الصين بصدد بَدء حرب باردة مع الغرب والولايات المتحدة
آخر تحديث GMT16:12:05
 العرب اليوم -

​أطلقت بكين عددًا مِن المبادرات التي تُعادي واشنطن

الصين بصدد بَدء حرب باردة مع الغرب والولايات المتحدة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الصين بصدد بَدء حرب باردة مع الغرب والولايات المتحدة

الرئيس الأميركي دونالد ترامب و نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون
بكين ـ علي صيام

احتجّت الصين على وجود سفينتين حربيتين أميركيتين في بحر الصين الجنوبي بعد حادث وقع الأحد، في المنطقة البحرية المتنازع عليها بين عدد من البلدان، ولم تكن صدفة أنه في غضون أيام من انسحاب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مِن القمة مع نظيره الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، يتم الإبلاغ عن سفينتين حربيتين أميركيتيين مدججتين بالسلاح، وإثارة الجدل بشأنهما أثناء عبور بحر الصين الجنوبي.

الاعتراض على عبور سفينتين أميركيتين بحر الصين
وأثارت السفينتان "يو إس إس هيغينز"، وهي مدمرة من طراز بورك، والأخرى طراد القذائف الموجهة "يو إس إس" أنتيتام، ردا غاضبا من بكين، بعد عبورهما مسافة 12 ميلا بحريا من جزر باراسيل، وهي جزر واقعة في أرخبيل في بحر الصين الجنوبي، وتشكّل جزءًا من شبكة الجزر الصغيرة والمياه الضحلة والشعاب، التي كان الصينيون مشغولين باستعمارها خلال الأعوام الأخيرة.

وعلى الرغم من أن دولا أخرى في المنطقة، مثل فيتنام والفلبين وتايوان، تطالب بأحقيتها في المياه، ضغط الصينيون قدمًا ببناء عدد من القواعد العسكرية، في محاولة خرقاء لتبرير مطالبهم السيادية.

وقوبلت إجراءات الصين بمقاومة في واشنطن، التي ترفض مطالبة بكين بالسيطرة على مياه بحر الصين الجنوبي كافة، وتحقيقا لهذه الغاية، تقوم البحرية الأميركية بدوريات حرية الملاحة المنتظمة في المنطقة لإثبات حق جميع السفن العالمية في المرور بحرية، فضلا عن إظهار دعمها للمطالب الإقليمية المتنافسة لحلفاء الولايات المتحدة الإقليميين.

السبب الرئيسي وراء انسحاب ترامب من قمة سنغافورة
إن توقيت الخلاف الدبلوماسي في نهاية الأسبوع الماضي، مع وزارة الدفاع الوطني الصينية التي تقول إن السفن الحربية الأميركية انتهكت سيادة الصين بشكل خطير، تحتاج إلى النظر إليها، في سياق عدم رضا ترامب عن إلغاء اجتماع الشهر المقبل مع الزعيم الكوري الشمالي، في سنغافورة.

ورغم أنه لم يوجه اللوم إلى بكين مباشرة على قراره، أشار ترامب إلى أنه يعتقد بأن الصينيين لم يكونوا مفيدين أو ذا نفع في تعاملاتهم مع الكوريين الشماليين وراء الكواليس، وأشار الرئيس إلى اجتماع كيم مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت سابق من هذا الشهر، وبعد ذلك، قال ترامب "كان هناك تغيّر بسيط في موقف وسلوك كيم جونغ أون، وبالتالي أنا لا أحب ذلك، لا أحب ذلك من وجهة نظر الصين".

وبدأ نمط متميز بالظهور حيث كلما وجدت إدارة ترامب نفسها تواجه تحديًا كبيرًا، تظهر بكين لتبني الموقف الذي يثير غضب الولايات المتحدة.

ترامب يعتقد بأن الصين تُشجّع كيم على معاداته
ويوجد الكثير من الأسباب التي تجعل ترامب لا يحب الموقف الصيني، وبخاصة مع وجود خلافات تجارية بين البلدين، فقد طالب ترامب بكين مؤخرا بتخفيض عجزها التجاري مع الولايات المتحدة بمقدار 200 مليار دولار في العامين المقبلين، وهي الخطوة التي ربما أقنعت السيد شي بأن يكون أقل تعاونا في تعامله مع الأزمة الكورية الشمالية، وبخاصة مثل بحر الصين الجنوبي، إذ تعتبر بكين بيونغ يانغ بأنها تقع تحت دائرة نفوذها، كما أن موقف الصين غير المفيد تجاه واشنطن يقتصر على القضايا المتعلقة بالفناء الخلفي الخاص بها.

الصين تُعادي الدبلوماسية الأميركية
وأطلقت بكين عددا من المبادرات الدبلوماسية في أجزاء أخرى من العالم تضعها على خلاف مع السياسة الأميركية، وعندما فرضت الولايات المتحدة، على سبيل المثال، عدداً من العقوبات العقابية على موسكو بسبب محاولاتها المختلفة لتقويض التحالف الغربي، ردت الصين بإطلاق عهد جديد من المشاركة الدبلوماسية والعسكرية والتجارية مع موسكو، مما دفع أحد كبار الدبلوماسيين الصينيين إلى التعليق، قائلًا إن العلاقات بين البلدين (روسيا والصين) الآن في "أفضل مستوى في التاريخ".

وتوجد حالة أخرى كان فيها الصينيون وضعوا أنفسهم في المخيم المعادي إلى واشنطن، حيث في أعقاب قرار إدارة ترامب بالانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية، أعلنت بكين في وقت سابق من هذا الأسبوع أنها ستستضيف الرئيس الإيراني حسن روحاني لإجراء محادثات بشأن تعميق التعاون الاقتصادي بين البلدين.

على الغرب الخوف من القوة العكسرية الصينية
ومنذ فترة طويلة، انطلق القادة الغربيون إلى بكين أملا في الوصول إلى ثروة الصين الاقتصادية الهائلة، ففي بريطانيا، يعني هذا أن الصين تمتلك الآن أجزاء كبيرة من بنيتنها التحتية الوطنية، وقد يكون من المفاجئ للصينيين، الذين كانوا دائما الخيار المفضل للمستشار السابق جورج أوسبورن، أن يأتي بنتائج عكسية، كما تقترح المبادرات الدبلوماسية الأخيرة لبكين، أن الصين وليس روسيا، عازمة على بدء حرب باردة جديدة، ومقارنة بروسيا، مع بنيتها التحتية العسكرية المتهالكة والمتداعية، تظهر الصين بسرعة كقوة عظمى عسكرية جديدة في العالم، كما تم إطلاق أول حاملة طائرات محلية الصنع في وقت سابق من هذا الشهر.

ولا يزال أمام الصين طريق طويل قبل أن تصبح قوة عسكرية من الرتبة الأولى، إذ إن عدم قدرتها على تحدي السفن الحربية الأميركية في بحر الصين الجنوبي يدل على ذلك، ولكن عندما يصل الصينيون إلى النقطة التي يمكنهم فيها دعم موقفهم الدبلوماسي المعادي للغرب بالقوة العسكرية العنيفة، فإنهم سيكونون بحق قوة يجب أن نؤمن بها.​

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين بصدد بَدء حرب باردة مع الغرب والولايات المتحدة الصين بصدد بَدء حرب باردة مع الغرب والولايات المتحدة



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
 العرب اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 15:26 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
 العرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab