أكد رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، مساء الأربعاء، أن "الجيش اللبناني وحده المعني بتأمين سلامة الحدود، وبسط السلطة الشرعية عليها." وقال في بيان صدر عن مكتبه، إن "التطورات التي تشهدها الحدود الجنوبية، يجب ألا تشكل سببا لأي تصعيد، وهو ما يريده لبنان ويسعى إليه مع كافة الجهات الدولية والصديقة المعنية بذلك". وأضاف أن "الحكومة اللبنانية تؤكد التزام الموجبات الكاملة للقرار 1701، وللتعاون والتنسيق القائمين بين السلطات اللبنانية وقوات الطوارئ الدولية".
وتابع الحريري قائلاً: إن "الحكومة اللبنانية تؤكد أن الجيش اللبناني هو المعني بتأمين سلامة الحدود، وبسط السلطة الشرعية على كاملها، بما يتوافق مع مقتضيات الشرعية الدولية والقرارات المعلنة في هذا الشأن". وأشار إلى أن "الحكومة حريصة كامل الحرص على التزاماتها تجاه سيادتها وسلامة حدوها، وتأكيدها عدم خرق القواعد القائمة وفقا للقرار 1701".
ورأى أن "ما يقوم به الجانب الإسرائيلي من خلال خرقه المستمر للأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية، يشكل مخالفة مكشوفة ومرفوضة لتلك القواعد". وأوضح أن لبنان فنّد ذلك في الاجتماع الذي عقد برئاسة قائد قوات الطوارئ في منطقة "رأس الناقورة"، أمس الأربعاء، والذي سيكون محل متابعة من الحكومة مع الأطراف المعنية في الأمانة العامة للأمم المتحدة، والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي.
وفي ضوء ذلك، قدم لبنان مساء أمس، شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن "الخروق الإسرائيلية المتكررة على أراضيه. وكانت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية)، أفادت بأن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، أصدر التعليمات بتقديم شكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن، مشيرة إلى أن عدد الانتهاكات الإسرائيلية يقدر بنحو 150 خرقا شهريا.
ويأتي ذلك في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية أطلقها أمس الأول تحت اسم "درع الشمال" عند الحدود اللبنانية بهدف كشف وتدمير ما قيل إنه "الأنفاق الهجومية لحزب الله". وأكدت "الوكالة الوطنية" أن القوات الإسرائيلية أطلقت ضمن إطار العملية منطادا أبيض مزودا بكاميرات مراقبة مقابل محلة كروم الشراقي خراج بلدة ميس الجبل قضاء مرجعيون، فضلا عن نصب كاميرا مثبتة على قسطل حديدي فوق الجدار الإسمنتي الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، عند محلة العبارة مقابل طريق عام كفركلا، وهي موجهة نحو الأراضي اللبنانية.
وكان عقد في مقر قيادة القوات الدولية في "رأس الناقورة" الحدودية، اجتماع ثلاثي بين ممثلين عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي وقوات حفظ السلام الأممية "اليونيفيل"، لبحث تطورات الوضع في المنطقة. وأعلنت بعثة "اليونيفيل أنها سترسل اليوم الخميس، فريقا تقنيا إلى إسرائيل على خلفية إعلان الجيش الإسرائيلي البدء في عملية عسكرية ضد "أنفاق حزب الله".
وأوضحت البعثة، في بيان، أن المناقشات شملت "أنشطة الجيش الإسرائيلي جنوب الخط الأزرق للبحث عما يشتبه في أنه أنفاق". وأثناء الاجتماع في رأس الناقورة، ناشد ديل كول الطرفين الإسرائيلي واللبناني استخدام "آليات الارتباط والتنسيق.. لتجنب سوء الفهم وضمان الحفاظ على الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق وتعزيزه". ودعا ديل كول الأطراف إلى "الامتناع عن القيام بأي عمل أحادي قد يؤثر سلبا على الوضع"، مشددا على أنه "يجب على جميع الأطراف أن تدرك أن وقوع أي حادث بسيط نسبيا قد يتحول بسرعة إلى شيء أكثر خطورة وذي عواقب لا تحمد عقباها".
كما أشار قائد البعثة الأممية مجددا إلى أهمية ضمان وصول قوات "اليونيفيل" بشكل كامل إلى جميع المواقع على طول الخط الأزرق"، في الوقت الذي ناشد فيه الأطراف تقديم الدعم الممكن للحد من "مستوى الخطاب التصعيدي".
وفي نيويورك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن "بناء الأنفاق من بلد إلى آخر لأغراض عسكرية أمر غير مقبول على الإطلاق"، في إشارة إلى العمليات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية على الحدود ضد أنفاق تؤكد أن "حزب الله" المدعوم من إيران بناها عبر الحدود بهدف استهداف إسرائيل.
وأفاد الناطق باسم الأمم المتحدة في نيويورك ستيفان دوجاريك، بأن قائد القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" الميجر جنرال ستيفانو ديل كول ترأس الاجتماع الثلاثي المعتاد مع كبار الضباط من القوات المسلحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية في مقر الأمم المتحدة في رأس الناقورة، موضحاً أن ذلك تضمن مناقشات حول نشاطات الجيش الإسرائيلي جنوب الخط الأزرق بحثاً عن أنفاق مشتبه فيها.
ورداً على سؤال لـ"الشرق الأوسط" عن تصريحات رئيس مجلس النواب اللبناني في شأن عدم تقديم إسرائيل أدلة إلى "اليونيفيل" حول وجود هذه الأنفاق، أجاب دوجاريك: "من وجهة نظر الأمين العام، فإن مبدأه هو أن بناء الأنفاق من بلد إلى آخر لأغراض عسكرية أمر غير مقبول على الإطلاق".
أرسل تعليقك