أعلن البيت الأبيض الخميس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يدعم بالكامل" استئناف إسرائيل للضربات الجوية والعمليات البرية في قطاع غزة، محمّلاً حركة حماس مسؤولية عودة الحرب. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت ، في ردها على سؤال عن إعادة وقف إطلاق النار في غزة، إن الرئيس الأمريكي "يدعم إسرائيل والجيش الإسرائيلي بالكامل وكل الخطوات التي قاما بها في الأيام الأخيرة".
ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قائد جهاز الأمن العام في غزة رشيد جحجوح، قتل ضمن سلسلة استهدافات طالت قياديين في حماس في قطاع غزة خلال الأيام الماضية، بينما لم تعلق الحركة على ذلك حتى الآن.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس إن الجيش وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) "خلال الأيام الأخيرة، قضيا على المدعو رشيد جحجوح قائد جهاز الأمن العام الحمساوي والذي تولى منصبه بعد القضاء على سلفه المدعو سامي عودة في يوليو (تموز) 2024" على حد قوله.
وأوضحت مصادر طبية أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني، نقلت القتلى والجرحى إلى مجمع ناصر الطبي، ومستشفى غزة الأوروبي في خان يونس وأنه لا يزال عشرات من المفقودين تحت أنقاض منازلهم المدمرة بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية خلال الساعتين الأخيرتين في قطاع غزة، مشيرة أيضاً إلى أن عائلات كاملة مسحت من السجل المدني.
وقال مراسل شؤون غزة، عدنان البرش، إن طائرات حربية إسرائيلية شنّت سلسلة من الغارات العنيفة على مناطق في مدينتي خان يونس ورفح في قطاع غزة، أدت إلى تدمير ستة منازل مأهولة بالسكان دفعة واحدة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان، أن الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) هاجما ما وصفها بـ"بنى تحتية إرهابية" ونقاط إطلاق قذائف مضادة للدروع تابعة لحماس في منطقة بيت لاهيا.
وردّت حماس على "المجازر بحق المدنيين" وفق وصفها، بإطلاق رشقة صواريخ من قطاع غزة باتجاه مدينة تل أبيب بعد ظهر الخميس.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في بيان، إن "كتائب القسام تقصف مدينة تل أبيب برشقة صاروخية من نوع مقادمة M90 رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين".
بينما أعلن الجيش الإسرائيلي، رصد ثلاثة قذائف تعبر من جنوب غزة إلى إسرائيل، مضيفاً: "اعترض سلاح الجو الإسرائيلي قذيفة بنجاح، وسقطت قذيفتان إضافيتان في منطقة مفتوحة".
وأدانت حركة حماس، العملية البرية للقوات الإسرائيلية ووصفتها بأنها انتهاك "جديد وخطير" لوقف إطلاق النار المستمر منذ شهرين، ودعت الوسطاء إلى التدخل.
وقالت حماس إن المحادثات مستمرة مع الوسطاء يوم الخميس، بشأن وقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والعمل على إلزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار. مؤكدة التزامها بالاتفاق المبرم في يناير/ كانون الثاني.
وكانت إسرائيل قد استأنفت حربها على القطاع الثلاثاء، فيما أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي "تحذيراً أخيراً" لسكان غزة لإعادة الرهائن والتخلص من حماس، في وقتٍ قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، إن هناك "خطة مؤقتة مطروحة لتمديد وقف إطلاق النار" في غزة، لكن فرصة نجاحها "تتضاءل بسرعة.
وحذر الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة من التنقل عبر محور صلاح الدين بين الشمال والجنوب، مشيراً إلى أن الانتقال من شمالي القطاع إلى جنوبه سيكون متاحاً فقط عبر شارع الرشيد الساحلي.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيانه أنه لا ينوي استهداف المدنيين، داعياً السكان إلى عدم الاقتراب من قواته المنتشرة في ما وصفه بالمنطقة الدفاعية والمواقع التي تتمركز فيها.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الليلة الماضية بدء عملية برية "محدودة" في وسط وجنوبي قطاع غزة، قال إنها تهدف لتوسيع المنطقة الدفاعية الفاصلة بين شمالي القطاع وجنوبه.
وأوضح في بيان أن قواته انتشرت حتى وسط محور نتساريم - الذي يفصل بين شمالي وجنوبي القطاع.
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية من انهيار شبه كامل للقطاع الصحي في غزة، مشيرة إلى أن المستشفيات تعمل بأضعاف طاقتها وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود.
وقالت وزارة الصحة في بيان لها إن أكثر من 80 في المئة من المستشفيات والمراكز الطبية خرجت عن الخدمة بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي.
وأضافت أن الضفة الغربية تواجه ضغطاً هائلاً على مستشفياتها بسبب الاعتداءات المتكررة من الجيش الإسرائيلي، الذي يعيق وصول سيارات الإسعاف ويمنع إيصال المساعدات الطبية، مما يزيد من تفاقم الأزمة الصحية.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في منشور على منصة "إكس": "بالنسبة للوضع في الشرق الأوسط، ندين استئناف الضربات الإسرائيلية على غزة ولا بد من العودة إلى وقف إطلاق النار لتحرير الرهائن وحماية المدنيين".
وأضاف ماكرون، خلال اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن بلاده ترحب بجهود السعودية والدول العربية بشأن إطار موثوق لليوم التالي في غزة، لافتاً إلى أن فرنسا والسعودية ستتشاركان رئاسة مؤتمر بشأن حل الدولتين يهدف إلى إحياء أفق سياسي للفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكد وزيرا خارجية مصر وقطر، الدولتان الوسيطتان في المحادثات بين حركة حماس وإسرائيل، ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذ مراحله الثلاث.
من جانب آخر، قالت "هيومن رايتس ووتش" في بيان لها الخميس، إن القوات الإسرائيلية "تسببت بوفيات ومعاناة كان يمكن تجنبها لمرضى فلسطينيين أثناء احتلالها المستشفيات في قطاع غزة خلال الأعمال القتالية الحالية، ما يرقى إلى جرائم حرب".
ونقلت المنظمة الحقوقية عن شهود في ثلاثة مستشفيات أن القوات الإسرائيلية "حرمت المرضى من الكهرباء والماء والغذاء والأدوية، وأطلقت النار على المدنيين، وأساءت معاملة العاملين الصحيين، ودمرت عمداً المرافق والمعدات الطبية".
وكذلك انتقدت هيومن رايتس ووتش قيام إسرائيل بـ"إخلاءات قسرية غير قانونية عرّضت المرضى لخطر جسيم، وأدت إلى توقف عمل المستشفيات التي تشتد الحاجة إليها".
وقال بيل فان إسفلد، المدير المشارك في قسم حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش، إن القوات الإسرائيلية "أظهرت مراراً وحشية قاتلة ضد المرضى الفلسطينيين في المستشفيات التي سيطرت عليها"، مضيفاً أن منع الجيش الإسرائيلي الماء والكهرباء، أدى إلى وفاة المرضى والجرحى، بينما "أساء الجنود معاملة المرضى والكوادر الصحية وهجّروهم قسراً، وألحقوا الضرر بالمستشفيات ودمروها".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
القيود الإسرائيلية على الإجلاء الطبي من غزة تفاقم معاناة المرضى وآلاف ينتظرون فرصتهم للسفر
دخول الجرحى إلى الأراضى المصرية عبر معبر رفح لتلقى العلاج
أرسل تعليقك