برلين ـ جورج كرم
شنّت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الخميس، هجوما قويًا على الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل قمة "مجموعة العشرين" في مدينة هامبورغ ، منتقدة نزعته الحمائية وانسحابه من "اتفاق باريس" حول المناخ. وامتنعت ميركل عن ذكر ترامب بالاسم في كلمة أمام مجلس النواب حول أهداف القمة، التي تضم أبرز القادة الدوليين والمقررة الأسبوع المقبل في هامبورغ، إلا أنه كان من الواضح أنه المعني بكلامها. وقالت ميركل إن كل التحديات الدولية لا حدود لها، لذلك وأكثر من أي وقت مضى، يرتكب خطأ كبيرا من يظن أن بالإمكان حل مشكلات العالم من خلال الحمائية والانعزالية.
وتابعت المستشارة الألمانية أنها حددت للقمة، التي يشارك فيها، خصوصا، الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، هدف أن "يبرهن القادة على إدراكهم مسؤولياتهم إزاء الكرة الأرضية بأسرها، ويتحملوها". أما في ما يتعلق بالمناخ، فقالت ميركل إن الخلاف مع الولايات المتحدة معروف، ولن يكون من الصواب إخفاؤه، وأنا لن أقوم بذلك في كل الأحوال. وأضافت أن أوروبا أكثر تصميما من أي وقت مضى على مكافحة التغير المناخي، مشددة على أن اتفاق باريس غير قابل للتفاوض من جديد، في استبعاد لطلب من الإدارة الأميركية بإعادة التفاوض حول الاتفاق.
وتسعى ميركل في إطار تحضيرها لمجموعة العشرين إلى عقد تحالفات في ملفي المناخ والتجارة مع قوى آسيوية ناشئة كالهند والصين. لكن ذلك لا يحول دون حذرها من طموحات بكين. فهي حذّرت في مقابلة، أمس، من النزعة التوسعية الاقتصادية لدى الصين، التي تعد أوروبا، بحسب المستشارة الألمانية، "شبه جزيرة آسيوية". وأضافت أنه على أوروبا العمل بلا هوادة للدفاع عن تأثيرها، معربة عن دعم مشروع ماكرون الهادف إلى تعزيز الدفاع على المستوى الأوروبي عن القطاعات الصناعية الاستراتيجية في مواجهة أطماع الخارج.
ومن المتوقع أن تكون قمة مجموعة العشرين التي تمثل 75 في المائة من التجارة الدولية، من اللقاءات الدولية الأكثر خلافية في السنوات الأخيرة. ولمواجهة نقاط الخلاف مع واشنطن، اجتمعت ميركل أمس مع عدد من القادة الأوروبيين، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، لتشكيل جبهة موحدة، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويعكس هذا الدعم الدينامية المستعادة في العلاقة الفرنسية الألمانية، رغم أن تنافسا على الزعامة الأوروبية بدأ يرتسم بين ميركل وماكرون، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. فقد حقق الرئيس الفرنسي مؤخرا إنجازين دبلوماسيين، مع نجاحه في إحضار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى باريس، وإحرازه موافقة ترامب على المشاركة في احتفال فرنسا بالعيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو/تموز المقبل.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، إلى تفادي قطيعة مع الولايات المتحدة وعدم عزل واشنطن، من دون أن يخفي خلافاته مع الإدارة الأميركية. وقال ماكرون بعد لقاء مع قادة أوروبيين عدة للتحضير لقمة مجموعة العشرين: إن العلاقة مع الولايات المتحدة قديمة وعميقة في مجالات عدة، وهي تواجه اليوم خلافات حول مسائل عدة. وأضاف، أنه من المهم ألا نتنازل عن شيء عندما ندافع عن موقف حق، كما هو الحال بشأن المناخ، لكن علينا عدم قطع محادثات مهمة وضرورية للحفاظ على التوازن في العالم. وتابع ماكرون عن مشكلة المناخ، إنه من غير المجدي عزل دولة، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وختم بالقول: "نحن نتقاسم الكثير من الأمور مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، ونتشارك معها في مسارح العمليات العسكرية في بلدان عدة، إن في أفريقيا أو الشرق الأوسط، ونحن في حاجة إليها على الصعيد العسكري وفي مجال التعاون الأمني". تبقى الاشارة الى أن البيت الأبيض، أكد أمس، أن ترامب سيلتقي بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في ألمانيا.
أرسل تعليقك