ترامب يفتح الباب أمام الصراع مع طهران من خلال التطورات العسكرية السورية
آخر تحديث GMT16:12:05
 العرب اليوم -

صحراء شرق سورية باتت ساحة للمواجهة بين الولايات المتحدة وإيران

ترامب يفتح الباب أمام الصراع مع طهران من خلال التطورات العسكرية السورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ترامب يفتح الباب أمام الصراع مع طهران من خلال التطورات العسكرية السورية

جنود الجيش الإيراني المموه
واشنطن ـ عادل سلامة

اطلقت القوات الأميركية النار على القوات المدعومة من ايران في سورية، ثلاث مرات خلال الشهر الماضي، وسط تصاعد التوترات التي قد تُشعر المراقبين والمسؤولين السابقين بالقلق من إنها تتحول بسهولة إلى صراع غير مخطط له. وقد وقعت الحوادث الثلاثة الأخيرة في منطقة معبر التنف، وهي عبارة عن بؤرة صحراوية نائية بالقرب من النقطة التي تجتمع فيها الحدود السورية والعراقية والأردنية. وهناك قوة قوامها 150 جنديًا من الجنود الأميركيين الذين يقومون بتدريب مقاتلين محليين لمحاربة تنظيم "داعش". وتم الاقتراب منها عبر مجموعة من الميليشيات التي تقاتل مع قوات الرئيس الأسد. وقد ردوا بضربات جوية.

ويبدو أن قوات التعدي كانت مزيجًا من الميليشيات الشيعية السورية والعراقية، وربما يرافقها الراعي الرئيسي لها هو "حرس الثورة" الإيراني. وومن المؤكد أن "حرس الثورة" لم يكن قلقًا بشأن إخفاء بصماتها. وكان قائد قوة "فيلق القدس" قاسم سليماني قد صور نفسه مع قوات الميليشيات في مكان قريب، وتبين أن طائرة بدون طيار أسقطتها القوات الأميركية بعد إسقاطها قنبلة بالقرب منها كانت من صنع إيراني.

وقد أوضحت سلسلة الحوادث كيف أصبحت صحراء شرق سورية ساحة للمواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، وهي نقطة قتال محتملة كتواصل للحرب في اليمن، حيث تدعم واشنطن وإيران قوات المعارضة في حرب استمرت عامين حتى الان. وكانت سفينة تابعة للبحرية الإيرانية اقتربت الأربعاء الماضي على مسافة 800 ياردة من أسطول أميركي يُسافر عبر مضيق هرمز، وأطلقت أضواء باتجاه السفن الأميركية مشيرة اليهم بأضواء الليزر في طائرة هليكوبتر في مواجهة مسؤولين عسكريين أميركيين وصفوا بانها غير مهنية وخطرة.

ترامب يفتح الباب أمام الصراع مع طهران من خلال التطورات العسكرية السورية

هذه الاشتباكات ليست جديدة في ممر هرمز المزدحم، ولكن السياق بالنسبة لهم هو الأمر الجديد. فهناك إدارة جديدة في واشنطن التي تمر في كثير من النواحي الفوضى، ولكنها عازمة على الرغبة في تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة. ويختلف الرأي الداخلي بشكل رئيسي عن درجة القوة والمخاطر المطلوبة. وقد قطعت الاتصالات الرفيعة المستوى التي أقامتها إدارة أوباما بين واشنطن وطهران. ومن البيت الأبيض، حافظ دونالد ترامب على الخطاب المناهض لإيران بحماسة. وقد قام بأول رحلة خارجية له إلى السعودية، حيث انحاز بشكلٍ لا لبس فيه الى الرياض في منافستها مع طهران. وقد وصف ترامب النفوذ الإيراني بأنه تهديد عالمي على قدم المساواة مع "داعش" و"القاعدة". وعندما تعرضت طهران لهجوم إرهابي في 7 حزيران/ يونيو، أشار الرئيس الأميركي إلى أن الحكومة الإيرانية هي المسؤولة في نهاية المطاف.

وقال بيان للبيت الأبيض "إننا نؤكد أن الدول التي ترعى الإرهاب معرضة للوقوع ضحية للشر الذي تروج له". ونشر تريتا بارسي، رئيس المجلس القومي ، هذا الشهر كتابًا بعنوان "خسارة عدو: أوباما وإيران وانتصار الدبلوماسية". وقال: "عن طريق الذهاب إلى السعودية وإعلان أنه ستكون هناك عزلة شاملة لإيران"، لم يقتصر ترامب على إغلاق نافذة الحوار الشامل إلا انه فتح أيضا نافذة لاحتمال الحرب مع إيران". وأضاف: "لا يوجد نقاش في هذا البلد. قد يكون ظهوره عرضيًا ولكن إذا كنت تتابع ذلك عن كثب ترى أنه تصعيد متعمد جدا".

ولم يقدم ترامب تهديد حملته لتفكيك الاتفاق النووي مع إيران الذي وافقت عليه إدارة أوباما وخمس قوى رئيسية أخرى في يوليو/تموز 2015، لكنه استمر في تفعيله في حين دفع الجمهوريون في الكونغرس إلى فرض عقوباتٍ جديدة من شأنها أن تضع بقاء الاتفاق في خطر. وقال روبرت مالي، المسؤول الكبير في البيت الأبيض الذي ساعد في التفاوض حول الاتفاق النووي، أن "ثلاثة من اخطر الأماكن على الأرض اليوم هي في اليمن والمنطقة الواقعة بين شرق سورية وغرب العراق وقاعات الكونغرس الأميركي. في هذه المرحلة ما أسمعه من الإيرانيين انهم عازمون على اللعب ببرودة، لا المبالغة في رد فعل تجاه ما تفعله الولايات المتحدة.

وتقول إدارة ترامب إنها لا تزال تعيد النظر في السياسة الإيرانية، لكن وزير الخارجية ريكس تيلرسون قال أمام مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة "ستعمل على دعم العناصر الموجودة داخل ايران والتي من شأنها أن تؤدي إلى انتقال سلمي". وكان التركيز على التغيير السلمي ولكن على آذان الحكومة الإيرانية، التي بدا وكأنها انعكاس لروح تغيير النظام في عهد بوش وذكريات أبعد من ذلك، من انقلاب قام به مهندسو وكالة المخابرات المركزية في عام 1953. وغرد محمد جواد ظريف وزير الخارجية على موقع تويتر/ "من أجلهم، يجب على المسؤولين الأمريكيين أن يقلقوا أكثر حول إنقاذ نظامهم الخاص من تغيير إيران، حيث صوت 75٪ من الناس فقط".

وهناك قلق متزايد بين حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا بأن إدارة ترامب قد اتخذت قرار صادم في موقفها تجاه إيران قبل اتخاذ قرار بشأن استراتيجية للتصدي لنفوذها في المنطقة، والقلق من أن هذه المواقف يمكن أن تصبح أعلى وأكثر خطورة بينما يحاط ترامب بالتحقيقات في علاقات روسيا في حملته.

وليس كل التوتر المتزايد من صنع ترامب. إن ساحة القتال المتطورة في سوريا والعراق توجه إيران والولايات المتحدة نحو تصادم. ومن المتوقع أن يصل فهم ضمني على أساس عدم الاعتداء المتبادل خلال الحملة ضد عدو مشترك، وهو داعش، بمجرد سقوط معاقل داعش في الموصل والرقة.

وقال إيلان غولدنبرغ، وهو مسؤول سابق في الدولة والدفاع، "إن داعش يختفي من الخريطة"، زهذا التسامح الذي أظهرته الجماعات الشيعية المدعومة من إيران والجماعات التي تدعمها الولايات المتحدة لبعضها البعض - هناك خطر من أن ذلك سيزول".

وقالت جنيفر كافاريلا، الخبيرة في الصراع في معهد دراسة الحرب: "الصورة الأكبر هنا هي الحرب ما بعد داعش، الحرب للسيطرة على المجال الأمني بعد استعادة الموصل. وتستعد إيران بالفعل لتلك المرحلة المقبلة وبدأت تتخذ خطوات للفوز بالمرحلة التالية. الولايات المتحدة لا تزال تركز على داعش كما لو انها الأولوية الاستراتيجية الوحيدة في المنطقة ".

إن قرار الولايات المتحدة بفتح جبهة مضادة لداعش جديدة في الصحراء الجنوبية الشرقية، وإنشاء مركز استيطاني في التنف، يشكل تحديا للتطلعات الإيرانية للسيطرة على ممر شرقي - غربي من طهران إلى دمشق إلى لبنان. وسوف يمر هذا الممر عبر التنف.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يفتح الباب أمام الصراع مع طهران من خلال التطورات العسكرية السورية ترامب يفتح الباب أمام الصراع مع طهران من خلال التطورات العسكرية السورية



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
 العرب اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 15:26 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
 العرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab