ترامب يفرض رسومًا كبيرة على الصادرات التركية ويضرب الليرة
آخر تحديث GMT16:32:44
 العرب اليوم -

ستدفع سياسته خروج أنقرة من " الناتو" وتوثيق العلاقات مع روسيا

ترامب يفرض رسومًا كبيرة على الصادرات التركية ويضرب الليرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ترامب يفرض رسومًا كبيرة على الصادرات التركية ويضرب الليرة

ترامب يفرض رسومًا كبيرة على الصادرات التركية
واشنطن ـ يوسف مكي


 يتفق الجميع على تغريدة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والتي قال فيها إن علاقتنا مع تركيا ليست جيدة في هذا الوقت  ويوجد أيضًا شيئًا جديدًا، حيث يقدّر الرئيس ترامب، الحالة البائسة للعلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، لقد انحدر البلدين إلى حرب اقتصادية تبعث على الصدمة، حيث تقوم الولايات المتحدة بفرض رسوم أعلى على الصادرات التركية، وتضرب الليرة التركية المتدنية مقابل الدولار القوي.

العلاقات التركية الأميركية الأسوأ تاريخيًا

وكان الأثر هو تفاقم المصائب في الاقتصاد التركي، وإزعاج المستثمرين في الاقتصادات الناشئة على نطاق أوسع بما في ذلك صناديق الاستثمار الأميركية، كما يحدث، وكما هو الحال دائمًا، هذه حرب اقتصادية من دون فائزين، والأمر المختلف هنا هو أنها يمكن أن تثير تحولات جغرافية سياسية يمكن أن تكون أكثر ضررًا للأمن الغربي والسلام العالمي.

و تقف العلاقات الأميركية التركية،عند أدنى مستوى لها منذ مئة عام، في الواقع، لأن الولايات المتحدة والإمبراطورية العثمانية وجدت نفسها على طرفي نقيض في الحرب العظمى، واتجهت الأمور إلى الأسوأ، حيث كان الانخفاض شديدًا وخطيرًا، ومن بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، كانت تركيا الحليف الرئيسي الوحيد الموثوق في أميركا في المنطقة، حتى الآن، ومن المرجح أن تساهم في الاستقرار السياسي والعسكري، بما في ذلك كبح روسيا وإيران في الصراعات في سورية والعراق.

و اعتبرت أميركا تركيا على أنها مرساة لاستراتيجيتها في المنطقة، وشريكًا كعضو قديم في حلف الناتو، وهي الآن تخاطر بفقدان ولائها، و نعلم أن ترامب لا يهتم كثيرًا بحلف الناتو، لكن هذا أمر مثير للسخرية، وبالنسبة للخطورة الحالية، سيكون غرق تركيا من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مكتملًا إلى درجة أنه سيتم دفعه أكثر قربًا من منافسه تاريخية، وستكون أسوأ من العلاقات الروسية التركية، وعلى الرغم من بعض الحجج الشديدة على مر السنين بما في ذلك إطلاق النار على طائرة مقاتلة روسية من قبل الأتراك، بدأ الرئيسان أردوغان وبوتين تشكيل نوع من التحالف المحلي غير الرسمي، ووضع العداوات القديمة بعيدًا.

تركيا تتجه إلى روسيا

و تعاونت تركيا وروسيا مع إيران في جلب "السلام" إلى سورية، مع المصادفة السعيدة بأن هزيمة تنظيم "داعش" يعزز كل مصالح طهران الوطنية، وفي المقابل، تتوقع تركيا، وتلقت بالفعل مساعدة من أصدقائها الجدد في سحق الديمقراطية الناشئة في كردستان، والتي طالما شعرت بجنون العظمة، وفي مقابل ذلك التحالف الثلاثي الجديد بين تركيا وروسيا وإيران، نجد التحالف الضمني بين أميركا وإسرائيل والمملكة العربية السعودية، وترتكز علاقتهما على ما يبدو على القول المأثور القائل بأن عدو عدوي هو صديقي،على الرغم من أن علاقة الرئيس ترامب الشخصية مع الرئيس بوتين، قوية وغامضة.

وتخوض هاتين الكتلتين بالفعل حربًا بالوكالة والحرب الجوية في اليمن والعراق وسورية، ويقابلان بعضهما البعض في جولة جديدة من القتال في لبنان، ويمتلك كلا الطرفين رهانا جانبيا صغيرا، مثل الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين، ويشكل خطر أن هذه الصراعات المحلية يمكن أن تتصاعد إلى شيء أكثر خطورة هو واضح جدا، ومع اقتراب الميليشيات المدعومة من إيران من الحدود الإسرائيلية، على سبيل المثال، يزداد احتمال القيام بعمل مباشر من قبل الإسرائيليين ضد إيران.

وتُعد إسرائيل، بعد كل شيء، قوة نووية غير معترف بها، ويمكن لإيران والمملكة العربية السعودية الحصول بسهولة على مثل هذه الأسلحة، كما أن تخلي الرئيس ترامب عن الاتفاق النووي الدولي مع إيران يجعل من الأرجح أن آيات الله سيبدأون في اختبار صواريخ ذات رؤوس نووية، داعين إلى القيام بعمليات مضادة إسرائيلية، بجانب أن أحدث العقوبات الأميركية الصارمة على إيران وتركيا لم تفعل شيئًا سوى تعزيز النفوذ الروسي وزيادة التوتر.

روسيا تضم تركيا وإيران في صفها

و لم يستطع الرئيس الأميركي إعطاء روسيا المزيد من المساعدة الدبلوماسية، من وجهة نظر الكرملين، ربما لأن بوتين نفسه يدير البيت الأبيض، كما أن روسيا، من دون جهد كبير من جانبها، اكتسبت حليفين قويين، تركيا وإيران، وهما تخدمان المصلحة الروسية بشكل جيد، وفي المقابل تقف أميركا القوية، بقدر ما هي أقل قدرة على حماية مصالحها الخاصة، بما في ذلك مصالح في الخليج وإسرائيل.

ويقع الخطأ على عاتق الرئيس ترامب، حيث سلسلة من الأخطاء القاسية والقسرية التي أفسدتها عقود من الجهود الدبلوماسية الأميركية، وقد كان على حق في الاحتجاج على الاحتجاز غير القانوني للقس الأميركي أندرو برونسون، والذي احتجز دون سبب وجيه لمدة عامين، ومع ذلك فقد نقل مؤخرًا من السجن إلى الإقامة الجبرية، وهي علامة أمل، وربما حقق الرئيس ترامب مزيدا من التقدم إذا حاول العمل من وراء الكواليس عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن الآن جعل السيد ترامب السيد برونسون في مأزق، فلا يستطيع الأتراك إطلاق سراحه خشية الظهور في موقف ضعيف.

يوجد الشيخ التركي المعارض البارز، محمد فتح الله غولن، هو رجل متقاعد عمره 77 سنة يعيش في الولايات المتحدة منذ عدة سنوات، وطالبت تركيا بتسلمه عدة مرات، لكنها لم تتخذ إجراءات إضافية ضد الولايات المتحدة لإيوائها الرجل الذي يعتقد أنه كان يخطط لتقويض الدولة التركية، أو على الأقل حكم أردوغان الاستبدادي، وكان هناك شعور بضبط النفس، قبل أن يفقد ترامب أعصابه، بشأن الرهائن السياسيين.

وليست هذه المرة الأولى، التس يراهن فيها الرئيس ترامب على أمن أميركا وسلامها العالمي، الأمل هو أن هذا هو مثال آخر لطريقة ترامب الدبلوماسية، حيث التحدث بصوت عالٍ وموجا  عصا كبيرة تجاه الآخرين، إذا كان هذا هو مقدمة لحوار أكثر معقولية مع تركيا، عندها يمكن إصلاح الضرر، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهو يدفع تركيا خارج حلف شمال الأطلنطي وفي احضان روسيا وبوتين، وستكون العواقب قاتمة بالفعل، خاصة بالنسبة لأصدقاء أميركا المتبقين ومصالحهم الحيوية في الشرق الأوسط، حيث إن السياسة الخارجية الأميركية ليست جيدة في هذا الوقت

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يفرض رسومًا كبيرة على الصادرات التركية ويضرب الليرة ترامب يفرض رسومًا كبيرة على الصادرات التركية ويضرب الليرة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 12:46 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
 العرب اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab