واشنطن - رولا عيسى
استبعد الرئيس باراك أوباما وجود "مناطق آمنة " في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في سورية يوم الإثنين، ضمن المحاولات لمنع سفك الدماء في حلب Aleppo الذي كان متوقفًا, وغادر وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى جنيف لعقد محادثات طارئة، في محاولة يائسة نحو إيجاد وسيلة لإستعادة الهدنة الجزئية على الأقل وسط إستمرار الهجمات التي تعاني منها المدينة الأكبر في سورية, وقال كيري إن هناك حالة من التفاؤل، ولكنهم سوف يعملوا جاهدين خلال الأربع وعشرون أو الثمانية وأربعون ساعة المقبلة لوقف حصد أرواح المزيد من الأبريـاء, ووصف العنف " الخارج عن السيطرة " في حلب بالمثير للقلق العميق للجميع في كافة أنحاء العالم، محذرًا من أنه لا يمكن السماح بإستمرار ذلك العنف بلا هوادة.
وكان الطريق الرئيسي والوحيد لهؤلاء في المنطقة التي تسيطر عليها المتمردون قد تعرض للتفجير مساء الأحـد، وهو ما جعل جماعات المعارضة تحذر من أنه إذا كان النظام بصدد قطع الطريق، فإن قرابة 200,000 من السكان سوف يقعوا في حصار مع صعوبة وصول الإمدادات الغذائية والطبية إليهم, وبينما كان هناك هدوء نسبي صباح الاثنين بعد جلوس المسؤولين على طاولة المفاوضات، فقد تم إستهداف سيارة إسعاف وطاقمها أثناء محاولتها الوصول إلى أشخاص مصابين جراء الهجمات التي وقعت نهاية الأسبوع في حي حالك Halak في حلب.
وبحسب تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في بريطانيـا، فإن ما لا يقل عن 253 مدني – بما فيهم 49 طفلاً – قد راحوا ضحية الهجمات على جانبي المدينة منذ 22 من نيسان / إبريل, وردًا على الغارات التي شنتها الطائرات التابعة للنظام السوري، فقد إتجه المتمردون إلى قصف غرب المدينة الذي يسيطر عليه النظام.
وصرح الناشط المقيم في حلب إسماعيل العبد الله إلى صحيفة التليغراف بأنه من المرجح سعي قوات الرئيس السوري بشار الأسد إلى إستعادة السيطرة خلال الأيام المقبلة على طريق Castello الرئيسي، محذرًا من أنه لم يعد هناك وقتاً كافيـاً وينتظر المواطنين ما سوف تسفر عنه مباحثات جنيف، عاقدين الأمل على التوصل إلى ما سينقذهم, فيما أكد القيادي في اللواء الأول الذي يدير العمليات تحت لواء الجيش السوري الحر المدعوم من الولايات المتحدة ولديه ما يقرب من 1,500 مقاتل في حلب, خالد كنجو, على أنه وحتى مع وجود هدنة، فلن يعودوا إلى جنيف في ظل رغبة جميع المسؤولين الروس والسوريين إستمرار حالة الحرب، وإلا لكانوا سمحوا بوصول المساعدات إلى الأجزاء المحاصرة من المدينة إذا كانت هناك مساعي من أجل التوصل إلى حل سياسي. جاء ذلك خلال حديثه إلى صحيفة الغارديان تعليقاً على المستجدات الحالية داخل الأراضي السورية والوضع الذي تشهده مدينة حلب.
وفشلت كافة الجهود السياسية من أجل التوصل إلى حل للصراع الدائر في سورية، في أعقاب رفض الرئيس السوري بشار الأسد قبول مطالب المعارضة بتخليه عن السلطة, ويتصاعد الضغط الدبلوماسي وخاصةً من الأمم المتحدة، التي قالت بأن هناك حاجة إلى إتفاق عاجل لإنهاء سفك الدماء " الوحشي " الذي شهدته الأيام العشرة الماضية, وبينما تم تمديد وقف إطلاق النار أمس في بعض المناطق الأخرى بالبلاد، إلا أن الولايات المتحدة لم تنجح حتى الآن في دفع روسيا نحو كبح جماح قوات حليفتها في مدينة حلب، التي شهدت أسوأ أعمال العنف.
وتعد أحد الأهداف الرئيسية لبشار الأسد هو إستعادة السيطرة على مدينة حلب، وهو ما كان يتم الإستعداد له قبل عدة أشهرٍ, فنجاح الأسـد في تحرير المدينة الإستراتيجية لن يعزز فقط من الشرعية الشعبية للحكومة السورية، وإنما أيضاً شرعية الرئيس, وتوقع محللون بأنه من غير المرجح إتفاق الحكومة والدعم الروسي على وقف إطلاق نار شامل غير مشروط في حلب، وذلك لأنه سوف يمنح المتمردون فرصة لتعزيز موقفها.
أرسل تعليقك