الحكومة الصينية تعاني وتترنح بسبب التعريفات الأميركية الجديدة
آخر تحديث GMT09:48:00
 العرب اليوم -

تفقد ثقة الشعب وتكافح للحفاظ على سلطتها الاستبدادية

الحكومة الصينية تعاني وتترنح بسبب التعريفات الأميركية الجديدة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحكومة الصينية تعاني وتترنح بسبب التعريفات الأميركية الجديدة

الحكومة الصينية تعاني وتترنح
بكين ـ علي صيام

سعى قادة الصين إلى إظهار الثقة في مواجهة التعريفات الجمركية والتهديدات التجارية، التي فرضها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ولكن مع اتضاح أن الحرب التجارية المطولة مع الولايات المتحدة ربما لا يمكن تجنبها، هناك علامات متزايدة من عدم الارتياح داخل المؤسسة السياسية الشيوعية، إذ في الأيام الأخيرة.

واستدعى مسؤولون من وزارة التجارة والشرطة والوكالات الأخرى المصدرين، للسؤال عن خطط تسريح العمال أو تحويل سلاسل التوريد إلى بلدان أخرى، ومع هبوط الأسهم في المنطقة، انخفضت العملة بنسبة 9٪ مقابل الدولار منذ منتصف أبريل/نيسان، قام الرقباء بحذف سيل من الانتقادات على الإنترنت، وبعضها موجه إلى قيادة الرئيس شي جين بينغ.

الحكومة الصينية تعاني وتترنح بسبب التعريفات الأميركية الجديدةالصينيين قلقون من الوضع الاقتصادي

ومع ذلك، فإن النزاعات السياسية حول كيفية دعم الاقتصاد قد تسربت في بعض الأحيان إلى العلن، حيث تتعرض وسائل الإعلام الحكومية أحيانًا للهجوم من أجل التباهي بقوة الصين الاقتصادية، وهو الأمر المخالف لذلك.

وإذا تصاعدت الحرب التجارية، ولم يظهر السيد ترامب أي علامة على التراجع، فإن البعض يشعر بالقلق من أن ثقة الجمهور في الاقتصاد الصيني يمكن أن تهتز، مما يعرض الصينيين لمشاكل أكثر خطورة من انخفاض الصادرات، وأظهرت بيانات اقتصادية جديدة، الثلاثاء، تباطؤ النمو في الاستثمار والإنفاق الاستهلاكي، وهناك مخاوف من أن الأزمة المالية في تركيا يمكن أن تنتشر وتصل إلى الصين.

الحكومة الصينية تعاني وتترنح بسبب التعريفات الأميركية الجديدة

قادة الصين يؤكدون إمكانيتهم في مواجهة تجارية مع ترامب

وجادل قادة الصين بأن بإمكانهم أن يستمرا في مواجهة تجارية مع ترامب، ويمكن لنظام بكين الاستبدادي أن يخرق المعارضة، ويعيد توجيه الموارد بسرعة، ويتوقعون أن تكون واشنطن ملتصقة بالشبكات ويخضعون لضغوط من الناخبين الذين يشعرون بألم الاضطرابات التجارية، لكن الحزب الشيوعي ضعيف بطريقته الخاصة، إنه يحتاج للنمو الاقتصادي، لتبرير احتكاره للسلطة، وهوسه بمنع عدم الاستقرار الاجتماعي، وقد تعيق قبضة السيد شي القوية عملية صنع السياسة الفعالة، حيث يفشل المسؤولون في تمرير الأخبار السيئة، ويؤجلون القرارات، وينفذون أوامره بصرامة.

الحكومة الصينية تعاني وتترنح بسبب التعريفات الأميركية الجديدة

الصين لم تستقر على استراتيجية

واضطرت بكين بالفعل إلى تغيير مسارها مرة واحدة بعيدًا عن التهديدات لمطابقة التعريفات الأميركية بالدولار، وفي مواجهة احتمال أن تظل التعريفات الجمركية لأشهر أو سنوات، وأن إمكانية دخول الصين إلى السوق الأميركية يمكن أن تزيد من شدتها، لا يبدو أن السيد شي استقر على استراتيجية للحد من الضرر أو لإقناع ترامب بالتفاوض على صفقة.

ويقول البعض داخل الحكومة إن الصين يجب أن تكون أكثر عدوانية وأن تضع ترامب في موقف دفاعي، بينما اقترح آخرون تنازلات لمعالجة الشكاوى الأميركية، حسبما قال تشن دينغدينغ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جينان في مدينة قوانغتشو الجنوبية، حيث أضاف " النقاش أمر صحي لأنه سيخبر الجمهور بالتفاصيل ويجعل صانعي السياسة بشكل أفضل".

وقال آخرون إنها تعكس التردد أو الضعف السياسي من جانب السيد شي، الذي بدا غير قابل للطعن في شهر مارس/ آذار، عندما ألغت القيادة الشيوعية حدود فترة الرئاسة.

وفي هذاا السياق، قال ويلي ويلي لاب لام، وهو مراقب قديم في السياسة الصينية في جامعة هونغ كونغ الصينية، "كل هذا التقارب معا يوحي بأن قبضة شي على السلطة قد خُففت، إنه غير قادر على ملء وظيفته كالحكم النهائي الذي يحل الخلافات بين أقرب مستشاريه".

ومن غير المرجح أن يكون موقف السيد شي في خطر، لكن الخلاف التجاري، إلى جانب الفضيحة بشأن اللقاحات الملوثة والاحتجاجات على الاستثمارات الفاشلة، قد شجع بعض منتقدي سلطته المركزية الكاسحة على السلطة.

نقاط ضعف النظام الصيني تظهر

كما كتب شو زانغرون، أستاذ القانون في جامعة تسينغهوا في بكين، في إدانة للسياسات المتشددة للسيد شي، أن الحرب التجارية الصينية الأميركية الأخيرة، على وجه الخصوص،  كشفت نقاط الضعف الكامنة والضعف في النظام"، مضيفًا، "كل هذا لن يؤد إلا إلى تفاقم شعور واسع بانعدام الأمن في المجتمع ككل".

و زعمت القيادة أن الصين يمكنها مواجهة الحرب التجارية بسهولة، وقدرت دراسة قام بها الاقتصاديون في جامعة تسينغهوا على نطاق واسع أن التعريفات المفروضة حتى الآن لن تقطع سوى 0.3 نقطة مئوية من معدل نمو الصين الذي بلغ 6.7٪.

طلب الحكومة الصينية

ومع ذلك، طلبت الحكومة في الشهر الماضي أن تقدم عشرات معاهد البحوث والجامعات تحليلات حول كيفية تأثر المناطق والقطاعات الصناعية المختلفة حال ساءت الحرب التجارية، وماذا سيكون التأثير على البطالة والأسواق المالية.

وباعت الصين ما قيمته 500 مليار دولار من البضائع إلى الولايات المتحدة في العام الماضي، وهو ما يمثل ربع إجمالي صادراتها وحوالي 4% من الإنتاج الاقتصادي الوطني.

خبراء الاقتصاد الصينيين المتشائمين

وإذا فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية على جميع السلع الصينية، يؤكد خبراء الاقتصاد الصينيين المتشائمين أن البلاد قد تعاني من انخفاض بنسبة 1٪ فقط في الناتج من الصادرات المفقودة، وتسيطر الصين على بعض الصناعات، مثل صناعة الهواتف الذكية، والتي قد لا تسبب التعريفات الجمركية الكثير من الضرر، وفي صناعات أخرى، قد تخسر الصين الشركات لصالح منافسيها مثل كوريا الجنوبية، لكنها تجد فرصا لتصدير منتجاتها إلى أسواق أخرى.

البعض يحتج على السياسات

وفي الوقت الذي بدأت فيه المصانع التي تصنع الإلكترونيات وغيرها من المنتجات الكهربائية التأثر بالسعر وخسارة الطلبات، أصبحت الصين قادرة على المنافسة عبر العديد من القطاعات، التي تصدر إلى الولايات المتحدة والتي لا تزال ترتفع بالفعل رغم التعريفات المحدودة نسبيا التي أصبحت سارية المفعول.

إلا أن أسوأ حالة بالنسبة للصين هي أن الحرب التجارية تقوض الثقة الاقتصادية، حيث يتأرجح سوق العقارات في البلاد على جبل من الديون، ويكمن القلق من أن التوترات التجارية المطولة قد تتسبب في اندفاع الأموال إلى خارج الصين على الرغم من القيود المفروضة على العملة، وتثير مشاكل مالية واقتصادية أكبر بكثير.

وقال جيروم كوهين، مدير هيئة التدريس في معهد الحقوق في الولايات المتحدة وآسيا في جامعة نيويورك إن هناك الكثير من التخمينات حول ما إذا كان القائد الصيني العظيم قد لعب بأوراقه بشكل صحيح.

وقامت مجموعة من الخريجين من جامعة تسينغهوا، واحدة من أرقى الجامعات في الصين،  مؤخرًا بتعميم عريضة تطالب بإقالة خبير اقتصادي معروف في الكلية وهو مدافع قوي لسياسات السيد شي، واتهموا الباحث "هو هوانغانغ" بتضليل القيادة من خلال القول العام الماضي، بأن الصين تجاوزت بالفعل الولايات المتحدة كقوة اقتصادية وتكنولوجية.

وظهر الالتماس بعد عدة أسابيع في سلسلة من المقالات في صحيفة الشعب اليومية الرسمية التي استهزأ بها علماء وخبراء يفتخرون بتجربة مماثلة بشأن قوة الصين.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة الصينية تعاني وتترنح بسبب التعريفات الأميركية الجديدة الحكومة الصينية تعاني وتترنح بسبب التعريفات الأميركية الجديدة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 02:56 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة في إيلات
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة في إيلات

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 العرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 13:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 العرب اليوم - غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 17:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تستعد للمزيد من الأمطار بعد الفيضانات المدمرة

GMT 19:42 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف قاعدة جوية جنوب حيفا لأول مرة

GMT 10:46 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوياته خلال عام

GMT 01:16 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق نار على طائرة ركاب أميركية في هايتي

GMT 01:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف أميركي بريطاني يستهدف محافظة الحديدة في اليمن

GMT 02:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab