دور واشنطن في سورية يُقلق تركيا ويحبط اتفاق السلام برعاية روسيا
آخر تحديث GMT22:23:17
 العرب اليوم -

دعم المليشيات الكردية والوجود الأميركي يقودان إلى تفاقم الانقسامات

دور واشنطن في سورية يُقلق تركيا ويحبط اتفاق السلام برعاية روسيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دور واشنطن في سورية يُقلق تركيا ويحبط اتفاق السلام برعاية روسيا

القوات الاميركية
واشنطن ـ يوسف مكي

غابت الولايات المتحدة الأميركية أحد وسطاء القوى الرئيسين، عن حضور مؤتمر سوتشي في روسيا، والذي يعد خطوة أولى في محادثات السلام في سورية، وذلك مع دخول 1500 مندوب إلى المدينة الروسية، وانهارت محادثات سوتشي للسلام والتي توسطت فيها روسيا وتركيا وإيران، وبالتالي أخذ الصراع يتصاعد في سورية.

ويعتقد عدد قليل جدا في المعارضة السورية أنهم أو نظام الرئيس السوري بشار الأسد يمكنهم تقرير ما سيحدث في المرحلة المقبلة، ولكن حتى مع تفكير تلك القوى الثلاث التي لها وجود على الأرض السورية، اتخاذ خطوة مقبلة، قامت الولايات المتحدة بنشر قوات برية لها في شمال وشرق سورية، وهي قوة عسكرية عربية كردية تحارب بالوكالة عن واشنطن، وتعيد بناء الدولة في المناطق المحررة من تنظيم "داعش".

دور واشنطن في سورية يُقلق تركيا ويحبط اتفاق السلام برعاية روسيا

وأقاموا منطقة تمتد شرق الفرات إلى الجنوب باتجاه الحدود العراقية، تماما كما فعلت القوى الإقليمية الأخرى، وتسيطر تركيا ووكلائها الآن على المنطقة الواقعة شمال حلب، في حين أن الفارس الروسي وإيران يسيطران على وسط سورية، وعلى مقربة من الحدود الإسرائيلية، ولكن في الوقت الذي طمأن فيه الوجود الأميركي حلفائه مثل السعودية وإسرائيل، اللتين تدعمان هذا الوجود الطويل الأمد في المنطقة، إلا أنه يُشعر تركيا بالقلق، والتي تخشى من الاعتماد الأميركي على الميليشيات الكردية لقيادة مثل هذا الجهد الذي سيضر بأمن الحدود التركية، كما أنه يخاطر بتدعيم الانقسامات داخل سورية، مما يوجد مساحة خارجة عن سيطرة أي حكومة سورية مستقبلية وتحت مظلة أمنية أميركية، مما يجعل احتمال التوصل إلى تسوية سلمية وسورية موحدة أبعد من أي وقت مضى.

وفي هذا السياق، قال مصدر سوري يعمل مع الولايات المتحدة الأميركية في محافظة الرقة، عاصمة "داعش" في سورية "الخطوط العريضة موجودة هناك، كما أن الحل السياسي في سورية سيكون في شكل اتفاق بين الدول حيث يتفق الأميركيون مع الروس والأكراد والإيرانيين ودول الخليج على من سيحتفظ بالنفوذ في مختلف المناطق"، مضيفا "بمجرد تقسيم الكعكة، سيكون هناك حل سياسي في سورية".

دور واشنطن في سورية يُقلق تركيا ويحبط اتفاق السلام برعاية روسيا

وتحدث ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأميركي، في الشهر الماضي، عن استراتيجية واشنطن ضمن خطاب ألقاه في كاليفورنيا، وأشار إلى أن الوجود الأميركي من شأنه أن يوازن الوجود الإيراني في سورية، ويواصل محاربة فلول "داعش"، في الوقت الذي يتراجعون فيه إلى المخابئ الصحراوية، بجانب استقرار المناطق المحررة من "داعش" ودعم الإدارات المدنية المحلية، ولفت إلى أن الوجود سيكون طويل الأجل لضمان أن الاخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق لن تتكرر، ومنع عودة ظهور "داعش".

وفي الأيام الأخيرة أعلن البنتاغون عن موازنته المقررة لعام 2019 التي تنص على وجود قوات من نحو 6 آلاف جندي أميركى كجزء من التحالف ضد "داعش" في العراق وسورية، وفي العراق، تراجع وجود واشنطن في الانتخابات البرلمانية في مايو/ آيار الماضي.

ولتحقيق هذه الأهداف، تحالفت الولايات المتحدة نفسها مع القوات الديموقراطية الكردية في سورية، وهو تحالف تقوده الميليشيات الكردية بقيادة وحدات حماية الشعب، وقد أغضبت هذه الشراكة تركيا التي تعتبر وحدات حماية الشعب الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، وهي جماعة متطرفة كردية خاضت تمردا استمر عقودا ضد الدولة التركية.

وتعتقد أنقرة أن وحدات حماية الشعب تستفيد من المظلة الأمنية الأميركية؛ لإقامة منطقة حكم ذاتي أو دولة مستقلة على طول الحدود مع تركيا، كما يساورها القلق من استمرار الولايات المتحدة في التحالف مع الأكراد، حيث تسعى واشنطن إلى إعادة بناء واستقرار تلك الأجزاء من سورية الواقعة تحت سيطرة الأكراد، ومن ثم تسيطر على وحدات حماية الشعب، وتمنع التأثير الإيراني المتنامي في الشرق الأوسط.

دور واشنطن في سورية يُقلق تركيا ويحبط اتفاق السلام برعاية روسيا

وقال مسؤول تركي رفيع المستوى "بالنسبة لكثير من المسؤولين الأميركيين وبعض دول الخليج، فإن القضية الرئيسية في الشرق الأوسط هي وقف إيران مهما كان الثمن، لذلك فإن التأكيد على إيران وهوسهم بها يدفعهم إلى هذا النوع من السياسة، وبالتالي الأراضي السورية أصبحت مجرد مسرح لهذه الحرب بالوكالة ". ولكن الولايات المتحدة الأميركية واصلت العمل مع قوات الدفاع الذاتي وإعادة بناء الجسور وتطهير الألغام وإصلاح البنية الأساسية مع وضع المسؤولين الأكراد في المناصب الإدارية المحلية الرئيسية، كما واصلت تقديم الدعم السياسي والعسكري للتحالف.

وقال سيبان هامو، القائد العام لوحدات حماية الشعب "إن تعاون قوات الدفاع الذاتي مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الشمال معروف، إنه نقطة انطلاق لمكافحة "داعش"، التي بدأت في كوباني، واستمرت في دير الزور، وهناك أيضا علاقات مع الإدارات السياسية، وهناك تنسيق وعمل مشترك في جهود التعمير والإدارة، وليس لدينا أي تطلعات أو مشاكل مع أهالي هذه المناطق ".

ويستمر هذا التعاون في إثارة انزعاج تركيا التي شنت عملية الشهر الماضي في مدينة عفرين السورية الكردية ضد وحدات حماية الشعب، وهددت بعد ذلك بمهاجمة منبج، وجاء هذا الزخم بعد الإعلان بأن الولايات المتحدة الأميركية ستبني قوة حدودية قوامها 30 ألف جندي للقيام بدوريات في الحدود السورية ضد "داعش"، وبما أن الولايات المتحدة تثبت وجودها في مغامرة شرق أوسطية أخرى، فإنها ترسخ نفسها كجزء من المشكلة والحل في سورية التي مزقها صراع كبير على السلطة.

وقال مسؤول تركي رفيع المستوى "عندما تكون في هذا النوع من المعارك مع القوى العظمى المختلفة التي تلعب هذه اللعبة على الأراضي السورية، لن تكون هناك نهاية للحرب في سورية، على الأقل لسنوات مقبلة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور واشنطن في سورية يُقلق تركيا ويحبط اتفاق السلام برعاية روسيا دور واشنطن في سورية يُقلق تركيا ويحبط اتفاق السلام برعاية روسيا



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab