لندن - كاتيا حداد
أطلق ضباط الاستخبارات العسكرية البريطانية تحذيرًا، بشأن الدبابات الروسية الجديدة، والتي تفوق أي سلاح أخر لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو". وأكدت الوثائق أن الدبابة الروسية العملاقة "أرماتا" يمكنها أن تتغلب على الدبابة الرئيسية المقاتلة في بريطانيا "تشالنجر"، ويرى المتابعون أن الدبابة الروسية تعدّ بمثابة ثورة جديدة في عالم الدبابات.وألقى قطاع كبير من المحللين باللوم على الحكومة البريطانية، من جراء فشلها في إعداد الدبابة المناسبة التي يمكنها التعامل معها. وتقوم السياسة الحالية التي تعتمدها الحكومة البريطانية، على عدم دراسة إمكانية تحديث الدبابات القتالية الرئيسية في الفترة الحالية، على اعتبار أن تلك المعدات ليست مناسبة في التعامل مع التهديد الإرهابي الذي يشكله المسلحون باستخدام الأسلحة الخفيفة.
وتمثل الدبابة الروسية الجديدة طفرة ثورية في تصميم الدبابات العسكرية، على مدى نصف قرن من الزمان، وهو الأمر الذي أدى إلى ضجة كبيرة في عالم الأسلحة. وكان الروس كشفوا عن الدبابة الجديدة لأول مرة خلال الاحتفالات بعيد العمال السنوية.
وأوضح الخبراء العسكريون أن الدبابة الروسية الجديدة، تبدو أخف وزنًا وأسرع في الحركة، إذا ما قورنت بالمدرعات الثقيلة في الدول الغربية، وأنها قادرة على حمل كميات كبيرة من المواد المتفجرة، إضافة إلى قدرتها على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات. والدبابة الروسية لديها برج يعمل بدون طيار لأول مرة، ويهدف في الأساس إلى الحفاظ على حياة طواقمها العسكريين.
وأضافت الوثيقة أنه "للمرة الأولى يوجد برج يعمل آليًا بالكامل في إطار دبابة قتال رئيسية". وتحذر من أن الرئيس الروسي ربما يستخدم هذه الدبابة كوسيلة تهديد لدول الجوار. وتعتبر الدبابة الروسية "أرماتا" هي أول دبابة جديدة تمامًا منذ الدبابة "تي 72"، والتي تم تصنيعها في عام 1973.
وأعربت الحكومات الغربية عن قلقها البالغ، من جراء المحاولات الروسية الهادفة إلى تقويض دول الاتحاد السوفيتي السابق، وذلك بفرض سياسات القوة، مثلما حدث مع جورجيا. وكان الرئيس الروسي أكد أنه لن يهاجم أي دولة أخرى، موضحًا أن روسيا تقدر أهمية الاستقلال والهوية الخاصة، مضيفًا "أننا لا نريد السيطرة على العالم أو التوسع أو المواجهة مع الأخرين".
وجاءت تصريحات الرئيس الروسي بالتزامن مع إنتاج غواصة شبح روسية، لنشرها في منطقة البحر الأسود، وهو الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة لدى الناتو. وكانت الغواصة الشبح هي أحدث الإضافات التي قدمتها موسكو لأسطولها البحري، وأنها تملك القدرة على ضرب أهداف في البر والبحر، إضافة إلى أهداف أخرى تحت الماء. واتجهت روسيا، في الأيام الماضية، إلى استعراض قوتها، وأرسلت أسطولًا بحريًا ضخمًا، ليمر عبر السواحل البريطانية، ومنها إلى البحر المتوسط في الطريق إلى سورية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة البريطانيين بصورة كبيرة.
ويبدو أن الخلافات الروسية الغربية، تأججت بصورة كبيرة مع تواصل القصف الروسي لمعاقل المعارضة السورية في حلب، وهو الأمر الذي أسفر في النهاية عن تقويض اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، مما دفع الولايات المتحدة إلى وقف المحادثات مع روسيا.
أرسل تعليقك