انطلاق  الانتخابات التشريعية  في الجزائر وسط أجواء من التوتر والاعتقالات
آخر تحديث GMT11:10:29
 العرب اليوم -

انطلاق " الانتخابات التشريعية " في الجزائر وسط أجواء من التوتر والاعتقالات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - انطلاق " الانتخابات التشريعية " في الجزائر وسط أجواء من التوتر والاعتقالات

الانتخابات في الجزائر- صورة أرشيفية
الجزائر - العرب اليوم

تفتح مكاتب الانتخاب بالجزائر اليوم أبوابها لاستقبال حوالي 23 مليون ناخب، سيختارون 407 نواب في استحقاقات تشريعية غير عادية، ميزها عشية انطلاقها اعتقال وجوه بارزة في المجتمع، عرفوا برفضهم الشديد للانتخابات. فيما تعهد الرئيس عبد المجيد تبون بـ«إنهاء سياسة الحصص»، التي كانت تعد قبل أي انتخاب في السابق، وتمنح حسبه لأحزاب ومرشحين مستقلين خارج إرادة الناخبين.
ويتنافس على الأصوات 28 حزبا بـ646 لائحة مرشحين، إضافة إلى 837 لائحة مستقلين. ولأول مرة في تاريخ الانتخابات التشريعية يتفوق المستقلون على المترشحين الحزبيين من حيث العدد، ويعكس ذلك إرادة من جانب السلطات العليا، التي شجعت نشطاء تنظيمات المجتمع المدني والشباب غير المنخرط في أحزاب، على الالتحاق بكثرة بمقاعد البرلمان، والذين قال تبون عنهم إنه يعتزم أن يجعل منهم «ركيزة أساسية» في حكمه.
ويشارك «الإسلاميون» بقوة في المعترك الانتخابي، تمثلهم أربعة أحزاب هي «حركة مجتمع السلم»، و«جبهة العدالة والتنمية» (معارضتان)، و«حركة البناء الوطني» و«حركة النهضة» (مواليتان للسلطة). كما انخرط في ديناميكية الانتخابات أحزاب تؤيد سياسة الرئيس تبون، لكنها من مشارب سياسية أخرى، أهمها «جيل جديد» (ليبرالي)، و«جبهة المستقبل» (تيار محافظ).
ويغيب عن الموعد «جبهة القوى الاشتراكية»، و«حزب العمال»، و«التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، وهي أحزاب معارضة اعتبرت الانتخابات «عديمة المصداقية»، وقال قادتها إنهم يضمون أصواتهم إلى صوت الحراك بخصوص رفض الاستحقاق. كما بررت غيابها بـ«جو التوتر الذي يميز الانتخابات بسبب كثافة الاعتقالات، وتكميم الإعلام وإغلاقه على المعارضة».
وتشرف على تسيير العملية الانتخابية «سلطة وطنية مستقلة للانتخابات»، تم استحداثها بقانون عضوي عشية انتخابات الرئاسة 2019، وتكفلت باستفتاء تعديل الدستور العام الماضي أيضا. وعمليا فإن الجهة التي تسير الانتخاب، ماديا وبشريا، هي وزارة الداخلية، لهذا ترى المعارضة أن «سلطة الانتخابات» التي يرأسها وزير العدل السابق محمد شرفي، «وجدت للديكور وحسب».
ويرجح بأن منطقة القبائل بشرق العاصمة ستقاطع الاستحقاق بشكل واسع، كما كان الحال في كل الاستحقاقات السابقة، وذلك لوجود قناعة لدى سكانها بأن «النظام يخدم أجنداته الخاصة بواسطة الانتخابات». وقد تم في «تشريعيات» 2002 حرق مكاتب انتخاب بمحافظة تيزي وزو، كبرى ولايات القبائل الأمازيغية. وقد واجهت كل الأحزاب صعوبات كبيرة في إيجاد مرشحين لها من هذه المنطقة، التي تعارض النظام منذ الاستقلال، رغم إدراج لغة سكانها الأمازيغية في الدستور كلغة وطنية ورسمية، مثل اللغة العربية.
وتجري الانتخابات في ظروف غير طبيعية، خاصةً في العاصمة، حيث حظرت قوات الأمن مظاهرات الحراك الشعبي باستعمال القوة، منذ أربعة أسابيع، واعتقلت العشرات من النشطاء. فيما تشهد العاصمة منذ شهر تواجدا مكثفا لرجال الأمن، ما خلف انطباعا بأن حدث الانتخابات محفوف بالمخاطر. وكانت الحكومة أدخلت تعديلا على القانون الجنائي، ينص على إنزال عقوبة السجن 20 سنة، ضد أي شخص يمنع أي ناخب من التصويت، أو يخرب مكتب أو صندوق الانتخاب.
واتهم تبون المتظاهرين بـ«استفزاز رجال الأمن بهدف جرهم إلى استخدام القوة ضدهم». وقال عنهم إنهم «مخترقون» من طرف حركتين سياسيتين، صنفتهما الحكومة كتنظيمين إرهابين، هما «رشاد» الإسلامية التي يوجد قادتها في أوروبا، و«حركة استقلال منطقة القبائل»، التي ينتشر أنصارها بكثرة في ولايات القبائل. وقد طالت الاعتقالات في الأسابيع الماضية مناضلين سياسيين، وناشطين في جمعيات وصحافيين، وتجاوز عدد مساجين الحراك 200.
ومساء أول من أمس، اعتقلت قوات الأمن المناضل السياسي البارز كريم طابو، قرب بيته جنوبي العاصمة. كما اعتقلت الصحافي إحسان القاضي، مدير الصحيفة الإلكترونية «ماغراب إيمرجانت». وفي نفس التوقيت تقريبا، تم اعتقال الصحافي خالد درارني مراقب «مراسلون بلا حدود»، الذي قضى العام الماضي 11 شهرا في السجن، بتهم تتعلق بتغطياته احتجاجات الحراك، لكن أفرج عنه بعد أن أدانه القضاء بالسجن عامين، وتم استئناف الحكم.
كما جرى اعتقال ثلاثة نشطاء آخرين، بحسب «اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين». ولا يعرف رسميا أسباب موجة الاعتقالات عشية الانتخابات، لكن يعرف عن هؤلاء المناضلين والصحافيين، انخراطهم في حملة رفض الانتخابات.
ودعا عدد كبير من الناشطين، أغلبهم محامون وصحافيون وأساتذة وطلاب بالجامعة، في بيان إلى مقاطعة الانتخاب، بحجة أن البلاد «تشهد حالة طوارئ غير معلنة، وحصارا خانقا لكل الساحات العمومية، ومنعا للمظاهرات السلمية الداعية لتغيير النظام، في حين يجري الترويج في قطاع من الإعلام لموعد يدخل حتما في سياق المواعيد التي يفرضها النظام لمنع الشعب من التغيير الحقيقي ومن بناء نظام ديمقراطي».

قد يهمك ايضًا:

الرئيس الجزائري يصدر قرارا عاجلا لتوفير الطاقة النظيفة

العاهل السعودي وولي عهده يعزيان الرئيس الجزائري في ضحايا الفيضانات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انطلاق  الانتخابات التشريعية  في الجزائر وسط أجواء من التوتر والاعتقالات انطلاق  الانتخابات التشريعية  في الجزائر وسط أجواء من التوتر والاعتقالات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab