لندن ـ كاتيا حداد
تمضي الساعات الأخيرة من عام 2021 وجائحة كورونا تخيم على الأجواء والاحتفالات، لكن أنباء طيبة من جنوب أفريقيا، أول بلد يعلن تجاوزه موجة المتحور "أوميكرون"، جلبت بارقة أمل جديدة بعام جديد سعيد.كانت مدينة سيدني الأسترالية أحد الأماكن التي بدأت فيها السنة الجديدة بكامل زينتها حيث أضاءت الألعاب النارية سماء الميناء فوق دار أوبرا سيدني.
لكن لن يكون هناك أي عروض عند الكثير من المعالم الشهيرة في العالم، إذ ألغت باريس العرض السنوي فوق قوس النصر في حين ألغت ماليزيا عرض الألعاب النارية فوق برجي بتروناس بالعاصمة كوالامبور.
ودقت ساعة بيغ بن في لندن في منتصف الليل إيذانا ببدء العام الجديد للمرة الأولى بعد عمليات ترميم استمرت ثلاثة أعوام ونصف العام، واقتصرت الاحتفالات في العاصمة البريطانية برأس السنة على الالعاب النارية بالتزامن مع فرض إجراءات صارمة للحد من تفشي فيروس كورونا.ومن المنتظر أن تهبط الكرة الذهبية في ميدان تايمز سكوير في نيويورك، لكن الحشود التي تتجمع هناك عادة للاحتفال بقدوم العام الجديد سينخفض عددها إلى الربع مع مراعاة وضع الكمامات وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي وتقديم شهادة تثبت تلقي اللقاح المضاد لكوفيد-19.
جنوب أفريقيا، التي كانت أول من أبلغ العالم عن ظهور المتحور أوميكرون سريع الانتشار، أعلنت عن إحدى المفاجآت الطيبة هذا العام قائلة إن موجة أوميكرون انحسرت دون أن تسبب زيادة ضخمة في الوفيات.ورفعت على نحو مفاجئ حظر التجول الليلي ما يتيح الاحتفال بالعام الجديد.تسبب الظهور المفاجئ لأوميكرون في زيادة قياسية لعدد حالات الإصابة في جميع أنحاء العالم.وعلى الرغم من أن الوفيات لم ترتفع بالوتيرة نفسها لتتصاعد الآمال بأن يكون المتحور الجديد أقل حدة، إلا أن العديد من البلدان أعادت فرض القيود لتجنب إرهاق أنظمة الرعاية الصحية.
وحتى في الأماكن التي يُسمح فيها بالتجمعات، فضل الكثيرون البقاء في المنزل.ومن جديد نجحت دبي في إبهار العالم باحتفالات العام الجديد 2022 التي تتخللها فعاليات ترفيهية مختلفة كعروض الألعاب النارية وعروض الليزر ضمن إجراءات وتدابير احترازية تسهم في الحفاظ على صحة وسلامة الجمهور والزوار، وفي الوقت نفسه تجعلهم يستمتعون بالأجواء السعيدة مع استقبال العام الجديد.وتألقت دبي بعروض الألعاب النارية والليزر استقبالاً للعام الجديد2022 ، والتي أضاءت سماءها في حدث انتظره ملايين المتابعين من داخل الدولة وخارجها.
وشملت احتفالات العام الجديد، فرصة مشاهدة عدد أكبر من عروض الألعاب النارية، التي وصل عددها هذا العام إلى 36 عرضاً، تم تنظيمها في 29 موقعاً في مناطق متفرقة في دبي.
واستقبل الأميركيون العام الجديد 2022 بمزيج من الحذر والضجر، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19).وكانت دانا فينر تسير في ممر بمتجر بارتي سيتي في تكساس، تمسك بيديها قبعات وأبواقا للاحتفال برأس السنة الجديدة، ولم تتردد لثانية واحدة في الرد على سؤال حول أمانيها لعام 2022.قالت فينر الجمعة، وهي تتسوق في المتجر للاحتفال بهدوء داخل المنزل حسب خطط استعدت لها مسبقا هي وزوجها وأطفالها الثلاثة إن أمنيتها ببساطة هي "عودة الحياة لطبيعتها"، مكررة "أريد أن يعود كل شيء إلى طبيعته".
كانت كلماتها تعبيرا واضحا وبسيطا عن الرغبة المشتركة لدى الأميركيين الذين أنهكتهم الجائحة في وقت يستعدون فيه لوداع 2021، وسط زيادة حادة في إصابات كورونا يحركها تفشي المتحور أوميكرون.في بعض الأماكن، من بينها لوس أنجلوس، قضى الفيروس في أحدث موجات التفشي، على خطط الاحتفال برأس السنة الجديدة. لكن نيويورك ومدنا أخرى تقول إن الاحتفالات ستمضي قدما، ولو بصورة مصغرة.في نيويورك، أيقونة المدن الأميركية، وأكبرها حجما وأكثرها شهرة، ستقام الاحتفالات مرة أخرى بصورة مقتضبة، حسبما يقول مسؤولون بالمدينة.
رغم ذلك، ستكون احتفالات رأس السنة أكبر بكثير من العام الماضي عندما لم يحضر سوى بضع عشرات من الأشخاص لمشاهدة نزول الكرة في ميدان تايمز سكوير.وعلى مدى عشرات السنين، كانت الشوارع حول تايمز سكوير تكتظ بالمحتفلين في ليلة رأس السنة. كان الناس يقفون بالساعات في البرد في انتظار نزول الكرة البلورية المتلألئة.في هذه السنة، سيُسمح لنحو 15000 ممن يُبرزون وثائق تثبت حصولهم على التطعيم بكامل جرعتيه بدخول المنطقة المحاطة بسياج للاستمتاع بمشاهدة نزول الكرة هذا العام، وهو عدد مواز لنحو ربع مثيله في سنة ما قبل الجائحة.
ودعا كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، الدكتور أنتوني فاوتشي، إلى تجنب الحشود والتجمعات الكبيرة في احتفالات رأس السنة.وقال هذا الأسبوع "ستكون هناك أعوام أخرى (للاحتفالات الكبيرة)، لكن ليس في هذه السنة".وأضاف أن التجمعات العائلية آمنة بالنسبة لمن تلقوا الجرعة المعززة من لقاح كورونا.وفي آسيا ألغيت احتفالات العام الجديد أو جرى تقليصها.وأوقفت كوريا الجنوبية المراسم التقليدية لقرع الأجراس في منتصف الليل للعام الثاني وأعلنت تمديد إجراءات التباعد الاجتماعي المشددة لأسبوعين لمواجهة زيادة مستمرة في الإصابات.
وحظرت اليابان الاحتفالات في حي شيبويا الترفيهي الشهير في طوكيو وناشد رئيس الوزراء فوميو كيشيدا السكان عبر قناته الرسمية على يوتيوب بوضع الكمامات وخفض أعداد الضيوف في الحفلات.وفي الصين، بدأ العام الجديد بالعديد من القيود الرامية إلى احتواء جائحة فيروس كورونا.وألغت العديد من المدن الألعاب النارية والاحتفالات الكبيرة، من بينها العاصمة بكين ونانغينغ وكذلك ووهان، التي بدأ فيها فيروس كورونا يجذب انتباه العالم أواخر عام 2019.ونتيجة لأعلى حصيلة للإصابات في الصين خلال 21 شهرا، أصبحت العاصمة الإقليمية بشمال غرب البلاد “شيان” في حالة إغلاق كامل، حيث فرض على كل سكانها البالغ عددهم 13 مليون نسمة عدم مغادرة منازلهم.
وعلى الرغم من أن أرقام الإصابات قليلة جدا بالمعايير الدولية، والتي بلغت 166 يوميا في آخر إحصائية، تسعى الحكومة الصينية إلى تطبيق سياسية صارمة للوصول بالإصابات بكوفيد19- إلى رقم صفر .ولا يعد العام الغربي الجديد عطلة مهمة بشكل خاص بالنسبة للصينيين.ولا يبدأ التقويم القمري التقليدي، وهو العام الصيني الجديد، قبل شباط/فبراير. وفي ذلك الوقت فقط، تشهد الصين موجة سفر كبيرة حيث يسافر مئات الملايين في مختلف أنحاء البلاد لزيارة عائلاتهم.
وفي عام 2022، من المتوقع فرض قيود صارمة على السفر بسبب فيروس كورونا.وأعلنت السلطات في العاصمة الإندونيسية جاكرتا عزمها إغلاق 11 طريقا عادة ما تجتذب حشودا كبيرة خلال الاحتفالات بالعام الجديد.وحتى كوريا الشمالية المنغلقة على نفسها، أظهرت لقطات تلفزيونية آلاف الأشخاص يشاهدون الألعاب النارية في ميدان بالقرب من نهر تايدونج في وسط بيونجيانج بينما كانت تعزف الموسيقى الوطنية.وتحوّل العالم إلى عائلة واحدة تحتفل بقدوم العام الجديد 2022 في موقع إكسبو 2020، ضمن احتفالات استقبال العام الجديد التي تمتد لـ 13 ساعة.
بدأت الاحتفالات الساعة الثالثة في جناح نيوزيلندا وتستمر حتى الرابعة من فجر أول أيام العام الجديد، ويتخلل تلك الاحتفالات إجراء العد التنازلي بالتزامن مع دخول الدول الواقعة في مختلف المناطق الزمنية العالمية في العام الجديد.واضطرت الحكومة المغربية إلى فرض مجموعة من القيود الاحترازية تزامنا واحتفالات رأس السنة الميلادية، للحيلولة من دون تفش أسرع للمتحور أوميكرونوسيستقبل المغاربة عامهم الجديد في منازلهم، إذ قررت الحكومة منع الاحتفالات الجماعية برأس السنة الميلادية.وفي هذا الصدد، ستغلق المحلات والمطاعم والملاهي أبوابها في وجه الزبائن ابتداء من الساعة الحادية عشر ليلاً.
وعند منتصف الليل، سيسري حظر للتجول إلى غاية الساعة السادسة من صباح اليوم الموالي.إجراءات تتوخى منها الحكومة تجنب الوقوع في انتكاسة وبائية، خاصة مع تزايد حالات الإصابة بمتحور أوميكرون الجديد.وفي بيان سابق، أكدت الحكومة أن هذه التدابير والإجراءات، تشمل منع جميع الاحتفالات الخاصة برأس السنة الميلادية، ومنع الفنادق والمطاعم وجميع المؤسسات والمرافق السياحية من تنظيم احتفالات وبرامج خاصة بهذه المناسبة.وأكدت الحكومة أن خطر تفشي الوباء ما زال قائما ومستمرا، وأن الظرفية الراهنة تبقى في حاجة إلى التقيد الصارم لجميع المواطنات والمواطنين بكل توجيهات السلطات العمومية وبجميع التدابير الاحترازية المعتمدة من طرف السلطات الصحية.
وفي حادث مؤسف، لقي طفل (12 عاما) حتفه وأصيب آخر بجروح خطرة، الجمعة، بحادث ألعاب نارية في هولندا.ووقع الحادث في مدينة هاكسبرجن الصغيرة في شرق هولندا قرب الحدود الألمانية، عندما كان الطفلان على ما يبدو يشاهدان شخصا بالغا يطلق الألعاب النارية باستخدام جهاز محلي الصنع.وكتبت الشرطة على "تويتر": "توفي صبي يبلغ 12 عاما بعد الحادث. ونقل صبي آخر إلى المستشفى".وأوضحت أن "الطفلين لا علاقة لهما بالحادث".وقالت إذاعة "إن أو أس" العامة إن الطفلين كانا يشاهدان رجلاً وهو يفجر مفرقعات باستخدام جهاز "كلافامر"، وهو نسخة مطورة من لعبة على شكل سلاح تقوم على ضرب مطرقة لسندان مليء بمسحوق قابل للاحتراق، ما ينتج ضجة قوية.
وقبضت الشرطة على رجل على صلة بالحادثة.قبل جائحة كوفيد-19، كان الهولنديون يحتفلون تقليديا بالعام الجديد عبر إنفاق مبالغ طائلة على الألعاب النارية التي كان إطلاقها يحوّل بعض الشوارع إلى ساحات قتال افتراضية.لكن هذه الممارسة محظورة هذه السنة للعام الثاني على التوالي.وقال وزير الصحة الهولندي، هوجو دي جونجه، إن الإصابات المتعلقة بالألعاب النارية تتسبب بضغط كبير على العاملين الصحيين الذين يكافحون أصلا جائحة كوفيد-19.لكن رغم الحظر، يُسمع إطلاق مفرقعات في أحيان كثيرة في الفترة التي تسبق ليلة رأس السنة.
وعبر مواطنون في جنوب أفريقيا عن سعادتهم بقرار الحكومة رفع حظر التجوال في منتصف الليل بعد قرابة عامين من قيود كورونا.وقال مايكل متشندي الذي يعمل مديرا في مطعم ومقهى "هارد روك كافيه" في كيب تاون، إن العامين الماضيين "كانا صعبين علينا، إذا نظرت إلى جيراننا ستجد أنهم أغلقوا أبواب متاجرهم، إلى هذا الحد كان الأمر سيئا".والخميس، صارت جنوب أفريقيا أول دولة تقول إنها تجاوزت ذروة الموجة الرابعة من إصابات فيروس كورونا التي تسببت فيها السلالة أوميكرون شديدة العدوى.وقالت الحكومة إنها أجرت التغييرات في قيود الإغلاق العام على أساس الخط البياني للجائحة ومستويات التطعيمات والطاقة العلاجية المتوافرة في القطاع الصحي.
لكن الحكومة قالت إن السكان يجب أن يستمروا في تلقي اللقاحات والعمل بالقواعد الصحية مثل وضع الكمامات في الأماكن العامة.وقال الرئيس سيريل رامابوسا في رسالة العام الجديد إلى الشعب الجمعة: "لا بد أن نتأكد من أن أفعالنا وسلوكنا وقراراتنا خلال موسم الاحتفالات وما بعده لن تؤدي إلى مزيد من الإصابات ومزيد من الأشخاص الذي ينتهي بهم المطاف إلى المستشفى ومزيد من الوفيات".وقالت جويندولين لو (41 عاما) : "أنا سعيدة وفرحة برفع حظر التجول. لكنني أيضا متوترة قليلا لأنني آمل ألا يسيء أحد استخدام ذلك".
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك