أكّدت الشرطة البريطانية أنها اعتقلت مشتبهًا فيه متطرفًا، بعد أن اصطدمت سيارته في حاجز في مبنى البرلمان بسرعة عالية، ولا يعتقد أنه معروف لأجهزة الأمن، وقد أصيب ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص عندما اصطدمت سيارة "فورد فييستا" فضية اللون بمجموعة من راكبي الدراجات والمشاة، وقال شهود العيان إن لقطات الكاميرا توضح أن السيارة صعدت على رصيف على الجانب الخطأ من الطريق قبل أن تسير بسرعة تصل إلى 50 ميلًا في الساعة لنحو 40 مترًا.
حوادث التطرف ترتفع في بريطانيا:
وقالت شرطة سكوتلاند يارد إن رجلًا في أواخر العشرينات من عمره اعتقل بعد الحادث الذي وقع في حوالي الساعة 7.30 يوم الثلاثاء، وتم نقل المشتبه به إلى مركز شرطة جنوب لندن، حيث لا يزال يشتبه في ارتكابه جرائم متطرفة، وفي هذه الأثناء، حذرت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، من التهديد الشديد الذي تواجهه بريطانيا، وأظهرت الأرقام الجديدة ارتفاعًا كبيرًا في التحقيقات المتعلقة بالتطرف، حيث ارتفع عدد حالات الاشتباه في المؤامرات الحية المتطرفة من أكثر من 500 في مارس/ آذار إلى 676 بحلول نهاية يونيو/ حزيران.
وتقود قيادة مكافحة التطرف التحقيق في الهجوم الأخير، ويسعى الضباط إلى تحديد هوية المشتبه به رسميا، ولكن لا يعتقد أن هذا الشخص معروف لدى أي من وحدات المخابرات البريطانية أو شرطة مكافحة التطرف، وأفادت التقارير أن المشتبه به من ميدلاندز، ويعتقد أنه ربما سافر إلى لندن من برمنغهام.
وأغلقت شوارع وستمنستر حين تجمعت الشرطة في المكان، وقال أحد الشهود "بدا الأمر متعمدا، كانت السيارة تسير بسرعة باتجاه الحواجز".
الحادث كان متعمدا:
وأظهرت الصور رجلا يخرج من السيارة بعد أن حاصرت الشرطة المسلحة السيارة، وتظهر صورة ثانية للمشاة الذين ضربتهم السيارة على بعد 40 مترًا على الأقل من المكان الذي اصطدمت فيه السيارة بالحاجز. ولم يكن أحد اخر في السيارة، وقالت الشرطة إنه لم يتم العثور على أسلحة في مكان الحادث، وفي حديثه خارج نيو سكوتلاند يارد، قال نيل باسو، مساعد مفوض مكافحة التطرف، إن الشرطة وأجهزة المخابرات تعمل على تحديد ما إذا كان المشتبه به جزءا من خلية متطرفة أوسع، وإذا تلقى مساعدة من الآخرين في التخطيط للهجوم.
وقال باسو "يبدو أنه كان عملا متعمدا، لكن ما هو الدافع هو الأمر الذي لا نستطيع الإجابة عنه في الوقت الحالي، ولم نحدد المشتبه به رسميا، لكننا لا نعتقد أنه معروف لدى المخابرات البريطانية". وأضاف أن الشرطة لم تطارد المهاجم قبل أن يدخل مدخل قصر وستمنستر وأن الأضواء الزرقاء التي شوهدت وراءه في صور الحادث كانت من سيارة إسعاف مصادفة على مكالمة طوارئ منفصلة.
حاول أحد راكبي الدرجات الأمساك به:
وقال شاهد العيان، باري وليامز، إن السيارة تسارعت نحو الحاجز بعد اصطدامها براكبي الدراجات، وقال لبي بي سي في برنامج فيكتوريا ديربيشاير "استدرت لأرى سيارة فضية متجهة نحو راكبي الدراجات على الجانب الخطأ من الطريق، وكانوا متوقفين ينتظرون تغيير الأضواء للير، لقد اصطدمت السيارة براكبي الدراجات مما أدى إلى انحرفه نحو المكان الذي يوجد فيه حاجز الأمان، وتسارعوا وأصيبوا بسرعة عالية جدا، لم أكن متأكد مما إذا كان يقصد ضرب راكبي الدراجات، ربما كانوا في الطريق، ولكن بمجرد أن فعل ذلك، تسارع نحو الحاجز، وكانت الشرطة سريعة جدا، وتقفز فوق حاجز الأمان وتوجهت نحو السيارة".
وأضاف "ما حدث هو أن الشرطة بدأت بالتوقف لمنع الناس من التوجه نحونا، وكان راكبو الدراجات، هناك عدد قليل منهم على الأرض وكان بعضهم يمسك بأذرعهم وكانت هناك دراجات في كل مكان، كان الأمر مخيفا." ولفت "كان هناك حوالي 10 من راكبي الدراجات ينتظرون تغيير الأضواء، لقد ضرب حوالي أربعة أو خمسة، وأحد راكبي الدراجات نهضوا وكان على وشك مطاردة السيارة".
إجراءات أمنية مشددة في ساحة البرلمان
وتظهر لقطات الاصطدام سيارة فورد فييستا فضية قادمة على طول الطريق المجاور نحو البرلمان قبل أن تتحرك نحو اليمين باتجاه وستمنستر أبي، وبينما تمر سيارة الإسعاف بالسيارة على الجانب الأيمن، تنحرف السيارة إلى اليسار مع مرور حركة المرور القادمة ورصيف قبل الدخول إلى طريق صغير وتصطدم بحاجز أمني، ويمكن رؤية ضابط شرطة يقفز للحاجز الآخر.
وتم إخلاء ساحة البرلمان بعد نزول عدد كبير من سيارات الشرطة في قلب وستمنستر، التي شهدت إجراءات أمنية مشددة منذ هجوم جسر ويستمنستر في مارس/ آذار 2017، كما تم تطويق الشوارع حول ساحة البرلمان وميلك بانك وحدائق برج فيكتوريا بعد أن انتشر العشرات من أفراد الشرطة المسلحة على الفور. وتم إرسال سلسلة من سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث وقالت خدمة الإسعاف في لندن إن شخصين عولجوا من إصابات لا يعتقد أنها خطيرة وتم نقلها إلى المستشفى.
أرسل تعليقك