جندي سوفييتي سابق يوضح عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد
آخر تحديث GMT07:11:11
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

روى قصة كفاحه ونضاله لسنوات طويلة من أجل العودة لأرض الوطن

جندي سوفييتي سابق يوضح عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جندي سوفييتي سابق يوضح عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد

نيك محمد أحد جنود الجيش السوفييتي السابق
موسكو ـ ريتا مهنا

كشف نيك محمد، أحد جنود الجيش السوفييتي السابق، الذي أسُر في أفغانستان، عودة روسيا إلى أفغانستان، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وتحدث الروس في 1989 عن وجود متلازمة أفغانية، مثل متلازمة فيتنام في الولايات المتحدة، فلا يريدون أن يفعلوا شيئا مع الدولة، وقال محمد "عانت روسيا من المرارة"، وأمضى الجندي السابق السنوات الـ 35 الماضية في مختلف المنازل ذات الجدران الطينية في شمال أفغانستان.

جندي سوفييتي سابق يوضح عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد

وعندما غادر الجيش السوفييتي، لم يكن أمام محمد، الذي وُلد باسم غينادي تسفيما، خيار سوى الاستقرار في أفغانستان، وكان قد تم القبض عليه من قبل المجاهدين حيث كان يبلغ من العمر 18 عاما في عام 1983 بعد أن خرج من قاعدة جيشه، وبعد سنوات، اعتنق الإسلام وتزوج وأنشأ أسرة، وأصبح من البقايا الحية وعلامة بارزة لفترة روسيا الأخيرة من السياسة الخارجية التوسعية، وقد أعرب عن ندمه على قراره بالبقاء في أفغانستان.

وتوجد منطقة جبلية خارجة عن القانون على طول الحدود مع دول وسط آسيا بشمال أفغانستان في مناطق شاسعة غير مسيطر عليها وتعد موطنا لقادة الميليشيات ومهربي الهيروين والمسلحين، ويحلم محمد بحقول زهرة عباد الشمس حين كان في شرق أوكرانيا، حيث الحنين إلى الماضي، وقام بتعليم زوجته طهي "الشوربة الحمراء"، وناضل لسنوات لإنهاء رحلة طويلة للعودة للوطن، قائلا "لقد كنت حزينا، كنت قلقًا كثيرا، ظننت أنني لن أعود أبدا إلى بلادي"، ولكنه يعود مرة أخرى في مكان ينتشر فيه النفوذ الروسي، ويقول مسؤولون أفغان إن منزله في قندو، كان نقطة محورية في الجهود الروسية الرامية إلى توسيع نفوذها من جديد في أفغانستان، بما في ذلك الوصول إلى بعض عناصر من حركة طالبان.

جندي سوفييتي سابق يوضح عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد

وقال يوري كروبنوف، خبير روسي في أفغانستان، عن اهتمام روسيا المتجدد "لا يرتبط هذا الموقف بأي شكل من الأشكال بفشل أميركا أو سوء الحظ"، ووصفه بأنه رد فعل منطقي على مخاوف عدم وجود مسار واضح لخطة السلام رغم الجهود الأميركية، مضيفا" هناك تفاهم بأن مجرد دعم السياسة الأميركية لن تقود إلى الاستقرار، وهذا يجب أن لا يفاجئ أحد".

وفي إحدى علامات التراجع، نشرت روسيا معلومات مضللة في أفغانستان، تعكس أساليب النفوذ المستخدمة في حرب أوكرانيا، وفي التدخل الانتخابي في الولايات المتحدة، وجاء في أحد العناوين البارزة الأخيرة على خدمة سبارتنيك، وهي البوابة الإخبارية الروسية الرسمية، أن "القوات الإيطالية فرت بعد قتال مع طالبان"، وقال مسؤولون أفغان وأميركيون إن موسكو سلحت سرا حركة طالبان في جميع أنحاء مدينة قندز، وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية نشرت الجمعة، قال الجنرال جون نيكلسون جونيور، قائد القوات الأميركية وقوات الناتو " نعرف أن الروس متورطون". وكشف الجنرال نيكلسون في مقابلة معه إن الأسلحة الروسية وصلت إلى شمال أفغانستان، كما أنها تدعم حركة طالبان، وأشار إلى أن المساعدات الروسية تشير إلى عودة حرب بالوكالة في أفغانستان، وقال إن الدليل على الدعم الروسي أصبح الآن واضحا لا لبس فيه، موضحا "كان لدينا أسلحة جلبت إلى هذا المقر وأعطيت لنا من قبل القادة الأفغان، وقالوا هذا ما قدمه الروس إلى طالبان".

جندي سوفييتي سابق يوضح عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد

وشملت المساعدات الروسية تقديم الرعاية الطبية لحاكم الظل السابق في حركة طالبان في قندز، الملا عبد السلام، قبل وفاته في غارة بطائرات بدون طيار شنتها الولايات المتحدة العام الماضي، حسبما قال نصر الدين سعدي، رئيس منطقة دشت آرتشي في قندز المحافظة، وفي عهد الملا سلام، استولت طالبان لفترة وجيزة على قندز مرتين في عامي 2015 و2016، في اعتداءات هزت الحكومة الأفغانية وحلفائها الأميركيين. ونفت روسيا ما تردد عن أنها تسلح الجماعة المتمردة وتؤكد أن اتصالاتها مع طالبان تهدف إلى تشجيع المقاومة ضد تنظيم "داعش"، والانضمام إلى محادثات السلام مع الحكومة.

ويعيش محمد على بعد أقل من ميلين من القرى التي تسيطر عليها مجموعة من الطالبان المرتبطين بالروس، حسب وصف لخطوط المعارك المحلية التي قدمها نجيب الله عمرخيل عمدة قندوز، وقال محمد "يقول الناس إن الروس يدعمون طالبان، لم أتوقع أبدا أنهم سيعودون". وفي قصة تشابه مع قصة الجندي الأميركي باو بيرغدال، الذي غادر موقعه العسكري وسقط في أيدي طالبان، ابتعد محمد عن وحدته، وقال إنه غضب بعد أن ضربه ضابط مخمور.

واستردت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الرقيب بيرغدال في مقابل الإفراج عن خمسة من طالبان الذين أطلق سراحهم من خليج غوانتانامو، وعاد إلى بيته، ولكن لم يكن هناك أي تبادل للسجناء مع محمد، الذي يبلغ الآن 53 عامًا. وقال أحد المجاهدين الذين القوا القبض على محمد عبر الهاتف، إن الجندي السوفياتي السابق انضم عن قصد إلى صفوفهم للقتال ضد رفاقه السابقين، مضيفا "عندما أصبح مسلما، كنا نحبه لذا أعطيناه البندقية، كان يقاتل في الجهاد المقدس ضد روسيا".

وفي المقابل، قال محمد إنه كان في خطر في كلتا الحالتين، مؤكدا أنه كان هناك أمل ضئيل في رؤية بلاده مرة أخرى، ويستعيد محمد ذكريات السنة الأولى بعد أسره قائلا" لقد كتبت خطابا إلى والدتي، كتبت عن نفسي، وقلت أمي، هذا ما حدث لي." وردت أمي على خطابي قائلة "بكيت وبكيت."

جندي سوفييتي سابق يوضح عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد

ورتب أحد قادة المجاهدين زواجه من فتاة تبلغ من العمر 14 عاما، وهي "بيبي حوا" وأنجب الزوجان ستة أطفال، توفي اثنان منهم في وقت مبكر، لا يزالان متزوجين، وبعد ثمانية أشهر من الانسحاب السوفيتي، أصدر الاتحاد السوفيتي عفوا عن الفارين، وقال محمد إنه لا يملك المال لنقل عائلته إلى أوكرانيا، وعلى أي حال لم يثق في العفو.

وفي هذا السياق، قال فياتشيسلاف نيكراسوف، مدير المركز الثقافي الروسي في كابول، إن المسؤولين القنصليين الروس التقوا بمحمد، وقد قبل مبلغ 2000 دولار كمساعدة لإعادة التوطين، لكنه لم يتحرك، على الرغم من التأكيدات بأنه لن تتم مقاضاته، وفي عام 2012، سافر السيد محمد إلى مسقط رأسه، أمروسيفكا، في شرق أوكرانيا، وقال السيد محمد إنه سار في حقول عباد الشمس.

ولا يزال تنتابه آمال نقل أسرته إلى اوكرانيا على الرغم من أن زوجته تخشى العيش في بلد غريب، وعارضت الفكرة، لكن الضربة الأخيرة لحلمه جاءت عندما استولى الانفصاليون المدعومون من روسيا على مسقط رأسه في عام 2014 خلال حرب أوكرانيا الشرقية، بعد ذلك، فإن أي عودة الآن ستضعه مرة أخرى في أيدي روسيا، قائلا "لا أحد ينتظرني الآن"، حيث لقى أخيه وابن أخيه، حتفهم في الحرب في أوكرانيا، وفي قندز، ما زالت طالبان تحيط بالمدينة، والطريقة الوحيدة لأنتقاله الآن على متن الطائرة التي تنزلق مباشرة إلى مسقط رأسه  وسط حراسة جيدة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جندي سوفييتي سابق يوضح عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد جندي سوفييتي سابق يوضح عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 09:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 13:50 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات ساعات اليد لإطلالة مميزة وراقية

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 11:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ساعات اليد الرجالي وطرق تنسيقها مع الملابس

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab