غالانت

GMT 17:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة آتية من الشرق

GMT 20:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

1900 جندي لتأمين مباراة ريال مدريد ضد ميلان في دوري أبطال أوروبا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab