روما ـ ريتا مهنا
يميل الملياردير الإيطالي سيلفيو برلوسكوني، إلى العودة إلى الساحة السياسية مرة أخرى وبقوة، وذلك من خلال الانتخابات العامة المقرر عقدها، الأحد، حيث قدم ترشحه للانتخابات التشريعية الإيطالية، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن تحالف يمين الوسط الذي يرأسه رئيس الوزراء السابق فورزا إيطاليا سيظهر أكبر كتلة في البرلمان المعلق. ولا يستطيع بيرلسكوني شغل منصبه العام حتى 2019، بسبب تهربه من الإدانة الضريبية، ولكنه أيد رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاغاني ليكون الزعيم القادم للبلاد.
وهيمن رئيس الوزراء السابق على السياسة الإيطالية لأكثر من عقدين من الزمن، مع آخر عودة له في سن 81، والتي تعدّ تحديًا لأولئك الذين تجرؤوا على الاعتقاد أنه انتهى سياسيًا. وعلى الرغم من الفضائح الجنسية والعنف المتسلسل والمشاكل القانونية، فإن برلوسكوني حقق عودة مذهلة من النسيان السياسي لرئاسة حزب يمين الوسط فورزا إيطاليا، والذي يقود في إطار تحالف يميني السباق، الأحد، وفقا لاستطلاعات الرأي.
وقال رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي، الذي يسعى إلى كسب المركز الأول، الأحد، "إن بيرلوسكوني لديه 12 أو 13 روحا تماما مثل القطط". وعلى الرغم من منع بيرلسكوني من تقلد منصبه العام السابق، بسبب إدانته بالاحتيال الضريبي، فهو يأمل في تتويج نفسه كملك في الحكومة المقبلة، وبينما تجنب برلسكوني إلى حد كبير مسيرات الحملات الكبيرة ولم يظهر إلا مرة واحدة مع حلفائه في الائتلاف في الفترة التي سبقت التصويت، فهو شخصية ثابتة الحديث عنها في التلفزيون والإذاعة والصحف، والتي يمتلكها من خلال إمبراطورية "فينينفست".
ويذكر أن رئيس الوزراء السابق والذي شغل المنصب ذاته ثلاث مرات، يملك نادي "ايه سي ميلان" لكرة القدم، وكان في علاقة حب صاخبة مع السياسة الإيطالية، وحقق فوزه الأول في الانتخابات عام 1994، وقد حكم إيطاليا لمدة تسع سنوات. وأصبح مشهورا في جميع أنحاء العالم بسبب حياته الخاصة السيئة السمعة، حيث الحفلات الجنسية وغيرها، وتعليقا على عوته للحياة السياسية، قال مؤخرا على موقع تويتر " أنا مثل النبيذ الجيد، مع التقدم في السن أتطور فقط، والآن أنا مثالي".
وولد بيرلسكوني في عام 1936 في ميلانو لأب موظف في البنك وأم ربة منزل، وكان الشاب برلسكوني من الفنانين الموهوبين، حيث كان معجبا كبيرا بنات كينغ كول، ولعب دوران مزدوجان وامتع الكثيرين بنكاته في نادي ترفيهي، مع دراسته القانون. وعمل لفترة مؤقتة كمغني على متن سفينة قبل أن يطلق العنان لمهنته المربحة في قطاع البناء المزدهر، ومن ثم توسع لإنشاء ثلاث قنوات تلفزيونية، وشراء نادي كرة القدم ميلان، والذي باعه في عام 2017.
وارتبط نجاح برلوسكوني السياسي بكرة القدم، وكذلك إمبراطوريته الإعلامية، واستمرت فترة ولايته الأولى من عام 1994 وحتى 1996، وفي عام 2001 تم انتخابه مرة أخرى بعد حملة شملت الترويج لكتاب يروي فيه إنجازاته، وظل في السلطة حتى عام 2006، وهو أطول فترة لمنصب رئيس الوزراء في تاريخ إيطاليا ما بعد حرب إيطاليا، ومع تعثر اليسار، تم انتخابه لمرة ثالثة في عام 2008، ولكن انتهت ولايته في عام 2011، بعد سلسلة الفضائح الجنسية، بجانب الوضع الاقتصادي في البلاد حيث كانت على حافة انهيار مالي على غرار الأزمة اليونانية.
وطرد برلوسكوني من البرلمان في عام 2013 بعد إدانته بالاحتيال الضريبي، وتضاءل نفوذه بعد ذلك، وفي نفس العام حكم عليه بالسجن سبع سنوات، في قضيته الجنسية الشهيرة "روبي"، وإساءة استخدامه السلطات لتخليص الفتاة من بعض الاتهامات، حيث قال إنها كانت ابنة أخت الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
ويواجه برلوسكوني حاليا تهم بمحاولة شراؤه صمت روبي ونساء أخريات، ودفعه مبلغ أكثر من 10 ملايين يورو في شكل هدايا. واكتسب سمعة سيئة لنكاته غير الأخلاقية، ففي عام 2013 شبه السياسي الألماني مارتن شولز بالنازي، والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بأنه لون بشرته أسمر بفعل حمام شمس ويواجه بعض المشاكل الصحية حيث أجرى عملية قلب مفتوح في عام 2016.
أرسل تعليقك