باريس - مارينا منصف
اعترف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في كتابه الجديد، الذي يفجر العديد من المفاجأت، أن المرأة المحجبة تصبح "ماريان" أي رمز الجمهورية الفرنسية في المستقبل، مؤكدًا كراهية الدولة للإسلام، ورفض المهاجرين.
وأصدر هولاند على مدار 61 مقابلة وعشاء في الإليزيه مع اثنين من الصحافيين الاستقصائيين، سلسلة من التعليقات غير العادية وبلا حذر على كل شيء، مثل الإسلام، و كرة القدم، والقضاة، وعلاقاته مع النساء وحتى نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا الأسبق. وتعدّ المقاطع الأكثر إثارة للجدل هي الهجرة والإسلام، بعدما أكد لمؤلفي الكتاب جيرار ديفيد وفابريسلاهوم، قائلًا "أنا أعتقد أن هناك الكثير من الوافدين نتيجة الهجرة الذين لا ينبغي أن يكونوا هنا". وفي تعليق آخر، "في الحقيقة هناك مشكلة في فرنسا مع الإسلام، ولا يشك أحد في ذلك".
وأضاف هولاند "المشكلة ليست في الإسلام نفسه لكونه دين خطير على الجمهورية، ولكن لأنه يسعى إلى فرض نفسه كدين داخل الجمهورية". وردًا على سؤال حول التضارب بين الهوية الوطنية والحجاب الإسلامي، جاوب بطريقة مثيرة للجدل، قائلًا "إمرأة اليوم المحجبة ستصبح ماريان أو الرمز الوطني لفرنسا الغد". وفسرت تصريحات هولاند بأنه يخشى أن يصبح الرمز الوطني للدولة هي امرأة ترتدي النقاب، ولكنه أوضح أنه يريد أن يرى النساء المسلمات أحرار دون حجاب.
وتابع "إذا تمكنا من توفير الظروف المناسبة لها أن تزدهر فإنها ستتخلص من حجابها وتصبح فرنسية، وفي نهاية المطاف، ما الذي نراهن عليه ؟ هو أن هذه المرأة ستفضل الحرية عن العبودية، وأن الحجاب يمكن أن يكون شكلًا من أشكال الحماية لها، ولكن غًدا لن تحتاج لتشعر الاطمئنان خلال وجودها في المجتمع".
وأثارت تعليقات هولاند رد فعل غاضب من لوران ويكيز، الرئيس المؤقت للمعارضة في حزب اليمين الجمهوري، الذي اتهم هولاند بأنه على استعداد للمقايضة على رمز الجمهورية الفرنسية من أجل الإسلام السياسي.
وفي الكتاب توجد تصريحات لا يمكن أن تخرج من رئيس جمهورية، وهاجم هولاند لاعبي كرة القدم الفرنسيين ووصفهم بـ"غير الوطنيين"، قائلًا "شبان دون اتجاهات، وبلا قيم، غادروا فرنسا في وقت مبكر جدًا، والذين يحتاجون إلى تدريبات رفع أثقال لأدمغتهم". وأضاف "هناك نجوم مثل لاعب مانشستر يونايتد بول بوغبا ولاعب كرة قدم لهذا العام رياض محرز يلعب الآن في بريطانيا، وهؤلاء النجوم تحولوا من أطفال غير متعلمين إلى نجوم فائقة الثراء دون أي تحضير، انهم ليسوا مستعدين نفسيًا لمعرفة ما هو جيد وسيء".
وردًا على تصريحات هولاند قال نجم فرنسا السابق ايمانويل بوتي "السياسيين الفرنسيين هم الذين يحتاجون لفحص رؤوسهم، وصحيح أننا لسنا محظوظين بما يكفي للذهاب إلى المدرسة الفرنسية العليا لموظفي الخدمة المدنية، ولكنني سأكون سعيدًا لإعطاء بعض السياسيين تمارين أثقال للدماغ".
وتحدث الرئيس الفرنسي البالغ من العمر 62 عامًا أيضا عن تاريخه الرومانسي المعقد، مصرًا على أن سيغولين رويال، وزير البيئة وأم أولاده، هي المرأة التي يشعر أنها الأقرب إليه على الرغم من علاقته المستمرة مع الممثلة جولي غاييه، الذي يعترف بأنه يشعر بـ"المعاناة" من حقيقة أنه يرفض أن يجعل العلاقة بينهما رسمية، وهي خطوة قال إنه لن يقوم به طالما مازال في منصب الرئيس.
وركز هولاند على انتقاد سلفه، نيكولا ساركوزي، الذي يسعى لترشيح نفسه من جديد لانتخابه، والذي انتقده بسبب حبه للمال وفظاظته وخبثه. وسخر من مفروشات ساركوزي وزوجته كارلا بروني في حمام قصر الاليزيه، مؤكدًا أنها تعبر عن ذوق مريع للغاية.
ويعتمد ساركوزي في إمكانية فوزه بالرئاسة على الفوز بالانتخابات التمهيدية للحزب اليميني المقبلة ومن ثم إعادة انتخابه من خلال اللعب على "الخوف الوطني" من الهجرة والتعصب الديني وأفريقيا.
أرسل تعليقك