داعش يعاقب فنانًا عراقيًا بالجرافيتي قبل إعدامه بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة
آخر تحديث GMT08:36:06
 العرب اليوم -

بسبب النقوش التي رسمها على الحوائط في الشوارع لانتقاد التنظيم المتطرف

"داعش" يعاقب فنانًا عراقيًا بالجرافيتي قبل إعدامه بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "داعش" يعاقب فنانًا عراقيًا بالجرافيتي قبل إعدامه بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة

تنظيم "داعش" يعاقب فنانًا عراقيًا بالجرافيتي قبل إعدامه
لندن ـ كاتيا حداد

عاقب تنظيم "داعش"، فنانًا عراقيًا، بالجرافيتي قبل إعدامه بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة، وذلك بسبب النقوش التي رسمها على الحوائط في شوارع العراق، لانتقاد التنظيم المتطرف.وكان أعضاء التنظيم صورا لقطات لهم أثناء قيامهم بالرسم على جبهة الرجل، باستخدام نقوش سوداء، قبل إطلاق النار على رأسه مباشرة. وأضافت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن التنظيم نفذ عملية إعدام جماعي بعد قتل الفنان العراقي لمجموعة من الرجال تم اتهامهم بالتجسس، ونشر التنظيم الفيديو لأعمال القتل الشنيع التي ارتكبتها الميليشيات المتطرفة، بالتزامن مع هجوم عسكري ضخم، مدعوم من قبل التحالف الدولي، وذلك لاستعادة مدينة الموصل شمال العراق.

ويظهر في الفيديو، والذي تبلغ مدته 11 دقيقة، المدانيين من قبل التنظيم راكعين، بينما استخدم أحد المقاتلين الرش الأسود على جبهة فنان الجرافيتي، قبل أن يقوم أخر بقتله ببندقيته من مسافة قريبة. ويظهر خمسة رجال في نفس الفيديو معصوبي الأعين، ويرتدون ملابس برتقالية اللون، حيث جاءت بهم الميليشيات المتطرفة من وسط مدينة الموصل العراقية، في وسط حشود كبيرة من سكان المدينة، حيث أن التنظيم المتطرف اتهامهم بأنهم جزء من حركة مناوئة له.

داعش يعاقب فنانًا عراقيًا بالجرافيتي قبل إعدامه بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة

وخلال الفيديو، والذي يحمل عنوان "ردع المستأجرون"، قامت الميليشيات التي كانت ترتدي ملابس عسكرية بتركيع الرجال المدانون، بينما وقفت الميليشيات المسلحة ورائهم، حاملين المسدسات، وظهر بعد ذلك الأشخاص المتهمون مقتولون برصاصات أصابتهم في مؤخرة الرأس.

ويعدّ شريط الفيديو بمثابة تحذير مرعب، من قبل الميليشيات المتطرفة لسكان مدينة الموصل العراقية، حيث أنه يأتي في الوقت الذي تقوم فيه الجماعة بالهجوم العسكري المنتظر عليها بالحفر في كل أنحاء المدينة. وأضافت الصحيفة أن الهجوم على الموصل، والذي سيتضمن قواتا عراقية وكردية، ومدعومًا من قبل القوات الجوية الأميركية، طال انتظاره، وتحركت بالفعل قوافل القوات العراقية والكردية نحو شرق مدينة الموصل، بينما بدأ القصف الأميركي في استهداف معاقل التنظيم المتطرف.

داعش يعاقب فنانًا عراقيًا بالجرافيتي قبل إعدامه بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة

وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن في وقت سابق عن بدء العمليات العسكرية لتحرير مدينة الموصل في كلمة أذاعها التلفزيون الرسمي في العراق، لتنطلق أصعب معركة تواجهها البلاد منذ رحيل القوات الأميركية عن البلاد قبل خمسة أعوام.

وتعتبر الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، يقطنها أكثر من مليون مواطن مدني، وفقًا للتقديرات التي أعلنتها منظمة الأمم المتحدة، حيث أنها تقع تحت قبضة تنظيم "داعش" منذ عام 2014. وقال العبادي في خطابه، موجهًا حديثه لسكان المدينة العراقية، أن "هذه القوات تأتي إليكم بهدف تحريركم. ليس لديهم سوى هدف واحد فقط ألا وهو التخلص من تنظيم داعش وحماية كرامتكم. إنهم هناك الان من أجلكم، وسننتصر إن شاء الله".

داعش يعاقب فنانًا عراقيًا بالجرافيتي قبل إعدامه بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة

وأكدت "ديلي ميل" في تقريرها المنشور الإثنين، أن عملية استعادة الموصل تعدّ بمثابة أكبر عملية عسكرية تقوم بها الحكومة العراقية منذ انسحاب القوات الأميركية في عام 2011، كما أنها ستعتبر، في حال نجاحها، أكبر ضربة عسكرية يتلقاها التنظيم المتطرف. وتعهد رئيس الوزراء العراقي أن يكون القتال من أجل تحرير الموصل، هو بداية لتحرير كل الأراضي العراقية من المتشددين قبل نهاية هذا العام.

وفي واشنطن، قال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أن التحرك العسكري من أجل تحرير مدينة الموصل هو بمثابة لحظة حاسمة، في إطار حملة كبيرة تهدف إلى إلحاق المزيد من الهزائم بالتنظيم المتطرف.

داعش يعاقب فنانًا عراقيًا بالجرافيتي قبل إعدامه بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن القوات العراقية تحتشد حول المدينة خلال الأيام الماضية، حيث أنه من المتوقع أن تقوم القوات الخاصة بقيادة القوات خلال المعركة داخل المدينة، إضافة إلى الميليشيات الكردية ومقاتلي العشائر السنية، وقوات الشرطة الاتحادية وكذلك الميليشيات الشيعية.

وكشفت الصحيفة أن وحدات الجيش العراقي تتمركز في قاعدة القيارة العسكرية جنوب المدينة، في حين تحتشد الميليشيات الكردية في الشمال والشرق، موضحة أن المدينة ذات الأغلبية السنية كانت مركزًا للتمرد ضد الحكومة العراقية المركزية منذ الاحتلال الأميركي للعراق في عام 2003، وحذّر عدد من المسؤولين العراقيين من تداعيات سلبية محتملة من جراء التحرك العسكري في الموصل، دون الوصول إلى اتفاق سياسي حول الكيفية التي ستكون عليها المدينة بعد تحريرها.

داعش يعاقب فنانًا عراقيًا بالجرافيتي قبل إعدامه بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة

وأعلن أموزجار طاهر، وهو أحد القيادات العسكرية في الميليشيا الكردية المعروفة باسم البشمركة، أن قواته لن تتحرك إلا لاستعادة السيطرة على القرى التي تحظى بأغلبية مسيحية أو كردية في شرق المدينة، موضحًا أنهم لن يدخلوا المدينة بسبب الحساسيات الطائفية. وأكد قائد القوات العراقية الخاصة علي حسين أن الميليشيات الكردية ستقوم بالهجوم الأول من شرق المدينة، مشيرًا إلى أنه يتوقع أن قواته ستبقى بالقرب من مدينة خازار ليوم أخر أو يومين.

وسقطت مدينة الموصل العراقية في قبضة التنظيم المتطرف في حزيران/يونيو 2014، حيث تمكنت الميليشيات وقتها من السيطرة على أكثر من ثلث الأراضي العراقية، لتضع البلاد في أكبر أزمة تشهدها منذ الاحتلال الأميركي للعراق في 2003. وبعد السيطرة على الموصل، أجرى زعيم التنظيم المتطرف أبو بكر البغدادي، زيارة للمدينة ليعلن منها قيام الخلافة الإسلامية، على مساحة واسعة من الأراضي بين سورية والعراق.

داعش يعاقب فنانًا عراقيًا بالجرافيتي قبل إعدامه بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة

وتغيرت الأوضاع بصورة كبيرة منذ أواخر العام الماضي، ولحقت خسائر عديدة بالتنظيم المتطرف على أرض المعركة، مما أدى إلى تقلص قوتهم بصورة كبيرة في الموصل وعدة مدن أخرى في شمال البلاد وغربها. ومن المتوقع أن تكون معركة الموصل أحد أصعب التحديات، إن لم تكن أصعبها على الإطلاق، التي يواجهها الجيش العراقي منذ هزيمته المذلة في المدينة نفسها في عام 2014. وقال الجنرال الأميركي ستيفن تاونسند، أن العملية العسكرية في مدينة الموصل، ربما تستغرق وقتًا أطول مما يتوقعه البعض، حيث أنها تستمر لأسابيع وربما تمتد لأكثر من ذلك.

وأشار العميد العراقي حيدر فاضل، إلى أن أكثر من 25 ألف جندي سيشاركون في المعارك لتحرير الموصل، من بينهم قوات شبه عسكرية، تتألف من المقاتلين السنة والميليشيات الشيعية، حيث تنطلق الهجمات على المدينة من خمسة جبهات. ويبدو الدور الذي تلعبه الميليشيات الشيعية في المعركة على قدر كبير من الحساسية، حيث أن محافظة نينوى، والتي تقع مدينة الموصل في إطارها، تحظى بأغلبية سنية كبيرة، في ظل الاتهامات العديدة التي حملها العراقيين السنة للميليشيات الشيعية بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين طيلة السنوات الماضية.

داعش يعاقب فنانًا عراقيًا بالجرافيتي قبل إعدامه بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة

وأعرب فاضل عن عميق قلقه من جراء التحركات التركية، في ظل تصاعد الاحتمالات حول قيام تركيا بعمل عسكري من جانب القوات التركية المتمركزة في منطقة بعشيقة، والتي تقع في شمال شرق مدينة الموصل، وأرسلت تركيا تلك القوات في أواخر العام الماضي، لتدريب المقاتلين المناوئين لداعش هناك. إلا أن الحكومة العراقية اعتبرت أن الوجود التركي يعد بمثابة انتهاك صريح لسيادة الدولة العراقية، وطالبت القوات التركية بالانسحاب، إلا أن الحكومة التركية تجاهلت تمامًا المطلب العراقي.

وتثور التكهنات حول تداعيات العملية العسكرية المرتقبة في الموصل، حيث أنها من المتوقع أن تؤدي إلى تشريد أعداد كبيرة من العراقيين، يتراوح أعدادهم بين مائتي ألف ومليون مواطن، بحسب الإحصاءات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة. وأضاف ستيفن أوبراين، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وأعمال الإغاثة والطوارئ، أنه قلق للغاية فيما يخص سلامة المدنيين في الموصل، موضحًا أن حوالي مليون شخص يضطرون لمغادرة منازلهم من جراء المعركة المنتظرة في الموصل.

داعش يعاقب فنانًا عراقيًا بالجرافيتي قبل إعدامه بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة

وحذّر أن العائلات في المدينة، يقعون تحت وطأة خطر شديد من جراء وقوع تبادل إطلاق النار، وكذلك زيادة احتمالات استخدامهم كدروع بشرية، كما أن الألاف ربما يواجهون طردًا قسريًا من منازلهم. وقال أليكساندر ميلوتينوفيتش، المدير القطري لمنظمة الإغاثة الدولية، أنه ليس كل سكان مدينة الموصل داعمين لتنظيم "داعش" المتطرف، وأن قطاعًا كبيرًا منهم ربما لا يجد مكانًا أخر للذهاب إليه، مطالبًا القوات العراقية بالقيام بدورها والالتزام الكامل بحماية المدنيين، والعمل على ضمان سلامتهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش يعاقب فنانًا عراقيًا بالجرافيتي قبل إعدامه بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة داعش يعاقب فنانًا عراقيًا بالجرافيتي قبل إعدامه بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab