بغداد ـ نهال قباني
بدت الخُطوة التي أقدم عليها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الأحد، بـ"سحب يد" وزير الكهرباء قاسم الفهداوي، محاولة منه لتطويق أزمة المظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي توشك على إكمال شهرها الأول، وتسجيل هدف في مرمى خصومه الذين عدّوا أن المواصفات التي حددها المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، في خطبة الجمعة لرئيس الوزراء بأن يكون "قويا وحازما وشجاعا" أنهت حُلم العبادي بولاية ثانية.
ودعا وزير الكهرباء "مسحوب اليد"، قاسم الفهداوي، في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى "إجراء تحقيق شامل وشفاف بالأسباب التي أدت إلى تردي خدمة الكهرباء"، وأعلن الفهداوي ترحيبه بقرار العبادي سحب يده قائلا إن "هذا إجراء طبيعي أقدم عليه رئيس الوزراء بوصفه إجراء إداريا طبيعيا، وسوف نتعاون مع كل من يحاول الوصول إلى الحقيقة".
ونفى الفهداوي الاتهامات الموجّهة إليه في ما يتعلق بتردي خدمة الكهرباء، قائلا إن "هناك من يقول بوجود تردٍّ في خدمة الكهرباء، وأنا أقول إننا حققنا تقدما في ملف الكهرباء، والجميع يعرف ذلك، وبالتالي فإنه لكي نعرف حقيقة وضع الكهرباء فلا بد من هذا التحقيق الشامل الذي أدعو له؛ حيث للآخرين حججهم، ولنا نحن حججنا".
وتباينت ردود الفعل بين مرحب بقرار العبادي ورافض له. وفي هذا السياق، يقول أحمد الجبوري، عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى إن قرار العبادي "فضلا عن كونه جاء في الوقت بدل الضائع، فإنه يمثل مفارقة بحد ذاته، لأن وزير الكهرباء الحالي كان قد عمل بجد ولا يتحمل وزر سنوات طويلة من الفشل"، وأضاف الجبوري أن "ما يلفت النظر حقا هو أن العبادي نفسه وحتى وقت قريب كان يشيد بسقف الإنتاج من الكهرباء وبأداء الوزير، وكان يعتبر أن المشكلة ليست في عدم وجود كهرباء؛ بل عدم وجود ترشيد في استخدامها من قبل المواطنين"، وأوضح الجبوري أن "إجراء العبادي هذا ليس أكثر من محاولة منه لإضفاء صفات الحزم والشجاعة في شخص رئيس الوزراء".
ويرى رحيم الدراجي، عضو اللجنة المالية في البرلمان العراقي السابق، أن "الوزير الحالي قاسم الفهداوي لم يكن وزيرا ناجحا بأي من المعايير، وبالتالي، فإن سحب يده من قبل العبادي ليس لكونه غير ناجح؛ بل لأن العبادي فاشل في تشخيص المشكلة منذ البداية؛ حيث إن وزير الكهرباء لم يتسلم منصبه الآن؛ بل هو وزير في هذه الحكومة منذ تشكيلها قبل 4 أعوام".
وأضاف الدراجي أن "الكهرباء لم تتحسّن في عهد الفهداوي؛ إذ إننا كنا ننتج نحو 14 ألفا إلى 15 ألف ميغاواط والآن ننتج المعدل نفسه، وهو أمر يعرفه العبادي الذي صار شجاعا الآن في إقالة الوزير لكي يظهر أمام المرجعية وأمام المتظاهرين بأنه شجاع وصاحب قرار بينما هي مسألة مفضوحة جدا"، وعما إذا كان هذا القرار سيعزز فرص العبادي في ولاية ثانية، قال الدراجي إن خطبة ممثل السيستاني الجمعة الماضي "أنهت آخر أحلام العبادي، ولم يعد ممكنا معالجة الأمور في قرارات، حتى وإن بدت ظاهرا صحيحة، لكن كان ينبغي أن يتم اتخاذها قبل أعوام".
أرسل تعليقك