داعش يستخدم سلاح العبوات الناسفة لإبطاء تقدم الجيش العراقي في بلدة برطلة
آخر تحديث GMT03:47:03
 العرب اليوم -

أغرق الموصل بالمواد المتفجرة وحفر الخنادق وغمرها بالنفط لإشعال النيران

"داعش" يستخدم سلاح العبوات الناسفة لإبطاء تقدم الجيش العراقي في بلدة برطلة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "داعش" يستخدم سلاح العبوات الناسفة لإبطاء تقدم الجيش العراقي في بلدة برطلة

سلاح العبوات الناسفة طريق داعش لإبطاء تقدم الجيش العراقي
 واشنطن يوسف مكي

اتسم تنظيم "داعش" ببراعته الفائقة في استخدام كميات كبيرة من العبوات الناسفة، من أجل إبطاء تقدم الجيش العراقي، وهو الأمر الذي يظهر بوضوح في بلدة برطلة، والتي كانت يومًا ما ذات أغلبية مسيحية أشورية قبل استيلاء التنظيم المتطرف عليها في عام 2014، ووجد فيها كميات مهولة من القنابل.

وتمكن مقاتلو الجيش العراقي من تفكيك 30 عبوة ناسفة، في الطريق إلى البلدة العراقية الصغيرة، بينما كانت الألغام مرئية على جانبي الطريق ذو الطبيعة الصحراوية، في حين كان هناك عبوتان ناسفتان أخيريتان عند مدخل كنيسة السريان الأرثوذكس المتواجدة داخل البلدة.

وربما لم يكن الملازم هودر يرغب في أن يكون يومًا ما أحد أعضاء فريق ضبط المفرقعات، لا سيما وأنها الوظيفة الأقل شعبية في الجيش العراقي، إلا أن تعيينه في هذه المهمة قبل عامين، بعد انتقاله مباشرة من الأكاديمية العسكرية في العاصمة العراقية بغداد، لم يجعل أمامه أي خيارات أخرى. ومنذ ذلك الحين تمكن الرجل من تفكيك مئات المواد الناسفة، والتي اتخذت أشكالًا مختلفة، من بينها الثلاجات، أجهزة التلفزيون، والأثاث، وحتى الجثث.

وأوضح الرائد هشام كاتيا، أحد قيادات فرقة النخبة الذهبية العراقية، أنه كان بإمكانهم تحقيق نتائج أسرع وأفضل على "داعش" في برطلة، عندما اقتحموها الأسبوع الماضي، إلا أنهم بالفعل أجادوا استخدام سلاح العبوات الناسفة في إبطاء حركة القوات العراقية، وزخرت المنازل والطرق والأنفاق بالمواد المتفجرة، والتي كان ينبغي التعامل معها بحذر شديد.

وتجد في الأزقة المتعرجة على جانبي الطريق الرئيسي إلى البلدة العراقية، أثارًا للمواد المتفجرة التي زرعها التنظيم في كل أنحاء المدينة، ويبقى دوي أصوات الطائرات المشاركة في قصّف معاقل التنظيم، وإطلاق نيران المدفعية التابعة للجيش العراقي مسيطرة على المشهد، لا سيما وأن المنطقة مازالت لم تتطهر بالكامل من بقايا التنظيم المتطرف. وعندما تسير في البلدة تجد أحد مقاتلي التنظيم مقتولًا تحت أنقاض أحد المنازل المنهارة من جراء القصف الجوي المتواتر، بينما تظل رسوم الجرافيتي أحد الأنشطة التي مارستها الميليشيات المتطرفة، فترى على بقايا الحوائط المتصدعة عبارات على غرار "الله أعلى من الصليب".

وأغرق مقاتلو داعش، والذين يقدر عددهم بين أربعة وثمانية ألاف مقاتل، الموصل أيضًا بالمواد المتفجرة سواء في المنازل أو الأنفاق أو حتى الطرق المؤدية إليها، وحفروا الخنادق وغمروها بالنفط حتى يمكنهم إشعال النيران فيها، وقاموا بكافة الاستعدادات من أجل استخدام سكان المدينة من المدنيين، والذين يبلغ عددهم حوالي مليون ونصف نسمة، كدروع بشرية.

ولم تتوقف أسلحة داعش عند هذا الحد، ولكن لديهم وفرة أيضًا في المقاتلين المتطرفين، وأطلقوا عشرات الشاحنات المفخخة ضد مقاتلي البشمركة الأكراد، والذين يتقدمون نحو المدينة من الشرق والشمال الشرقي، وتتقدم القوات العراقية، بقيادة وحدة مكافحة الإرهاب من الجهة الجنوبية والجنوب الغربي. وأكد أحد كبار مسؤولي الجيش الأميركي أن عملية الموصل ستكون طويلة، حيث أن تحريرها من قبضة الميليشيات المتطرفة ربما يستغرق وقتًا طويلًا للغاية.

ويلات الحروب التي شهدتها بلدة برطلة، تضع صورة جديدة للدمار الذي يحدثه التنظيم المتطرف أينما ذهب، في ظل إقدامه على تخريب وتدمير كل ما يرونه دنسا، وأحرقوا صالون تجميل للسيدات تمامًا، في حين اقتحموا مدرسة مسيحية وكنيسة ليدمروا صلبانها.

وعندما تدخل الكنيسة تجد صفوفًا من المقاعد المقلوبة والمدمرة، وكتبًا تتحدث عن الأدب المسيحي ممزقة، حتى المقابر اقتحموها وجعلوا منها قاعدة صواريخ، وأزاحوا اللوحات الحجرية، واستخدم مقاتلو التنظيم الأقبية كغطاء أثناء القصف المدفعي الذي يستهدفهم. وربما كانت لحظة وجيزة تلك التي سمع فيها جرس الكنيسة يدق مجددًا، عبر المدينة التي أصبحت خالية تمامًا من السكان، إلا أن ذلك لم يكن مقصودًا، حيث أن أحد قيادات الجيش انتزع الحبل المربوط بالجرس. وأصبحت قوات الفرقة الذهبية بمثابة شعاع الأمل العسكري الجديد للعراق، في ظل المعاناة النفسية واللوجيستية التي يشعر بها القوات العراقية في المرحلة الراهنة، حيث يسيرون بين أطلال المدينة في حالة من التباهي والثقة بسبب ما أنجزوه.

وتمكنت قوات النخبة العراقية من السيطرة على معظم، أجزاء برطلة، وذلك بدعم من قبل عمليات القصف الجوي التي تشنها قوات التحالف الدولي ضد "داعش"، بقيادة الولايات المتحدة، وذلك خلال 48 ساعة فقط من القتال، وأدت المعارك التي خاضوها إلى مقتل وإصابة حوالي 50 مقاتلًا.

إلا أن البراعة القتالية التي يتسمون بها ربما لا تقدم حلولًا كبيرة للقنابل والمتفجرات التي تزخر بها الطرق والمنازل والأنفاق في البلدة العراقية، ويظل الملازم هودر وشركائه في معاناتهم من جراء المشاكلة التي يواجهونها في هذا الإطار. وفقد فريق الملازم هودر بالفعل إثنين من أعضائه في حوادث سابقة في أماكن أخرى، أثناء قيامهم بتفكيك عبوات ناسفة أو ألغام قام التنظيم بزراعتها، لا سيما وأنهم لا يملكون أدوات ومعدات متقدمة يمكنها مساعدتهم في تحقيق مهامهم بالكفاءة والسرعة المطلوبة.

وأوضح الملازم هودر، قائلًا "يبدو أن مشكلة العبوات المتفجرة والمواد الناسفة معقدة للغاية، وستستغرق وقتًا طويلًا حتى يمكننا التعامل معها، لا سيما وأنه ليس لدينا معدات متخصصة يمكنها التعامل مع مثل هذه المواقف. فنحن لا نملك أجهزة الكشف عن الألغام، وبالتالي فليس أمامنا سوى شيئين فقط يمكننا الاعتماد عليهما للقيام بمهامنا، وهما عينانا وأصابعنا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش يستخدم سلاح العبوات الناسفة لإبطاء تقدم الجيش العراقي في بلدة برطلة داعش يستخدم سلاح العبوات الناسفة لإبطاء تقدم الجيش العراقي في بلدة برطلة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab