إيمانويل ماكرون يواجه تحديات كثيرة على رأسها تنفيذ الإصلاحات العمالية المثيرة للجدل
آخر تحديث GMT15:04:23
 العرب اليوم -

في محاولة لإنهاء ثقافة الوظائف الأبدية في فرنسا ضد المعارضة الشديدة من النقابات

إيمانويل ماكرون يواجه تحديات كثيرة على رأسها تنفيذ الإصلاحات العمالية المثيرة للجدل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إيمانويل ماكرون يواجه تحديات كثيرة على رأسها تنفيذ الإصلاحات العمالية المثيرة للجدل

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
 باريس ـ مارينا منصف

يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تحديات كثيرة من أهمها تنفيذ الإصلاحات العمالية المثيرة للجدل في محاولة لإنهاء ثقافة الوظائف الأبدية في فرنسا، ضد المعارضة الشديدة من النقابات العمالية المتشددة، وقد تندلع تظاهرات في الشوارع بعد العطلة الصيفية في سبتمبر / أيلول.

ومن المتوقع أن تسفر الانتخابات البرلمانية التي ستجري، الأحد، عن حصول حزب الرئيس على أغلبية ساحقة، على الرغم من أن الإقبال المنخفض يعني أن 14 في المائة فقط من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم في الجولة الأولى من الأسبوع الماضي. ومن المرجح أن تعطي الانتخابات منصة معارضة لليساري المتطرف جان لوك ميلينتشون، في خضم محاولة الفوز بدائرة انتخابية مركزية في مرسيليا. وهي تشمل الدائرة الثالثة في ميناء البحر المتوسط، وهي أشد المناطق فقرا في البلاد، حيث يعيش أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر.

وفي الساعات الأخيرة من الحملة الانتخابية، سلم هندريك دافي، وهو ناشط في ميلينشون، نشرة انتخابية إلى امرأة مسلمة سوداء في مرسيليا الشمالية. وتقول دافي (39 عاما)، وهي باحثة علمية مع لحية قريبة من الشعر، وشعر أشقر، في شكل ذيل حصان، "لا تقلق، أنا أصوت لك".

والسيد ميلينشون، 65 عاما، وهو خطيب ناري يعشق هوغو تشافيز وماو تسي تونغ، يأمل في تحويل جمهوره إلى محط استياء. ويدعو إلى "مقاومة" لخطط السيد ماكرون لخفض ضرائب الشركات، وتفويض المزيد من الصلاحيات للشركات للتفاوض مع العمال على الأجور وشروط العمل.

وقال السيد ميلينشون في اليوم الأخير من الحملات: "إذا كنت تعتقد أن عمال هذه البلد والأجراء سيكونون في حالة رخاء حيث تبرز كل المجلات اللامعة صور الرئيس الشاب المبتسم، السيد ماكرون، فأنت تحلم. وأضاف "هذه هي فرنسا، وأن قرنا ونصف من النضال من أجل الحقوق المكرسة في قانون العمل، لن يتم القضاء عليه من خلال ضربة قلم، وسيكون هناك صراع". ويتوقع السيد دافي، والذي يقود بنفسه حملة السيد ميلينشون في دائرة أخرى من مرسيليا، وقوع احتجاجات عنيفة.

وأضاف دافي، والذي ولد في نفس اليوم الذي ولد فيه الرئيس "عاجلا أم آجلا البلاد ستنفجر خلال فترة حكم ماكرون، سيخرج الناس إلى الشوارع، وإذا زادت وطأتها سيكون ناك وفيات،  والسؤال هنا، كيف سيتصرف؟". وتستعد النقابات العمالية الأقوى في مرسيليا، Workers’ Force ، لمواجهة عنيفة مع حكومة ماكرون.

وأوضح فرانك بيرغاميني، رئيس فرع مرسيليا النقابي، قائلًا "لقد عارضنا إصلاحات العمل التي وضعت من خلال الحكومة الأخيرة، والتي قال ماكرونأنها لم تكف، وعارضهم نشطاءنا أكثر من اثني عشر مرة في العام الماضي ونحن "نتوقع حشدهم مرة أخرى هذا العام". وأكد السيد بيرغاميني أن الحركة ستحاول أولا أن تنتزع تنازلات من السيد ماكرون من خلال المفاوضات، إلا أنه أضاف أن تلك المفاوضات ربما تبوء بالفشل. وقال السيد بيرغاميني، 36 عاما، "لن يرغب ماكرون في احتجاجات كبيرة في الشوارع في وقت مبكر من ولايته". وإذا غير من مساره، فلن تكون هناك حاجة للتظاهر، ولكننا لن ندع أنفسنا عرضة للقمع".

وقالت نازيا جداي (43 عاما)، وهي تطل على ابنتها بينما تلعب في ساحة مظللة بالأشجار في منطقة بانير التاريخية، "نحن جميعا نحب ميلينشون. نعتقد أنه يمكنه إدارة الأمور والدفاع عن الشعب. نحن نريد شغل وظائف لكنهم يغلقون الباب أمامنا، نشعر بالكبت". وقال شخص آخر ويدعى جيان بيري أمبروسينو، 47 عامًا،"ميلينشون يعطينا الأمل ضد أفكار ماكرون، التجار يكافحون، ونحن بحاجة إلى شخص ما للوقوف بجانبنا ".

 فالعديد من فقراء مرسيليا غاضبون من الإسكان المتدهور ووسائل النقل السيئة التي تصل بالعقارات التي تجتاحها الجريمة. وهناك استياء من تطورات حدثت في المدينة والتي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الجنيهات مثل ملعب كرة القدم الذي تم تجديده، ومراكز التسوق الجديدة ومتحف "موسم" الذي افتتح قبل أربع سنوات. ومن المتوقع أن يصوت العديد من المناطق لمرشحين السيد ماكرون، لمنح الرئيس الأغلبية للتغيير الذي يسعى إليه.

وبيّن فيليب بوجول، الصحافي الحائز على جائزة، أن الفساد المتأصل جذوره في مرسيليا وممارسات الرعاية السياسية، سيشكل تحديا صعبا لنواب الرئيس. وأضاف "بمجرد أن يكونوا في منصبهم، سيأتي الناس يسألون عن مزايا، وظائف لأفراد العائلة في مستشفى محلي، عقود، أو امتيازات خاصة للنقابات، وسيتعين عليهم أن يقولوا لا لأنهم لا يعملون في نظام مرسيليا الذي يتسم  بالمحسوبية. ومن شأن ذلك أن يثير الغضب الذي يمكن أن يترجم إلى أصوات انتخابية إما لليمين المتطرف أو اليسار المتطرف في الانتخابات المقبلة ". وتابع "أن التباطؤ في التأثير هو عادة اخر في مرسيليا سيواجهه شعب ماكرون".

وجاءت العلاقة بين الجريمة المنظمة والسياسيين المحليين، للسيطرة على مرسيليا في سنوات ما بعد الحرب مع تراجع الميناء الصناعي. وبلغت ذروتها شبكة "فرنسي كونكشن" الشهيرة، وهي شبكة لتهريب المخدرات وهربت للولايات المتحدة ما يقرب من 90 في المائة من الهيروين، في أواخر الستينيات، وحظيت بحماية السلطات المحلية إلى حد ما. واليوم، تتاجر العصابات المدججة بالسلاح بالقنب والكوكايين في العديد من المناطق الشمالية في مرسيليا.

وبما أن السيد ماكرون يفكك "قانون العمل" المكون من 3000 صفحة في محاولة لإعطاء الشركات مزيدا من الحرية للتكيف والتوسع، فإن العمال الفرنسيين سيحتاجون إلى تذكير دائم بأن الهدف ليس حرمانهم من حقوقهم، ولكن لخلق المزيد من فرص العمل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيمانويل ماكرون يواجه تحديات كثيرة على رأسها تنفيذ الإصلاحات العمالية المثيرة للجدل إيمانويل ماكرون يواجه تحديات كثيرة على رأسها تنفيذ الإصلاحات العمالية المثيرة للجدل



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 العرب اليوم - تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 20:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منتخب الكويت يتعادل مع عمان في افتتاح خليجي 26

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:46 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab