السراج يحذّر أوروبا من تدفق اللاجئين وحفتر يرفض وقف المعارك
آخر تحديث GMT20:51:33
 العرب اليوم -

هددت "الجنائية الدولية" بمقاضاة مرتكبي الانتهاكات في ليبيا

السراج يحذّر أوروبا من تدفق اللاجئين وحفتر يرفض وقف المعارك

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السراج يحذّر أوروبا من تدفق اللاجئين وحفتر يرفض وقف المعارك

الجيش الوطني الليبي
طرابلس ـ فاطمة السعداوي

على رغم تصاعد الضغوط الغربية والدولية ضد عملية «الجيش الوطني الليبي» لـ«تحرير» العاصمة طرابلس من الميليشيات المسلحة، رفض المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش، الاستجابة لمطالب وقف القتال وإبرام هدنة، بينما حذّرت حكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج، أوروبا من أن استمرار القتال يمكن أن يؤدي إلى «تدفق اللاجئين» إليها من ليبيا. وقالت منظمة الصحة العالمية أمس إن عدد ضحايا المعارك في طرابلس ارتفع إلى 174 قتيلاً و758 جريحاً بينهم مدنيون.

وقال مسؤولون مقربون من حفتر  إنه رفض أخيراً الاستجابة إلى عروض إيطالية وفرنسية بالتوسط لإبرام هدنة لوقف المعارك التي يخوضها «الجيش الوطني» قرب طرابلس، لكنهم رفضوا الإفصاح عن مزيد من التفاصيل. ويسعى بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى مواصلة الضغط على حفتر، حيث تدعو مسودة قرار عرضته بريطانيا على المجلس إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا.

وجاء في نص المسودة أن هجوم «الجيش الوطني» يهدد الاستقرار في ليبيا وآفاق الحوار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة والحل السياسي الشامل للأزمة. ونصت المسودة أيضاً على أن مجلس الأمن «يطالب جميع الأفرقاء الليبيين بوقف التصعيد فوراً، والتزام وقف إطلاق النار، والتعاون مع الأمم المتحدة من أجل ضمان وقف تام وشامل للأعمال العدائية في ليبيا». وكان مقرراً أن يعقد المجلس أمس جلسة مناقشة أولى للمشروع البريطاني.

ميدانياً، أشارت محطة «218 تي في» الليبية إلى اشتباكات عنيفة كانت تجري بعد ظهر أمس بين قوات «الجيش الوطني» وقوات المنطقة العسكرية الغربية التابعة لحكومة الوفاق في العزيزية جنوب طرابلس. وتدور المواجهات في شكل خاص حول منطقة كوبري الزهراء التي شنت قوات «الوفاق» هجوماً لطرد «الجيش الوطني» منها. وبعدما تقدمت هذه القوات في البدء وسيطرت على المنطقة، أفيد لاحقاً بأن الجيش شن هجوماً معاكساً واستعادها.

اقرأ أيضا:

نزوح 7 آلاف عائلة ليبية جراء اشتباكات حادة بالأسلحة الثقيلة في طرابلس

وقالت قوات «الجيش الوطني» أمس إنها مستمرة في خطتها لـ«تحرير» طرابلس، حيث اكتفى اللواء عبد السلام الحاسي قائد مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش والمسؤول الأول عن عملية طرابلس بالتأكيد لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي أمس، على أن «المعنويات مرتفعة والأمور (تمام) على كل محاور القتال». وفيما بدا أنه بمثابة تأكيد لصحة المعلومات عن رفض حفتر وقف هذه العملية العسكرية، أعلن اللواء أحمد المسماري الناطق باسم الجيش، في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس ببنغازي في شرق البلاد، أن قواته حققت تقدماً وأعادت تمركزاتها في مواقع جديدة استراتيجية ومهمة على منافذ رئيسة للدخول إلى العاصمة وحصنتها، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية لا تزال مستمرة في القطاع الشرقي، وفي عين زارة وتاجوراء وصلاح الدين والفرناج وطريق المطار والسواني.

وقصفت طائرات تابعة للسراج انطلقت من القاعدة الجوية في مصراتة مقر الكتيبة 128 التابعة لــ«الجيش الوطني» في مدينة هون، ومواقع أخرى في الهيرة.

في غضون ذلك، حذّر السراج في مقابلتين مع صحافيين إيطاليين من أن الحرب في بلاده قد تدفع أكثر من 800 ألف مهاجر نحو السواحل الأوروبية. وقال السراج لصحيفة «لا ريبوبليكا»: «لن يكون هناك فقط 800 ألف مهاجر جاهزون للرحيل، سيكون هناك ليبيون يفرون من هذه الحرب فيما استأنف إرهابيو تنظيم داعش نشاطهم في جنوب ليبيا». وأضاف: «نواجه حرباً عدوانية قد تصيب بعدواها المتوسط برمته. على إيطاليا وأوروبا أن تكونا موحدتين وحازمتين للتصدي للحرب العدوانية التي يشنها خليفة حفتر، وهو شخص خان ليبيا والمجتمع الدولي»، لافتاً إلى أن الدمار سيطال أيضاً «الدول المجاورة».

وقال بيان لحكومة السراج إن رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، الذي التقى مساء أول من أمس في روما أحمد معيتيق، نائب السراج، أكد «على ضرورة انسحاب القوات المعتدية على طرابلس، والرجوع من حيث ما أتت، والتزام كل الأطراف بوقف العمليات العسكرية، والتركيز على جهود الأمم المتحدة للدفع بالعملية السياسية». واعتبر معيتيق أن القوات الموالية لحكومته «هي من تحارب الإرهاب» وأنها قادرة على «دحر الانقلاب» الذي يقوم به قائد «الجيش الوطني»، بحسب

ونقلت «لا ريبوبليكا» أمس عن وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني دعوته إلى فرض حظر فعال للسلاح على «الجيش الوطني الليبي» وإلى انسحابه من المناطق التي سيطر عليها أخيراً.

في غضون ذلك, دعت المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، الأطراف المتقاتلة في ليبيا إلى احترام قواعد القانوني الدولي، محذّرة من عواقب ارتكاب أي جرائم تدخل في اختصاص المحكمة التي تتخذ من لاهاي الهولندية مقراً لها. وقالت بنسودا في بيان أمس الثلاثاء: «يساورني بالغ القلق بشأن تصاعد أعمال العنف بليبيا في سياق النزاع الذي اندلع مجدداً والذي نشأ عن تقدم الجيش الوطني الليبي صوب طرابلس، وما يتصل بذلك من القتال مع القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني».

وأضافت: «وبصفتي المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية (المحكمة)، أهيب بجميع الأطراف والجماعات المسلحة المشارِكة في القتال أن تحترم قواعد القانون الدولي الإنساني احتراماً

ويشمل ذلك اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، بما فيها المدارس، والمستشفيات، ومراكز الاحتجاز. وأحض جميع أطراف النزاع على عدم ارتكاب أي جرائم تدخل في اختصاص المحكمة، ولا سيما أن يتكفل القادة بعدم ارتكاب مرؤوسيهم تلك الجرائم».

وقالت المدعية الدولية: «أذكّر جميع الأطراف بأن كل من يحرض على ارتكاب تلك الجرائم أو ينخرط في ارتكابها، بما في ذلك عن طريق الأمر بارتكابها أو طلبها أو التشجيع عليها، أو الإسهام بأي طريقة أخرى في ارتكاب الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة، سيكون عرضة للمقاضاة. وأذكّر أيضاً جميع القادة، العسكريين والمدنيين، الممسكين بزمام التحكم الفعلي في قواتهم والسيطرة عليها وقيادتها، بأنهم أنفسهم قد يحمّلون المسؤولية الجنائية عن الجرائم التي يرتكبها مرؤوسوهم. فالقانون واضح: إذا كان القادة قد علموا، أو يفترض أن يكونوا قد علموا، أن الجرائم تُرتكب، ولم يتخذوا جميع التدابير اللازمة والمعقولة لمنع ارتكابها أو قمعه، أو أهملوا في اتخاذ تلك التدابير، فإنهم قد يحمّلون المسؤولية الجنائية على نحو منفرد».

وجاء في البيان أن مكتب المدعية العامة للمحكمة الجنائية «يحقق حالياً في دعاوى عدة في الحالة في ليبيا... إنني لن أتردد في التوسع في تحقيقاتي وفي أعمال المقاضاة المحتملة بحيث تشمل أي حوادث جديدة تقع فيها جرائم تدخل في اختصاص المحكمة، مع الاحترام التام لمبدأ التكامل. وينبغي ألا يرتاب أحد في تصميمي بهذا الصدد».

قد يهمك أيضا:

الجيش الليبي يسيطر على معسكر للميليشيات قرب طرابلس ودعوات دولية لوقف القتال

الحاسي يُؤكّد أنّ الجيش الوطني الليبي لم يتلقَّ دعمًا دوليًّا

 

 

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السراج يحذّر أوروبا من تدفق اللاجئين وحفتر يرفض وقف المعارك السراج يحذّر أوروبا من تدفق اللاجئين وحفتر يرفض وقف المعارك



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 03:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

11 قتيلا وعشرات الجرحى إثر حادث دهس في سوق بألمانيا

GMT 08:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:03 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مدحت صالح يروى صفحات من قصة نجاحه على المسرح الكبير

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab