نشر تنظيم "داعش" فيديو باللغة العربية يظهر فيه مقتل 3 جنود أميركيين من أصل أربعة، قتلوا في النيغر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتم تصوير الفيديو من خلال الكاميرات المثبّتة في خوذ الجنود، ووجّه "داعش" تحذيرا للولايات المتحدة في الفيديو، مؤكدا أنها دولة فاشلة يحكمها أحمق.
ووجد تحقيق عسكري في هجوم النيغر أن الفريق لم يحصل على موافقة القيادة العليا على مهمته الخطرة للقبض على مسلحي داعش، وفقا لما ذكره مسؤولون أميركيون مطلعون على التقرير، كما يظهر الفيديو صور الجنود الأميركيين يدربون القوات النيجيرية، وسط صوت يحذّر من أن الولايات المتحدة قد "تصبح فريسة لجنود الخلافة في جميع أنحاء العالم".
وتوفي الرقيب بريان بلاك، 35 عاما، الرقيب أرميا جونسون، 39 عاما، والرقيب داستن رايت، 29 عاما، بالقرب من تونغو في غرب النيغر في 4 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كما قتل الجندي الرابع سيرغنت لا ديفيد جونسون، 25 عاما، بعد أن انفصل عن بقية الوحدة، وقتل خمسة جنود نيجيريين يعملون مع الأميركيين بالإضافة إلى 21 متطرفا.
ولا يشير التحقيق في الحادث إلى أن هذا الفشل كان سببا في الموت، ويبدو أن الرجال كانوا غير مهيئين إذ يحملون الأسلحة الخفيفة والمدرعات الخفيفة وسيارة الدفع الرباعي، وهم يحملون أساسا كاربينات من طراز M4، ولم تكن شاحناتهم المفتوحة تقريبا تحت أي حماية ضد نيران العدو، ولم يكن لدى سيارات الدفع الرباعي سوى مجال صغير للمناورة داخل السيارة، مما قلص من قدرتها على إطلاق النيران.
وفي بداية الفيديو تظهر صور لزعيم داعش أبوبكر البغدادي، وأعضاء من جماعة الإسلام والمسلمين ومقرها في الساحل، وشُكلت الحركة من عدد من الجماعات الجهادية في غرب أفريقيا في مارس/ آذار 2017، وتعهد أعضاؤها في البداية بالولاء لتنظيم القاعدة، وهناك رجل يتحدث باللغة العربية وهو يعرض صور الجنود الأميركيين القتلى وكذلك القوات النيجيرية.
ويتحدث المتطرف عن تعهده الولاء للخلافة ويقتبس من القرآن، قائلا إنه سيقود الجهاديين إلى مجدهم وإشراقهم، ويقول أيضا إن الولايات المتحدة "غرقت"، ويشير إلى الرئيس دونالد ترامب بأنه "أحمق أخرق".
ويقول التعليق الصوتي "أنت غريق، يا أميركا، وليس هناك أحد ينقذك، لقد أصبحت فريسة لجنود الخلافة في جميع أنحاء العالم، لقد فشلت والجميع يمكن أن يرى علامات زوالك، وعلامة واحدة على الإهانة هي أن من يحكمها أحمق أخرق، وهنا أميركا تعود مرة أخرى، المدافعة عن اليهود والصليبين مع جيشها".
ويظهر الفيديو لقطات من الكمين، واثنين من الأغاني المتطرفة تلعب في الخلفية، على حد سواء مع كلمات العربية، الأغنية الأولى التي تحمل عنوان "سيوفنا ستحدد نتيجة الحرب"، تحذر من أن الحرب ستجري في مرج مدينة دقيق شمال حلب، سورية، أما الأغنية الثانية التي تحمل عنوان "لا يفكرون أحد في حماية أرضنا"، تقول "إنهم يستطيعون القتال بقدر ما يريدون، نحن جنود شجعان مستعدون للقتل من أجل ديننا".
وأثار عرض الفيديو المروع عدة أسئلة بشأن ما تقوم به القوات الأميركية في النيغر، ويعدّ هذا الكمين أكبر خسارة قتالية للقوات الأميركية في أفريقيا منذ حادث بلاك هوك دون الشهير في الصومال في العام 1993 عندما قتل 19 جنديا أميركيا.
كانت صحيفة نيويورك تايمز شاهدت الفيديو قبل نشره على الإنترنت، وقالت الصحيفة إنها اشترته من وكالة أنباء في موريتانيا، وقالت إن الوكالة لم تدفع لداعش أموالا للحصول على الفيديو، ووفقا للصحيفة كان الجنود جزءا من فريق 3212، المكون من 11 أميركيا و30 من النيغر، وكانوا في دورية روتينية منخفضة المخاطر مع فرصة ضئيلة لمواجهة العدو.
واقترحت المعلومات الأولية أن يقوم فريق القوات الخاصة بالجيش بمهمة في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل للقاء قادة النيجغر المحليين، إلا أن القوات الأميركية اكتشفت في 3 أكتوبر/ تشرين الأول، مكان وجود دندون شيفو الذي يشتبه في أنه قائد متطرف محلي يعتقد بأنه مسؤول عن اختطاف عامل المساعدات الأميركي جيفري وودك قبل عام.
وهرع الأميركيون للحصول على طائرات مراقبة إلى المكان بأمر فريق هجوم من ارليت على بعد نحو 400 ميل، وتم تكليف الجنود بزيارة القرى المحيطة بقاعدتهم في والام شمال العاصمة نيامي للقاء السكان المحليين في إطار هجوم يهدف إلى ردع السكان المحليين عن دعم الجماعات المتطرفة، لذلك عندما أعيد نشر الجنود للانضمام إلى مطاردة تشيفو كانوا غير مهيئين لأن المنطقة كان من المفترض أن يكون لها وجود أكثر تشددا.
ولم يعثر التحقيق على نقطة فشل واحدة أدت إلى الهجوم الذي وقع بعد أن علم الجنود أن شيفو غادر المنطقة وذهب إلى مكان آخر، ولا تزال هناك أسئلة بشأن ما إذا كان القادة الرفيعو المستوى، إذا ما أتيحت لهم الفرصة، كانوا وافقوا على البعثة أو عدلوها، أو قدموا موارد إضافية كان يمكن أن تساعدهم في صد الكمين.
أرسل تعليقك