واشنطن ـ يوسف مكي
حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من التقدم السريع الذي حققته سادس تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية في الثالث من سبتمبر/أيلول الجاري. وقال مدير عام الوكالة يوكيا أمانو، اليوم الجمعة، إن التجربة الكورية السادسة حققت "تقدما سريعا". ونقلت رويترز عن أمانو قوله إن سادس وأكبر تجربة تجريها كوريا الشمالية تمثل "تهديدا جديدا". وأضاف عقب اجتماع مع وزيرة خارجية كوريا الجنوبية كانغ كيونغ وا خلال زيارة لسيول أن "الأهم في الوقت الحالي هو أن يتحد المجتمع الدولي".
وفي واشنطن، أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بأنه يعتزم مناقشة إمكانية إقدام الصين على خطوات جديدة من شأنها المساعدة في تسوية الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. وقال تيلرسون للصحفيين قبيل مغادرته واشنطن متوجها في زيارة رسمية إلى العاصمة الصينية بكين: "من وجهة نظر السلطات في الولايات المتحدة، باستطاعة بكين تقديم مساعدات كبيرة في سبيل تسوية الأزمة"، وأضاف:" سأتحدث خلال زيارتي لبكين عن إمكانية الصين في حل مشكلة البرنامج النووي وتصنيع الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية في كوريا الشمالية".
وتهربا من الخوض في تفاصيل البرنامج النووي لبيونغ يانغ ومعالجته من وجهة نظر واشنطن، حوّل الوزير الأميركي الحديث حول زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المرتقبة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل للصين، قائلا: "نحن مشغولون في الوقت الراهن في التحضير لزيارة الرئيس ترامب المهمة، لذا من الأفضل الحديث عن برنامج تلك الزيارة، ومن ثم نتابع المناقشة في مسائل مهمة أخرى، وبلا شك ستطرح قضية كوريا الشمالية للنقاش".
وكانت هيذر نويرت، مديرة الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية الأميركية، قد أعلنت في وقت سابق، أن زيارة تيلرسون الحالية ستكرس للتحضير لزيارة ترامب لنظيره الصيني في نوفمبر القادم والتي ستركز على العلاقات الثنائية بين البلدين لا سيما في مجال التبادل التجاري بالإضافة للأزمة في شبه الجزيرة الكورية.
وقبيل وصول تليرسون الى بكين، أمرت وزارة التجارة الصينية بإغلاق جميع الشركات التابعة لكوريا الشمالية في البلاد، وذلك خلال 120 يوما في إطار تنفيذ العقوبات التي أقرها مجلس الأمن في 12 من شهر سبتمبر/أيلول الجاري. بالإضافة إلى ذلك، سيتم أيضا إغلاق الشركات الصينية العاملة في الخارج والتي تدخل في رأس مالها، حصص لكوريا الشمالية، حسبما ورد على موقع الوزارة الصينية.
تجدر الإشارة إلى أن التوجيهات الحكومية لمست المواطنين الصينيين أيضا، إذ سيكون من المتحتم عليهم إغلاق المؤسسات العاملة خارج البلاد والتي تدخل في رأس مالها حصص لبيونغ يانغ. وكانت الحكومة الصينية أعلنت السبت الماضي، أنها ستحظر واردات المنسوجات من كوريا الشمالية، إضافة لتعليق صادرات بعض المنتجات النفطية إلى هذا البلد، وذلك امتثالا لقرار مجلس الأمن الدولي. وأكدت أنها ستحظر فورا صادرات المكثفات والغاز الطبيعي المسال إلى هذه الدولة المنعزلة. وتأتي خطوة بكين في وقت تشهد فيه شبه الجزيرة الكورية تصاعدا للتوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
وارتفعت أسعار الوقود في بيونغ يانغ غداة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة ووضعت قيودا بموجبها على صادرات المنتجات النفطية إلى كوريا الشمالية جراء برامجها النووية والصاروخية. وحسب وكالات أنباء فإنه قد ارتفاع سعر بيع الوقود في العاصمة بنسبة 20% عنه قبل شهرين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر فرض مجلس الأمن الدولي ثامن رزمة من العقوبات على كوريا الشمالية بعدما أجرت اختبارها النووي السادس وقالت إنه كان لقنبلة هيدروجينية. ووضع القرار حدودا على شحنات النفط الخام من أي دولة، تساوي الكمية التي أرسلتها إلى كوريا الشمالية خلال الأشهر الـ 12 الأخيرة. وفرض كذلك أن تقتصر كميات منتجات النفط المكرر التي يتم تسليمها إلى كوريا الشمالية على مليوني برميل في العام.
أرسل تعليقك