حكومة رئيس الوزراء العراقي المُكلّف عادل عبدالمهدي في دائرة التكهنات
آخر تحديث GMT05:05:33
 العرب اليوم -

اتجاهٌ يتوقّع نجاحها وآخر يُطالب باستحقاقه وثالث يُؤكّد أنها "هجينة"

حكومة رئيس الوزراء العراقي المُكلّف عادل عبدالمهدي في دائرة التكهنات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حكومة رئيس الوزراء العراقي المُكلّف عادل عبدالمهدي في دائرة التكهنات

رئيس الوزراء العراقي المُكلّف عادل عبدالمهدي
بغدد ـ نهال قباني

التحق تيار «الحكمة الوطني» الذي يتزعمه عمار الحكيم، وله 19 مقعدا في البرلمان، وينضوي ضمن مظلة تحالف «الإصلاح» الذي يدعمه مقتدى الصدر، الأربعاء، بلائحة القوى «الشيعية» التي تركت لرئيس الوزراء المكلف عادل عبدالمهدي حرية اختيار الأشخاص المؤهلين لشغل المناصب الوزارية دون تدخُّل.

وسبق لمقتدى الصدر أن أعلن عن الموقف نفسه، ولحقه تحالف «الفتح» الذي يقوده هادي العامري، وما زالت تثار المزيد من الأسئلة والتكهنات بشأن إمكانية نجاح حكومة لا تشارك فيها الكتلة الأساسية الفائزة بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات («سائرون» 54 مقعداً، و«الفتح» 47 مقعداً)، في ظل نظام برلماني توافقي يشترط أن يكون لمكوناته السياسية تمثيل نسبي في الوزارة، وهو سياق حكم الحكومات العراقية منذ 2005. كما يشترط هذا النظام أن تكون الكتلة الأكبر، المسؤولة عن طرح رئيس للوزراء، داعمة له برلمانياً.

وحيال هذا التعقيد الذي تدركه أغلب القوى السياسية، فضلاً عن مجموعة المراقبين للشأن السياسي، تبرز وجهات نظرة مختلفة، بين مؤيدة وداعمة لفكرة التفويض وتتوقع نجاح الحكومة، وتمثل هذه الاتجاه القوى الشيعية الداعمة لعادل عبد المهدي، وبين وجهات نظر تتبناها قوى سياسية كردية وعربية سُنِّية، تذهب إلى ضرورة أن يكون للقوى البرلمانية الفائزة في الانتخابات تمثيلها الطبيعي في الكابينة الحكومية وفقاً لاستحقاقها الانتخابي، وضمن هذا السياق أيضاً يبرز اتجاه ثالث يرى أن حكومة عبد المهدي المقبلة ستكون «هجينة»، وسيتخلي عنها الداعمون بأول انعطافة سياسية.

ويرى الناطق باسم تحالف «سائرون» النائب حمد الله الركابي وهو يمثل التيار المتفائل بنجاح حكومة عبد المهدي المقبلة، أن «التفويض الذي منحه مقتدى الصدر لعبد المهدي نابع من رغبته في نجاح الحكومة الجديدة، بعد أن أخفقت جميع الحكومات السابقة التي خرجت من عباءة الأحزاب والكتل السياسية».

واعتبر الركابي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الانعطافات السياسية التي قد تحدث في الفترة المقبلة ستكشف بشكل واضح وحقيقي مَن يدعم عبد المهدي والمشروع السياسي الرامي إلى معالجة جميع الإخفاقات، ومن لا يدعمه». ويتفق القيادي في تيار «الحكمة الوطني» فادي الشمري على أن «الشعور بالمسؤولية والحرص على نجاح حكومة عبد المهدي المقبلة هو ما دعا بعض القوى، ومنها تيار (الحكمة)، إلى تفويض عبد المهدي في اختيار من يراه مناسباً لضمه إلى الوزارة».

ويؤكد الشمري في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «تفويض عبد المهدي في تشكيل الحكومة، يتضمن، أيضاً، التزاماً بدعم حكومته، من خلال وضع الغطاءات السياسية والبرلمانية للإصلاح ودعمها بقوة». وتوقع الشمري أن تحرز النجاح المطلوب لأنها «تملك الرصيد الشعبي المطلوب، وهناك علامات تفاؤل كثيرة في هذا الاتجاه، ونحن سندعمها بقوة لتحقيق برنامجها الانتخابي الذي تحدده بالشراكة مع الكتل الداعمة لها». ونفى الشمري ما يتردد عن أن القوى التي فوضت عبد المهدي «تتفاوض في السر» لمنحها مناصب وزراية في حكومته، إلا أن مصدراً مقرباً من حزب «الدعوة» يؤكد ذلك، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «أغلب الكتل تعلن عن تفويضها لعبد المهدي في العلن لإرضاء الجمهور، لكنها تتفاوض في السر للحصول على حصصها الوزارية». ويعتقد المصدر الذي يفضّل عدم الإشارة إلى اسمه أن «الحكومة المقبلة ستواجه تحديات كثيرة في الفترة المقبلة قد تؤدي إلى إطاحتها بفترة قياسية».

ويرى أن المفارقة التي أحدثتها عملية اختيار رئيس للوزراء من خارج الكتل السياسية تتمثل في أن «الكتل الكبيرة التي قدمته لرئيس الجمهورية، وهي (البناء) و(الإصلاح)، غير مستعدة للتنازل عن النقاط التي وفرتها لها المقاعد البرلمانية، وتطالب بحقها في الحكومة المقبلة، كما أنني أستبعد أن يتواصل دعمها لعبد المهدي في حال وقعت أزمات كبيرة».

وفي الاتجاه الثالث المرتاب في شأن إمكانية نجاح حكومة عبد المهدي المقبلة، يبرز مجموعة من الأكاديميين العراقيين، في مقدمتهم أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكوفة إياد العنبر الذي يرى أن «تكليف السيد عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة يعد من أهم المؤشرات على طبيعة النظام السياسي الهجين في العراق، لأنه جاء خلافاً للنصوص الدستورية التي تحدد وصف النظام السياسي العراق بالنظام البرلماني».

ويقول العنبر لـ«الشرق الأوسط» إنه «طبقاً للنظام البرلماني، فالكتلة النيابية الأكثر عدداً هي المسؤولة عن تشكيل الحكومة. بيد أن ترشيح عبد المهدي كان بالتوافق بين كتلتين». ورغم حسم الجدل المتعلق بالكتلة الأكثر عدداً، يضيف العنبر: «إلا أن ذلك ترك عبد المهدي من دون كتلة برلمانية داعمة له داخل قبة مجلس النواب، وتدافع عن برنامجه الحكومي».

وخلص العنبر إلى التكهُّن باحتمالية «سحب الغطاء الشرعي عن حكومة عبدالمهدي، بعد فترة وجيزة من تشكيلها، نظراً لأن التوافق على اختياره اتخذ طابعاً شخصياً بين مقتدى الصدر وهادي العامري».

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكومة رئيس الوزراء العراقي المُكلّف عادل عبدالمهدي في دائرة التكهنات حكومة رئيس الوزراء العراقي المُكلّف عادل عبدالمهدي في دائرة التكهنات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab