أكد وزير الخارجية البريطاني الأسبق اللورد أوين، على أن البرلمان البريطاني خذل البلاد، إذ لفت بكل صراحة إلى أن البرلمانيين البريطانيين بائسون ومحاطون بنوع من العقيدة لا يستطيعون التوقف عن الإيمان به، ونجحوا بالفعل في إقناع أنفسهم بأنهم مخولون بطريقة غريبة لإحباط عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ونسوا أنهم صوّتوا لصالح الاستفتاء أكثر من 500 فعلوا ذلك.
وأضاف وزير الخارجية البريطاني الأسبق: "على البرلمان قبول أن الأمر خرج عن يديه، لكن الأعضاء لا يمكنهم قبول ذلك، هذا هو الشيء المحبط، وأعتقد بأن هناك نوابا من حزب المحافظين، وبأعداد كبيرة يفهمون مدى خطورة عدم مغادرة الاتحاد الأوروبي، وفي نهاية اليوم، هذا ما يهم (هل هم على استعداد لوضع أولوية بلادهم قبل حزبهم؟)".
كان اللورد أوين وزير خارجية بريطانيا، وهو من الرجال الأكثر دبلوماسية، وهو الآن في الثمانين من عمره، وأوضح "نحن في وضع سياسي خطير للغاية، أعتقد بأن الوقت ينفد منا، كما نفد صبرنا، وأعتقد بأن هذا الوضع أصبح خطيرا بكل معنى للكلمة".
وتزايد قلق اللورد أوين، منذ 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، بسبب تبادل الرسائل مع رئيسة الوزراء، في محاولة لإقناعها بمزايا إعداد موقف احتياطي إذا قام الاتحاد الأوروبي بتدمير خياره المفصل، وبموجب خطته، وكما هو محدد في اتفاقية الانسحاب الجديدة، ستبقى المملكة المتحدة في المنطقة الاقتصادية الأوروبية (EEA) بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي في 31 مارس/ آذار 2019 حتى 31 مايو/ أيار 2021.
وقال: "أنا لا أتحدّث عن ما أريده، فلم يعد الأمر يتعلق الآن بتفضيل شخصي، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سبب هذه الفوضى، لذا علينا أن نفرز هذا الشيء سريعا جدا".
ويأسف اللورد أوين لعدم قيام ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء السابق، بإنهاء إجراءات التحكيم وحقيقة أنه لم يتم إجراء أي استعداد على الإطلاق لهذه النتيجة، وبعد أن وعد بأنه سيبقى ويفعل ما أراده الشعب، فعل كاميرون كما فعل وعد ويلسون وكالاهان في عام 1975.
وأوضح "السياسيون الموضوعيون لا يبتعدون فقط، والبرلمان دخل في أزمة من اليوم الأول، ثم وجدنا أن الخزانة فارغة، ولم تقم الخدمة المدنية بأي عمل على الإطلاق".
ويرى أن المادة 50 تشكل مشكلة أخرى، قائلا: "المادة 50 ليست مفاوضات، سأظل أذكر الناس بذلك"، مضيفا "تم تصميم المادة 50 من قبل اللورد كير على أن لا يتم استخدامها أبدًا، لم يظن أنه من المستحيل أن تكون الحكومة غبية بالقدر الكافي للقيام بذلك لأن المادة كانت مرجحة للغاية ضد خروج البلاد"، مشيرا "الـ27 دولة في الاتحاد الأوروبي تريد أن تتوصل إلى اتفاق، يجب عليهم الحصول على موافقة البرلمان الأوروبي".
ويرى أن صفقة التشيكرز مثيرة للاشمئزاز، قائلا "إنها قائمة أمنيات، وليست موقفا تفاوضيا، والكثير من الموظفين الحكومين يعرفون أنها لن تدوم، والسيدة ماي تعرف ذلك أيضا، إنها ليست غبية إذا كانت تتحدث عن ذلك بصدق، فهي لن تخبرك إلى أين ستتحرك وتسلم بارنيه".
ويلفت "الفشل في الاستعداد للخروج من منظمة التجارة العالمية من الاتحاد الأوروبي، والرجوع إلى شروط منظمة التجارة العالمية، أمر خاص"، وأضاف "اقتنعت رئيسة الوزراء بنفسها بأن الخروج من منظمة التجارة العالمية سيكون ضارًا، ولكن إذا كان لديها استعداد حقيقي لذلك، فإن أول ما قمت به هو شراء المزيد من العبارات المتدحرجة، وإنشاء نمط من تجارة الشاحنات الأوروبية التي انتشرت على نطاق أوسع من ساوثهامبتون، وفيليكسستوي ودوفر، كان عليها استخدام بعض منافذ الساحل الشرقي إذا كانت جادة في ذلك، ولكنها ليست جادة".
وفي ما يخص رغبة الشعب البريطاني، قال اللورد أوين: "حسنا، هذا هو السبب في أنني أعتقد بأن الأمر خطير جدا، لن يكون حتى مجرد فتيل بطيء، سيعرفون أن هذا انفجار، الأمور ستزداد سوءا، ولن يصدق الشعب السياسيين، وهناك بالفعل نخبة لا يستمعون إليهم".
ويرى اللورد أنه أصعب من الصعب فك الارتباط مع أوروبا، لكن ربما ستكون هناك مجموعة جديدة كاملة من القصص المخيفة مع رئيسة الوزراء المخادعة، ستبعث بعض الأمل لدى الشعب البريطاني، حيث تخزين الطعام والشراب والدواء، في حالة عدم التوصل إلى اتفاق لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وباعتباره محاربا قديما في المفاوضات الدولية، أمضى اللورد أوين 6 أعوام في أفريقيا في التفاوض مع روبرت موغابي وإيان سميث، وفي البلقان مع ملاديتش وكاراديتش، ولذلك أكد أن الاتحاد الأوروبي لن يسمح لبريطانيا ببناء نفسها، نتيجة المبادئ الأربعة الفيدرالية، موضحا أن خطة تيريزا ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي ستنتهي بطريقة سيئة.
أرسل تعليقك