كابول ـ أعظم خان
أعلن متحدث باسم الشرطة الأفغانية أمس الجمعة، أن ستة من رجال الشرطة قتلوا بعد أن اقتحمت عناصر من حركة "طالبان" موقعا أمنيا في إقليم فرح غرب أفغانستان. وقال إقبال باهر المتحدث باسم شرطة فرح إن الهجوم وقع صباح أمس ببلدة "شاه كاريز" بالإقليم، مضيفاً أنه تم صد الهجوم ونشر قوات أمن جديدة في المنطقة. وأضاف المتحدث أن خمسة من مسلحي "طالبان" قتلوا أيضاً بعد بضع ساعات فقط من وقوع اشتباك منفصل في منطقة أخرى في إقليم فرح. وأصيب تسعة أشخاص. وتابع أنه لم تكن تقع أي خسائر بشرية بين أفراد القوات الحكومية في الاشتباك الثاني.
وتزايدت الهجمات التي تحدث ليلا على المواقع الأمنية، بحيث وصلت إلى معدل هجوم كل أسبوع تقريبا. وقتل عشرة ضباط شرطة الأسبوع الماضي فقط، عندما هاجم مسلحون موقعا للشرطة بإقليم حيرات غرب البلاد. وبينما تتصاعد الحرب في مختلف أنحاء البلاد، أصبحت قوات الأمن الأفغانية مقهورة وتضعف روحها المعنوية بشكل متزايد وهذا ساهم في قرار حلف شمال الأطلسي "ناتو" في اجتماع لوزارة الدفاع في بروكسل أول من أمس بزيادة عدد أفراد القوات الدولية في أفغانستان، ومن المفترض أن تساعد القوات الإضافية في تدريب الجيش والشرطة الأفغانية.
من جهة أخرى، قبل أشهر من الانفجار المروع الذي استهدف السفارة الألمانية في العاصمة الأفغانية كابل، توفرت لدى أجهزة استخباراتية معلومات عن خطط لتنفيذ الهجوم، وذكرت محطة "برلين براندنبورغ" الألمانية الإذاعية مساء أمس استنادا إلى مصادر أمنية أن الاستخبارات الألمانية كان لديها معلومات محددة عن هجوم محتمل على السفارة الألمانية في كابول، وحذرت منه. وأضاف التقرير أنه كان معلوما أيضاً كيف سيجرى تنفيذ الهجوم.
يذكر أن 150 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 450 آخرون جراء انفجار شاحنة مفخخة بالقرب من السفارة الألمانية في كابل في 31 مايو/أيار الماضي. كما أسفر الانفجار عن تلفيات في مبنى السفارة، إلا أن موظفي السفارة ظلوا داخل المبنى دون التعرض لإصابات. وذكرت المحطة أن الاستخبارات العسكرية الألمانية "إم إيه دي" تلقت في 18 يناير/كانون الثاني كانون ثان الماضي، أي قبل الهجوم بخمسة أشهر، معلومة بشأن التخطيط للهجوم. وحتى ذلك التوقيت كان الحديث عن التخطيط لهجوم بشاحنة ذات خزان لشفط مياه الصرف، وصدر بعد ذلك المزيد من التحذيرات من أجهزة استخباراتية أجنبية. وبحسب تقرير المحطة، فإن شحنة المتفجرات كانت أكبر مما يُعتقد من قبل، حيث كانت الشاحنة تحوي 10 آلاف كيلوجرام من المتفجرات وليس ألف كيلوغرام كما أعلن من قبل.
وفي بروكسل رفض وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أمس، تحديد موعد لانتهاء العمليات العسكرية في أفغانستان قائلا إن الحروب هي في جوهرها ظاهرة لا يمكن التنبؤ بها. وقال ماتيس عقب اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي "ناتو" في بروكسل وافقوا خلاله على إرسال آلاف الجنود إلى أفغانستان، حيث تقاتل القوات الحكومية كلا من "طالبان" وتنظيم داعش الإرهابي، لا يمكننا القول بأننا تعبنا من الحرب، مضيفاً أنه لم يكن هناك أحد مستعد لدفع ثمن عدم خوض الحرب. ومع ذلك اعترف ماتيس بأنه قد تم سحب القوات في الماضي بسرعة كبيرة.
وفي الوقت الذي يتعين فيه على الـ"ناتو" كشف العدد النهائي للقوات الإضافية التي تم التعهد بنشرها، قال ماتيس إن الحلف تمكن من ملء 70 في المائة من هذه الفجوة، وأعرب عن تفاؤله بإمكانية تأمين القوات المتبقية في غضون الأسابيع المقبلة. ومن المتوقع نشر قرابة 4 آلاف جندي وعقب الاجتماع قال وزير الدفاع الأفغاني طارق شاه باهرامي إنه متفائل بأنه سيتم تحقيق إنجازات عظيمة قريبا وإنه سيتم إلحاق الهزيمة بأعداء أفغانستان.
وأضاف باهرامي: إنني أؤمن بشدة بالاحترافية التي تعمل بها قواتنا. كان الناتو قد وافق في وقت سابق اليوم الخميس، على إرسال آلاف الجنود إلى أفغانستان، وذلك بعد أكثر من عامين من إنهاء التحالف مهمته القتالية في البلد الذي مزقته الحرب.
واتفق وزراء دفاع دول الحلف العسكري، أمس، على إرسال جنود إضافيين غير قتاليين، حيث تغلب التمرد المتنامي في أفغانستان على القوات المحلية، وترك الحكومة لا تسيطر إلا على 60 في المائة فقط من الأراضي. وقال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، أول من أمس: أستطيع أن أؤكد أننا سنزيد من وجودنا في أفغانستان. لقد تعهدت 15 دولة بالفعل بمساهمات إضافية.
تجدر الإشارة إلى أن انتشار الناتو في أفغانستان، وهو أكبر عملية عسكرية من نوعها بالنسبة للحلف، استمر 11 عاما، ووصل في ذروته إلى 130 ألف جندي. وانتهت العملية في ديسمبر/كانون الأول 2014. ومنذ ذلك الحين واصل نحو 12 ألف جندي من الـ"ناتو" تدريب القوات الأفغانية ومساعدتها وتقديم المشورة لها. ومن خلال نحو سبعة آلاف جندي، كانت المساهمة الأميركية هي الأكثر عدداً ضمن مهمة الـ"ناتو"، بالإضافة إلى مهمة منفصلة على الأرض تضم نحو 8400 جندي من المتوقع أن تزداد أعدادهم هم أيضاً.
أرسل تعليقك