باريس ـ مارينا منصف
تبادل المرشحان النقيضان للرئاسة الفرنسية، وهما مرشحة أقصى اليمين مارين لوبان والمرشح المستقل إيمانويل ماكرون، الاتهامات عالية النبرة خلال "المناظرة التلفزيونية الحاسمة" التي جمعتهما مساء الأربعاء، قبيل أيام قليلة على انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات.
وهاجمت لوبان منافسها ماكرون بشدة، واوصفة إياه بـ "مرشح العولمة المتوحشة والحرب"، وبالرجل المصرفي الذي لم يتملك رؤية واضحة لمستقبل فرنسا، وقالت له: "عندما كنتَ وزيرًا للاقتصاد لم تقم بأي جهد لتحسين الوضع بل على العكس تراجع اقتصادنا". وأضافت لوبان خلال المناظرة على قناة "تي أف 1"، أن منافسها ليست لديه خطة لمحاربة الإرهاب ومتراخي مع التطرف الإسلامي، مجددة إعلان مطالبها "بطرد كل الأجانب الذين تربطهم صلة بالإسلاميين المتطرفين من فرنسا، وسحب الجنسية من كل من يسلك طريق التطرف".
وأكدت لوبان أنها تؤيد وجود علاقات واسعة مع روسيا، وأنها في الوقت نفسه تعارض لـ"حرب باردة" جديدة. وقالت خلال المناظرة: "ليس لدينا أية أسباب للدخول في حرب باردة مع روسيا، وهناك أسباب لإقامة علاقات دبلوماسية وتجارية واستراتيجية معها، لأنها أمة عظيمة ولأن روسيا لم تبدِ العداء لفرنسا".
من جانبه، شكر ماكرون غريمته على هجومها الكلامي، وقال" أنتِ لا تمثلين الديمقراطية المنفتحة.. ولم أنتظر أي شيء منك"، معتبرا أنها: "الوريثة الحقيقة للحزب اليميني المتطرف في فرنسا". وأوضح أنه يؤمن بفرنسا التعددية ولكنه لا يؤمن بفرنسا مارين لوبن، متهما إياها بسرد الأكاذيب التي "لن تنطلي على الشعب الفرنسي". واعتبر أن لوبان تنتقد دائما دون تقديم اقتراحات.
ويسعى المرشحان عبر تصريحاتهما الى استمالة المترددين والراغبين بالامتناع عن التصويت، للفوز بانتخابات الأحد المقبل. والبرنامجان متعارضان تماما: ويبدو أن خطاب ماكرون الليبرالي بالمعنى الاقتصادي والاجتماعي يلقى تأييدا لدى شبان المدن والطبقات الوسطى وأوساط الأعمال. أما برنامج مارين لوبان فيركز على مناهضة الهجرة والمشروع الأوروبي ويلقى تأييدا في الأوساط الشعبية وسكان الأرياف.
من جانبه، قال ماكرون الثلاثاء استعدادا لهذه المناظرة مع لوبان "إنها تحمل مشروعا اعتبره خطيرا، أريد أن تكون المواجهة مركزة على ما تتضمنه بالفعل أفكارها للتأكيد أن الحلول التي تقدمها سيئة". ويؤكد المحيطون بماكرون أنه سيسعى بمواجهة الحجج "المبسطة" للجبهة الوطنية، إلى "التركيز على غموض برنامجها، فهي تراجعت عن دعوتها للانسحاب من اليورو "ولم تعد تضع هذه النقطة في سلم أولوياتها"، مع العلم أن غالبية الفرنسيين يرفضون التخلي عن العملة الموحدة اليورو.
وكان ماكرون تصدر الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية وحصد 24.01% من الأصوات فيما حصلت مارين لوبان على أصوات 21.30% من الناخبين، وفق النتائج النهائية والرسمية للجولة الأولى من انتخابات الرئاسة.
أرسل تعليقك