راشد الغنوشي يتمسك بالرئاسة مدى الحياة بدعم من تركيا
آخر تحديث GMT23:59:38
 العرب اليوم -

تحولت بوادر الصراع المخفي إلى وسائل الإعلام

راشد الغنوشي يتمسك بالرئاسة مدى الحياة بدعم من تركيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - راشد الغنوشي يتمسك بالرئاسة مدى الحياة بدعم من تركيا

عبد اللطيف المكي
تونس - العرب اليوم

تتصاعد الخلافات داخل حركة النهضة التونسية مع اقتراب موعد مؤتمرها الـ11 المزمع عقده قبل نهاية العام الحالي. و تحولت بوادر الصراع المخفي إلى سجالات في وسائل الإعلام و تصريحات نارية تصل الرأي العام وتنبه القواعد إلى معركة دائرة من أجل إزاحة راشد الغنوشي من كرسي رئاسة الحزب الذي يستأثر به منذ ما يقارب الـ50 عاما، ووجهت هذا الأسبوع ما تعرف بمجموعة المائة والتي تضم مائة قيادي من النهضة، من بينهم المحامي سمير ديلو ووزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي، و القيادي محمد بن سالم، رسالة داخلية إلى أبناء الحزب تداولتها وسائل إعلام محلية، اتهمت فيها الغنوشي بالعمل على تغيير القانون الأساسي للحزب والسعي للتمديد في مدة رئاسته له والمماطلة في الإعداد للمؤتمر المرتقب و محاولة تأجيله .

كما انتقدت رسالة معارضي الغنوشي سعيه للترشح لانتخابات الرئاسة لعام 2024، ويشار إلى أنها ليست الرسالة الأولى من نوعها لخصوم الغنوشي داخل الحزب، فقد سبق لنفس المجموعة أن توجهت الشهر الماضي برسالة للغنوشي، دعته فيها لاحترام التداول القيادي داخل الحزب وإصلاح الوضع الداخلي الذي وصفته بالمتردي.وجاء في تصريحات إعلامية للموقعين على الرسالة أنهم تعرضو للتضييق والتهميش من الغنوشي والفريق المقرب منه حتى أنهم غييبو عن اجتماعات حزبية، ودعا القيادي بحركة النهضة محمد بن سالم، زملائه إلى التعقل و عدم السماح للغنوشي برئاسة الحركة مدى الحياة، بينما علق الغنوشي بأن ما يحدث داخل حزبه حراك ديمقراطي و اختلاف آراء طبيعي يسبق المؤتمر.

أمر اعتبره مراقبون مواصلة في التعنت من جانبه وتعميق للتصدع داخل حزبه و تكريس لخرق النظام الداخلي الذي يمنع تولي قيادة الحزب لأكثر من دورتين متتاليتين.هذا ويعمل الغنوشي وبطانته على تنقيح القانون الأساسي للحزب بالأغلبية المطلقة للمؤتمرين حتى يسمح بترشيح الغنوشي لدورة جديدة، وتجدر الإشارة إلى أن المكتب التنفيذي للنهضة لم يحدد حتى الآن موعدا رسميا للمؤتمر الذي سيحسم بقاء الغنوشي من عدمه على راس الحزب.في سياق الانقسامات ذاتها، شهد مجلس نواب الشعب انتخاب عماد الحمامي المعروف بقربة من الغنوشي رئيسا جديدا لكتلة الحركة في البرلمان بعد حصوله على 31 صوت مقابل 21 لمنافسه فتحي العيادي المحسوب على الشق المعارض للغنوشي و أحد الموقعين على وثيقة عدم التمديد للغنوشي في رئاسة الحزب.

تشهد حركة النهضة غليانا داخليا خرج للعلن خاصة بعد تهم بالفساد المالي واجهت ابن الغنوشي وابنته وصهره ووزير الخارجية الأسبق رفيق عبد السلام.فضلا عن تسجيل الحركة في الأشهر الماضية لاستقالات لأهم قيادتها بسبب خلافات مع الغنوشي و حاشيته وآخرهم عبد الفتاح مورو الرجل الثاني للحزب والقيادي المؤسس عبدالحميد الجلاصي و الأمين العام الشاب زياد العذاري والقيادي حمادي الجبالي وأمين سر الحركة زبير الشويهدي.وأكد المحلل السياسي جمال العرفاوي في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الأزمة داخل النهضة زادت و بات من الواضح أن الغنوشي لا يستمع للرسالة التي وصلته و هو يمضي قدما نحو الرئاسة مدى الحياة.

وأضاف أن "انقسام الحركة بات واقعا تعبر عنه الاتهامات المتبادلة بين الفريقين المتخاصمين و القطيعة بين الغنوشي وبطانته من جهة والمطالبين بتطبيق القانون من جهة أخرى "، وأشار العرفاوي، إلى أنه يوجد من بين معارضي الغنوشي قيادات من الوزن الثقيل ومؤسسين للحزب متوقعا تجميدهم أو طردهم كردة فعل على مواقفهم.وأوضح المحلل أن الصراع داخل النهضة رغم ما تدعيه من ديمقراطية واحترام للقانون ليس حرب أفكار بل حرب مواقع، واعتقد أنه قد يحسم لفائدة الغنوشي الذي لن يستسلم بسهولة ومازال يملك صندوق الأموال داخل الحزب وبالتالي يسيطر على خزان الأصوات وفق تعبيره

من جانبه، رأى الكاتب و المحلل ماجد برهومي أن ما يحصل في النهضة هو مواصلة لخلافات المؤتمر الأخير و النزاعات الدائرة بين شق رافض لمواصلة استفراد الغنوشي بالقرار و شق آخر محافظ موالي للغنوشي ويعد أكثر براغماتية و إطلاع على الكواليس حيث يتضح أن القوى الإقليمية تربط دعمها للحزب بوجود شخص راشد الغنوشي و خاصة التنظيم الدولي للإخوان و تركياوأضاف البرهمومي، أنه" لا وجود لشخصية غير راشد الغنوشي قد تحظى بثقة التنظيم الدولي للإخوان و تركيا ورغم محاولته التسويق لصهره رفيق عبد السلام إلا أن هذا الأخير لم يحظى بثقة التنظيم الدولي ".

وأكد في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية" أن مصلحة التنظيم الدولي للإخوان و تركيا في تونس تتعلق ببقاء الغنوشي على رأس النهضة؛ غير أن بعض الأطراف داخل الحزب وصفها بالبسيطة تعتقد أن الحزب ينفق من مال المنخرطين ليفوز في الانتخابات وهو أمر غير ممكن حسب الكاتب،بالنظر لإنفاق النهضة أموالا طائلة لشراء ذمم المنخرطين و تزوير الانتخابات عبر المال السياسي.وتوقع المحلل اضمحلال النهضة و تقزمها مع الوقت خاصة مع خلافة الغنوشي الذي بات واضحا أنه أصبح طاعنا في السن و غير قادر على السيطرة على الانقسامات الداخلية لحزبه.

وعن ترشحه لرئاسة الجمهورية من عدمه، قال البرهومي إن الأمر مجرد مناورة من خصومه داخل الحزب للدفع به لمحرقة الانتخابات الرئاسية رغم معرفتهم أن فوزه أمر مستحيل ؛و خير دليل على ذلك إصرار النهضة على النظام البرلماني و استفادتها المتواصلة من تشتت القوى الديمقراطية في الانتخابات التشريعية ،ذلك أن توحد الدستوريين و اليساريين و القوى الديمقراطية و التيار الوسطي كفيل بإزاحة الإسلاميين من المشهد.

دوليا اعتبر البرهومي، أن الرسالة التي وصلت للولايات المتحدة و القوى الأوروبية تفيد بتصدع النهضة و ضعف قدرتها على الهيمنة على الشارع التونسي، أما في تونس فتتزايد التوقعات بحصول استقالات أخرى في النهضة و انشقاقات قبل موعد مؤتمر الحزب كما تشير استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من سبعين بالمائة من التونسين يرون في راشد الغنوشي الشخصية الأسوأ في المشهد السياسي.

قد يهمك ايضا:

عبد اللطيف المكي ينفي منع تركيا لقيادات نهضوية من دخول أراضيها
«التمويل الجماهيري» للصحف والمواقع يواجه تحدي إقناع القراء

arabstoday
المصدر :

Wakalat | وكالات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راشد الغنوشي يتمسك بالرئاسة مدى الحياة بدعم من تركيا راشد الغنوشي يتمسك بالرئاسة مدى الحياة بدعم من تركيا



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 23:36 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
 العرب اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
 العرب اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab