لندن ـ سليم كرم
تجمّع ما يقرب من نصف مليون بريطاني من مناهضي "بريكست" في مسيرة بوسط لندن، وأطلق عليها مسيرة "تصويت الشعب"، للمطالبة بإجراء استفتاء ثانٍ بشأن خروج بلدهم نهائيا من الاتحاد الأوروبي.
انطلقت المسيرة وفقا إلى صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، مِن شارع "بارك لين" في مدينة وستمنستر، بوسط لندن، في منتصف النهار، السبت، وتتجه نحو مقر البرلمان، وأشارت الصحيفة إلى أنه من المقرر ظهور بعض الشخصيات العامة التي تلقى كلمات أمام الحضور مثل مقدمة البرامج ديليا سميث ورئيس بلدية لندن صادق خان.
ويتوقع المنظمون بأن تكون تلك الاحتجاجات هي الأكبر من نوعها، مع نحو 150 حافلة تنقل آلاف الناشطين من جميع أنحاء البلاد إلى العاصمة.
ووصل نشطاء يرتدون ملابس زرقاء مزينة بنجوم ذهبية، تحمل علامات تشير إلى الاحتجاج على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأعلن منظمو مسيرة "صوت الشعب في المملكة المتحدة" عبر "تويتر": "أكثر من نصف مليون شخص يسيرون إلى البرلمان اليوم، مطالبين بتصويت ثانٍ على صفقة بريكست".
وانضم إلى المتظاهرين عدد من المشاهير بما في ذلك الممثل الكوميدي إيدي إيزارد الذي جاء مرتديا بذلة عسكرية ويرفع أعلام بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
وانضم نيجل فاراج، الزعيم السابق لحزب الاستقلال، إلى مؤيدي "بريكست" في مدينة هاروغيت ضمن مسيرة "Save Brexit" بعد ظهر اليوم في مركز هاروغيت للمؤتمرات.
وصوّت البريطانيون لصالح مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي بفارق ضئيل في استفتاء عضوية الاتحاد الأوروبي لعام 2016، واستبعدت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، إجراء تصويت عام آخر بشأن هذا الموضوع، ومن المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 29 مارس/ آذار، لكن المفاوضات أثارت الخلافات، لا سيما بشأن قضية جمهورية أيرلندا الشمالية الحدودية، والتي ستكون الحدود البرية الوحيدة في المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي بعد "بريكست".
وتزداد المخاوف من الخروج من الاتحاد الأوروبي والذي قد يخلق حالة من الفوضى على الحدود والاقتصاد، وقالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي في قمة غير رسمية للاتحاد الأوروبي في بروكسل هذا الأسبوع إنها تدرس فترة انتقالية أطول بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فترة يمكن أن تبقي بريطانيا على توافق مع قواعد الاتحاد الأوروبي والتزاماته لأكثر من عامين بعد التنفيذ في مارس/ آذار.
ووصف اللورد أدونيس، من حزب العمال وأحد الداعين إلى إجراء استفتاء جديد، المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بأنها "غارقة في الفوضى والضبابية، إلى درجة أنه حتى الاتفاق الجيد سيكون سيئا لبريطانيا"، أما ريتشارد تايس، مؤسسة تيار "الخروج يعني الخروج" فقال لـ"بي بي سي" إن فكرة إجراء استفتاء آخر مضرة وستجعل الشعب يفقد الثقة في الديمقراطية.
وقال عمدة لندن، صديق خان: "من الواضح الآن أن الخيار لدى رئيسة الوزراء هو بين اتفاق سيئ أو لا اتفاق، وهذا مختلف تماما عن الوعود التي أطلقت منذ عامين ونصف العام".
وساندت رئيسة وزراء حكومة أسكتلندا المحلية، نيكولا ستيرجن، المسيرات قائلة إن الحزب القومي الأسكتلندي يدعم الاستفتاء لأنه يمنح خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي.
أرسل تعليقك