أطلقت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، حملة لدعم ومساعدة المتضررين من الهجوم الإرهابي الذي وقع الاثنين الماضي، في مدينة مانشستر في المملكة المتحدة والذي خلف ورائه 22 قتيلًا، و60 مصابًا، ولا يزال عشرات الضحايا في المستشفى يعانون من إصابات مروعة، بينما ترك الحادث صدمة عميقة في نفوس العديد من الناجين من التفجير.
ودعت الصحيفة لمساعدة عائلات الضحايا من خلال التبرع بالهواتف المحمولة الغير مرغوب فيها لإعادة استخدامها او إعادة تدويرها، موضحة أن الجزء الأكبر من أموال الهواتف المحمولة التي سيرسلها قراء الصحيفة ستذهب إلى صندوق طوارئ مانشستر "We Love Manchester" لدعم المصابين والمفقودين، وأضافت :"سوف نرسل أيضًا إلى بعض الجمعيات الخيرية لمساعدة المجتمعات المحلية على التوحد ضد الإرهاب".
وقد كشفت الأبحاث أن أكثر من ثلث الأسر في المملكة المتحدة تمتلك هاتفًا محمولًا واحدًا على الأقل غير مرغوب، بينما أشارت الصحيفة إلى أن هذه الهواتف غير المستخدمة يمكن أن تصل قيمتها إلى ما يقرب من مليار جنيه إسترليني، وحتى جزء صغير من هذا المبلغ يمكن أن يكون دعمًا كبيرًا لضحايا تفجير مانشستر.
وقد تعاونت الصحيفة مع شركة "كارفون وارهوس"، التي وافقت على قبول الهواتف المحمولة القديمة في متاجرها الـ 1000 في جميع أنحاء البلاد، حيث يمكن لأي شخص يريد التبرع بهاتفه المحمول أن يأخذه إلى أي فرع من فروع "كارفون"، بعد ذلك سيتم تقييمها، فيما وافقت "كارفون" على ارسال جميع الأموال التي يتم جمعها من تبرعات الهواتف إلى صندوق الصحيفة، حيث بدأت الشركة للدعوة إلى التبرع لجمع 1000 قطعة من الهواتف القديمة ، بقيمة 25،000 £.
وبفضل الدعم الجماهيري الكبير الذي تم تقديمه خلال أربعة أيام فقط، تم التبرع بأكثر من 4 ملايين جنيه إسترليني لصندوق "نحن نحب مانشستر" الذي يديره مجلس مدينة مانشستر بالتعاون مع الصليب الأحمر البريطاني، ولكن الضحايا المصابين وأسر الضحايا سوف يحتاجون إلى الدعم لسنوات مقبلة، لا سيما أولئك الذين اصيبوا بإصابات خطيرة تحتاج العلاج لسنوات.
وقال رئيس فرع مانشستر الكبرى لاتحاد الشرطة، إيان هانسون إن: " الجميع في شرطة مانشستر الكبرى يدعم هذه المبادرة العظيمة، وأود أن أشجع أي شخص لديه هاتفًا محمولًا قديمًا أن يدعم هذه المبادرة"، كما أعلن رئيس بلدية مانشستر المنتخب حديثا، اندي بورنهام، وهو وزير سابق في حزب العمال، دعم حملة "ديلي ميل" وشجع الناس على التبرع بهواتفهم القديمة، حيث قال : "نتألم كثيرًا لأولئك الذين فقدوا أحبائهم، لذلك أود أن أشجع الجميع على دعم هذا الصندوق بأي شكل من الأشكال".
وقال جيريمي فينيل، العضو المنتدب لشركة "كارفون وارهوس": "ندعم جميع المتضررين من الأحداث التي وقعت في مانشستر يوم الاثنين الماضي"، مضيفًا : "الهواتف القديمة هي وسيلة رائعة لإظهار تضامننا ومساعدة الأسر والمتضررين من المجتمع، لذلك نحن فخورون لنكون قادرين على أداء دورنا"، وتابع:"الملايين من الناس لديهم الكثير من الهواتف المحمولة القديمة، وجلبهم إلى محلاتنا سوف يحويلها إلى أموال تذهب مباشرة إلى أولئك المتضررين من التفجير".
وعلقت الصحيفة: "سيأتي الجزء الأكبر من الأموال التي تم جمعها لدعم ضحايا الهجوم، ولكن الصحيفة تعتقد أنه إذا لم يتم التعامل مع التفكك الاجتماعي الذي يمكن أن يؤدي إلى التطرف، فإن المشكلة تتهي بعد، لذلك نحن نهدف إلى إعطاء بعض الأموال لمبادرات الشباب بين الأديان المحلية"، وأضافت: "لذلك نحن نهدف إلى إعطاء بعض الأموال لمبادرات الشباب والجمعيات الخيرية المحلية".
وأكد المطران ريتشارد اتكينسون وجاتيندر سينغ بيردي، الرئيسان المشاركان لشبكة الأديان المشتركة للمملكة المتحدة بالقول: "تلعب المبادرات المحلية بين الأديان دورًا حيويًا في جمع الناس من مختلف الخلفيات الدينية، ومعالجة التحامل والكراهية، وأن الشباب جزء حيوي من ذلك ".
وستحصل جمعية شباب الأديان المشتركة، وهي مؤسسة خيرية مسجلة تقدم منحا صغيرة للمنظمات التطوعية المحلية، على بعض الأموال، فيما أوضح نيل مارتن: "نحن نساعد على جلب الشباب معا من خلال مشاريع المجتمع حتى يدركون ان لديهم الكثير من الاهتمامات المشتركة".
أرسل تعليقك