الخرطوم ـ جمال إمام
تفاقمت الخلافات بين أطراف في "الحركة الشعبية – الشمال" المتمردة وتحولت إلى نزاع مسلح، إذ اندلعت اشتباكات بين قوات رئيس الحركة مالك عقار وعناصر ينتمون إلى جناح جوزيف توكا في منطقة النيل الأزرق المتاخمة للحدود مع جنوب السودان وإثيوبيا، ما أسفر عن سقوط عشرات المسلحين بين قتيل وجريح ومقتل مدنيين. وأفادت مصادر رسمية في الخرطوم صحيفة "الحياة" بأن مجموعة عقار هاجمت منطقة "سودا الأدوك" في النيل الأزرق، حيث يقع مقر رئاسة مجموعة توكا واستولت موقتاً عليها قبل طردها منها بالقوة، ما أدى إلى سقوط قتلى من الطرفين من بينهم ضابط برتبة عقيد. كما هاجمت قوات القائد استيفن أحمد منطقة الفوج، حيث مقر إقامة أحمد العمدة القيادي البارز في جناح مالك عقار، بهدف اغتياله. وأدى الهجوم إلى مقتل 4 نساء و3 أطفال وجرح 6 من حراس المنزل.
إلى ذلك، رفض حاكم ولاية النيل الأزرق السابق، عضو الوفد الحكومي للمفاوضات مع المتمردين، عبدالرحمن أبو مدين اتهام الحركة الشعبية الحكومة بمهاجمة مواقعها في منطقة باو بالنيل الأزرق، مشيراً إلى أن لا وجود للحركة بقيادة عقار في الولاية حتى تتم مهاجمتها. وقال أبو مدين إن عقار ومن معه من المتمردين فروا من منطقة النيل الأزرق إلى أعالي النيل في جنوب السودان، بعد الصراعات الأخيرة.
وقال مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود إن مشروع السودان الجديد انتهى إلى الأبد وشهادة وفاته حررها الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان، مشيراً إلى أن البلاد ودعت مرحلة التنازع والحرب والدمار. وأكد محمود أن السودان ودّع مرحلة كان التنازع والحرب والدمار عنوانها، وتابع: "الحمد لله في هذا العيد نشهد وفاة أحد المشاريع التي كانت تصرفنا عن المشاريع الحقيقية وهو مشروع السودان الجديد الذي كتبت له شهادة الوفاة بصورة نهائية تحررت له من عرّابيه ياسر عرمان وغيره". وأضاف أن "مشروع السودان الجديد تخلى عنه أهله والآن الساحة مفتوحة للمشروع الوطني الذي لا يستثني أحداً ولا يحقد على أحدٍ ولا يزرع الفتنة بين أبناء الوطن ويحترم الجميع".
من جهة أخرى، أكد رئيس حزب الأمة المعارض الصادق المهدي أن نظام الرئيس عمر البشير نفذ برنامج حزب البعث العربي الاشتراكي بعد أن أخرجه في شعارات إسلامية، مشيراً إلى أن الطريقة التي اعتمدها النظام في إدارة شؤون البلاد كانت فاشلة، لأنها اعتمدت على طريقة الحزب الواحد، بعيداً عن تعددية الأحزاب والديموقراطية.
وقال المهدي إن تجربة حكم الإسلاميين في البلاد كانت فاشلة بكل المقاييس، مستدلاً بأن حزب الحكومة نفسه انقسم إلى 10 تنظيمات سياسية خلال السنوات التي أمضتها في الحكم، مبيناً أن الشعارات ذاتها فشلت في مصر وأفغانستان، داعياً إلى مناقشة دور الإسلام في الحياة العامة بصورة تتجنب إخفاقات هذه التجربة في المستقبل. وأفاد بأنه يرفض دعوات مَن ينادون بفصل الدين عن الدولة وقال: كثير من الناس ينظّرون من منطلقات علمانية لإبعاد الدين عن الدولة وعن الشأن العام وضرورة فصل الدين عن الدولة، وهذا الموقف غير منطقي لأن الدولة هي شعب وأرض وسلطات 3، تنفيذية وقضائية واشتراعية.
وأعلن مصدر مأذون في جـــوبا عاصمة جــنوب الســـودان، عن اجـــتماع وشيك يجـــمع رئـــيس الدولة سلــفاكير ميارديت ونائبه المقال رياك مشار زعيم المعارضة المسلحة في جوهانسبورغ في جنوب أفريقيا. وقال المسؤول الذي فضل حجب هويته لموقع "ساوث افركان نيوز" أمس، إن قادة جنوب أفريقيا يسعون إلى الجمع بين سلفاكير ومشار من أجل مناقشة الأزمة وكيفية الخروج منها، لافتاً إلى أن جوبا بصدد إرسال وفد رفيع للاجتماع بمشار لمعرفة رأيه في الوضع الراهن وكيفية الخروج من الأزمة، وأن الوفد سيجتمع برئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ونائبه سيريل راموسوفا، مؤكداً وجود مؤشرات قوية إلى نجاح الوساطة التي يقودها الإثنان لإقناع سلفاكير ومشار بعقد قمة مصغرة بينهما في جوهانسبورغ بهدف إعادة الثقة بينهما.
وقال المسؤول الجنوب سوداني: نحن نسعى لإنجاح هذه القمة لتعزيز الثقة بين الرجلين والدفع بالحوار إلى الأمام. وتابع: هناك أشخاص في الوسط يحاولون عرقلة القمة وجمع القائدين وجهاً لوجه إلا أن كل المؤشرات تشير إلى نجاح جهود انعقادها.
في شأن آخر، اعربت الحكومة في جوبا عن قلقها حيال تقارير اشارت إلى إزالة السلطات السودانية معسكرات تتبع للفارين من جنوب السودان في الخرطوم. وقال وزير الإعلام بالوكالة اكول بول إنه أمــر مؤسف اذا عومِل مواطنو جنوب السودان في الخرطوم معاملة غير لائقة، ونحن كحكومة ندين ذلك. وأوضح أكول في تصريحات إلى الصحافيين في جوبا عقب اجتماع مجلس الـــوزراء ان حكومة بلاده تؤمن بالعلاقات الـــطيبة بين البلدين، مشيراً إلى جود عشرات آلاف المواطنين السودانين في جنوب السودان الذين يعامَلون كمواطنين جنوبيين.
أرسل تعليقك