عدن ـ حسام الخرباش
أجرى المبعوث الأممي مارتن غريفيث، زيارة إلى صنعاء للقاء مسؤولي جماعة "الحوثيين"، بعد لقاء أجراه في العاصمة العَمانية مسقط، مع رئيس وفد "الحوثيين" المفاوض محمد عبدالسلام، وعضو المفاوضات عبدالملك العرجي، ضمن جهود المبعوث لاستئناف الحوار بين الأطراف اليمنية، كما التقى المبعوث مارتن غريفيث بوزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي لبحث الملف اليمني.
ومن المقرر عقد مشاورات بين الحكومة اليمنية والحوثيين برعاية الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع الماضي، لكن وفد الحوثيين المكون من 12 عضوًا يتواجد 10 منهم في صنعاء تغيب عن المشاورات بحجة عراقيل المغادرة المفروضة من التحالف. وفي الأسبوع الماضي، عبر المبعوث مارتن غريفيث عن خيبة أمل إثر تغيب وفد الحوثيين عن مشاورات جنيف خلال كلمة له في مجلس الأمن، مشيرًا إلى أنه يخطط إلى عقد للقاءات مع الحكومة اليمنية والحوثيين، في حين أكد مجلس الأمن دعمه لجهود المبعوث الأممي ودعا الحكومة اليمنية والحوثيين إلى خفض التوتر والتصعيد العسكري .
وأشاد أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، بنجاح العمليات العسكرية في محافظة الحديدة اليمنية التي تقودها قوات التحالف العربي في مواجهة ميليشيات الحوثين، بهدف تحرير البلاد من يد العصابات والميليشيات الإرهابية.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، "تُحقق عمليات الحديدة الحالية أهدافها بنجاح ومعنويات الحوثيين في الحضيض والخسائر في صفوفه كبيرة جدًا والطوق المحيط به يكتمل، غيابه عن مشاورات جنيف له ثمن باهظ يدفعه في الميدان خسارة تلو الأخرى، ومازلنا على قناعة أن تحرير الحديدة مفتاح الحل في اليمن".
وعلى الصعيد العسكري، تشن قوات الحكومة اليمنية مدعومة بالتحالف العربي هجوم على الحوثيين في مدينة الحديدة الساحلية غربي اليمن منذ أيام، وذكر مصدر أن قوات الحكومة اليمنية مستمرة بهجومها على الحوثيين في محيط كيلو 16 شرقي المدينة، والذي يعد أهم المنافذ البرية للحديدة الذي يربطها بعدد من المحافظات، وحسب المصدر فإن قوات الحكومة اليمنية تخوض معارك مع الحوثيين في محيط كيلو 16 بعد تمكنها خلال أيام من السيطرة على كيلو 10 وقوس النصر، وبذلك تكون القوات الحكومية قد قطعت مدخلين لمدينة الحديدة من الاتجاه الجنوبي والشرقي للمدينة، ويسيطر الحوثيين على المداخل الشمالية للمدينة.
وأفاد المصدر أن الطيران الحربي التابع للتحالف شنّ عشرات الغارات على مواقع للحوثيين بمحيط كيلو 16 والضواحي الجنوبية للحديدة، كما قصف الطيران مقر إذاعة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيين غربي المدينة ماتسبب بمقتل أربعة هم حراس للمقر، وأحدهم موظف في الإذاعة .
وأكّد مصدر محلي في مدينة الحديدة، أن أزمة وقود ومياه وغذاء تشهدها الحديدة، نتيجة المعارك وتوقف بعض الطرق الحيوية وسط حركة نزوح كبيرة للمناطق المجاورة البعيدة عن المعارك، وسط حصار تعاني منه بعض الأحياء القريبة من المواجهات يمنع توفر متطلبات الحياة الأساسية ونزوح السكان.
وجددت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، قبل أيام التحذير من عواقب التصعيد العسكري الكبير في الجبهة الساحلية، معربة عن قلقها من "التدهور الكبير للوضع الإنساني في محافظة الحديدة بسبب تجدد القتال". وقالت إن "سكان الحديدة، يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، وأن أكثر من 25 في المائة من أطفال المحافظة يعانون سوء التغذية".
وعلى صعيد التطورات العسكرية بالحدود اليمنية السعودية، اعترضت الدفاعات السعودية صاروخًا باليستي اطلقه الحوثيين على جازان السعودية، السبت، وذكر إعلام الحوثيين أن قواتهم أطلقت صاروخ على معسكر في جازان، وبلغ عدد الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون على السعودية 196 صاروخًا. وشنّت قوات الحوثيين هجمات برية على عسير وجازان ونجران، وهي مناطق سعودية حدودية مع اليمن، وتأتي الهجمات بهدف تخفيف الضغط العسكري بالساحل الغربي .
وأطلق الحوثيين صاروخ باليستي على نجران السعودية المتاخمة لمحافظة صعدة معقل الحوثيين، فيما أكد التحالف العربي أنه اسقط الصاروخ، وأعلن الدفاع المدني في نجران عن مقتل امرأة سعودية بمقذوفات اطلقها الحوثيون على ضواحي في نجران. واندلعت الحرب على الحدود اليمنية السعودية، بعد تدخّل الأخيرة وقيادتها لتحالف عربي مكوّن من 10 دول في 26 مارس/آذار ، من العام 2015 ، بهدف إعادة شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي انقلب عليه الحوثيون، ويشنّ التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ مارس/آذار 2015 عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين، استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخّل عسكريًا، لمنع سيطرتهما على كامل البلاد.
أرسل تعليقك