طهران ـ مهدي موسوي
أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد رضا نوبخت، أمس الثلاثاء، أن "سياسة إيران لتطوير الصواريخ الباليستية غير قابلة للتغيير"، بالتزامن مع لقاء عقده الرئيس حسن روحاني أمس مع المرشد الإيراني علي خامنئي، فيما دعا نائب رئيس البرلمان علي مطهري إلى تشكيل حكومة كفاءات تضم شخصيات مثل عمدة طهران محمد باقر قاليباف، وذلك بموازاة مشاورات تجرى في كتلة "الأمل" الإصلاحية لتغيير رئيس البرلمان المحافظ علي لاريجاني بعد انتصار حققه المعسكر الإصلاحي والمعتدل في الانتخابات التي جرت الجمعة الماضي في البرلمان.
وأعلن نوبخت في كلمة أمام البرلمان الإيراني أمس التزام الحكومة بدعم تطوير برنامج الصواريخ الباليستية، مضيفا أن الحكومة أكدت دعم البرنامج في البرنامج الخماسي السادس وميزانية 2017. وتعد تصريحات نوبخت في أول اجتماع للبرلمان الإيراني، ثاني رسالة توجهها الحكومة الإيرانية لتخفيف التوتر مع الحرس الثوري، بعدما أثارت تصريحات روحاني قلقا من تفاقم الخلافات بين الحكومة و"الحرس الثوري" حول برنامج الصواريخ ودور الحرس داخل البلاد، بخاصة على صعيد الاقتصاد.
واعترف نوبخت بالمخاوف الدولية من برامج الصواريخ الإيرانية ضمنا، وقال إن "القلق من برنامج الصواريخ لا يؤدي إلى وقفه". كما دعا إلى التريث وفتح قنوات حوار مع دول الجوار لـ"تبديد مخاوفها من البرنامج الدفاعي الإيراني، وما يتسبب بالخوف وشراء الأسلحة" وفق ما نقلت عنه وكالة "إيسنا". وقال نوبخت إن الحكومة الإيرانية لا تعد زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى المنطقة حدثا سياسيا. وزعم أن لبلاده "سياسة خارجية ثابتة ومحسوبة، وتواصل إجراءاتها بناء على ذلك".
وكان روحاني فتح ملف الصواريخ خلال أول مؤتمر صحافي له بعد إعادة انتخابه، حيث أبدى انفتاح حكومته على تطوير برنامج الصواريخ، وقال إنها "ضمان إيران للسلام"، وفي الوقت نفسه عارض أي دور للحرس الثوري في ما يتعلق بالنشاطين السياسي والاقتصادي.
وأعلن مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي أمس أنه استقبل الرئيس المنتخب حسن روحاني، ولم ينشر المكتب تفاصيل عن اللقاء. وكان خامنئي أصدر بيانا عقب إعلان نتائج الانتخابات الإيرانية، وجه فيه توصيات إلى الرئيس المنتخب، لكنه لم يتطرق إلى اسم روحاني ولم يهنئه. وبعد لقاء خامنئي، توجه روحاني إلى قبر المرشد الأول "الخميني" والتقى حفيده حسن الخميني، ونقلت مواقع إيرانية عنه قوله يخاطب قبر الخميني: إن "البعض أراد أن ينزل مجموعة من قطار الثورة، لكن الشعب قرر اليوم أن يعود الجميع ويركب".
على صعيد آخر، طالب نائب رئيس البرلمان الإيراني علي مطهري حكومة روحاني بالتحرك من أجل تحقيق المطلب الشعبي برفع الإقامة الجبرية عن الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي، ورفع القيود عن الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، بالاعتماد على التأييد الشعبي الواسع. وحول اقتراحه بتعيين عمدة طهران محمد باقر قاليباف في الحكومة الإيرانية المقبلة بهدف تخفيف الاحتقان بين المعسكرين المحافظ والإصلاحي، قال مطهري: سيكون جيدا تعيين الكفاءات والشخصيات البارزة من الطرف المقابل، مضيفا: "قاليباف مدير تنفيذي قوي، ومن الأفضل تعيينه وتعيين الكفاءات الأخرى". وكان قاليباف ضمن مرشحين مدعومين من ائتلاف المحافظين "جمنا" في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وأعلن انسحابه من الانتخابات قبل أيام لصالح المدعي العام السابق إبراهيم رئيسي
.
ويتوقع أن قاليباف سيخسر منصب عمدة طهران بعد 12 عاما من شغله المنصب، وذلك بعدما فازت قائمة الائتلاف الإصلاحي والمعتدل بكل مقاعد بلدية طهران (21 مقعدا) في الانتخابات التي جرت بموازاة الانتخابات الرئاسية الجمعة الماضي. وتردد خلال الأيام الماضية اسم نائب الرئيس إسحاق جهانغيري ونجل الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، محسن هاشمي، لمنصب عمدة طهران.
في شأن آخر، أفاد موقع "خبر أونلاين" بأن رئيس كتلة "الأمل" الإصلاحية محمد رضا عارف يتوجه لترشيح نفسه لرئاسة البرلمان والمنافسة مع الرئيس الحالي علي لاريجاني بعد مرور عام على رئاسة الأخير. ويتطلع الإصلاحيون لاستثمار فوز روحاني وقائمة "الأمل" في مجالس البلدية للوصول إلى توازن في رئاسة البرلمان.
وكان لاريجاني تفوق على عارف قبل عام بعدما حصد 173 من أصل 281 صوتا، مقابل 103 أصوات حصل عليها عارف. وبحسب الموقع، فإن الكتلة تجري مشاورات لإعادة انتخاب رئيس البرلمان. وتتكون كتلة "الأمل" الإصلاحية من 158 نائبا من أصل 290 في البرلمان الإيراني، وتقابلها كتلة "الولاية" برئاسة علي لاريجاني المكونة من 118 نائبا في البرلمان.
أرسل تعليقك