بحث نائب العاهل السعودي الأمير محمد بن سلمان، مساء الإثنين، مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، مستجدات الأوضاع في المنطقة. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إنه جرى خلال اللقاء أيضًا، "بحث الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف، وفرص تطوير التعاون بين البلدين في عدد من المجالات". وحضر اللقاء الذي جرى في قصر السلام في جدة، وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير.
ووصل وزير الشؤون الخارجية الجزائري إلى جدة، مساء الأحد، في مستهل جولة عربية تشمل 8 دول، لمناقشة عدة قضايا إقليمية على رأسها أزمتا الخليج وليبيا، وفق بيان للخارجية الجزائرية. وقالت الوزارة، في بيانها، إن الجولة تشمل "السعودية، مصر، سلطنة عمان، البحرين، قطر، الكويت، الأردن، والعراق"، دون توضيح ترتيب زيارة تلك الدول. وحسب البيان يحمل مساهل في جولته، التي لم تحدد مدتها، "رسالة من رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة لملوك ورؤساء هذه الدول".
كما يناقش "العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وكذا المسائل الإقليمية والدولية، خصوصًا الوضع في العالم العربي، والأزمات التي تعاني منها ليبيا وسورية واليمن ومنطقة الخليج". وذكر البيان، أن الجولة ستتناول أيضًا ملفات "مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وكذا التجربة الجزائرية في مجال القضاء على التطرف".
وتعد هذه الجولة الأولى من نوعها لوزير جزائري، منذ سنوات، من حيث عدد الدول التي تشملها. ولم يوضح بيان الخارجية إن كان الأمر يتعلق بمساعي وساطة في أزمة الخليج، خاصة أن الزيارة تشمل كافة الدول المعنية بها.
رأس نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الجلسة، التي عقدها، مجلس الوزراء، أمس الاثنين في قصر السلام في جدة. وفي بداية الجلسة، رفع نائب خادم الحرمين الشريفين الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على ما قام به من اتصالات بالعديد من زعماء دول العالم التي تكللت ولله الحمد بإعادة فتح المسجد الأقصى وإلغاء القيود المفروضة على الدخول للمسجد، وأسهمت بإعادة الاستقرار والطمأنينة للمصلين والحفاظ على كرامتهم وأمنهم، انطلاقاً من حرص المملكة على حق المسلمين في المسجد الأقصى وأداء عباداتهم فيه بكل يسر واطمئنان وضرورة احترام قدسية المكان.
بعد ذلك، أطلع نائب خادم الحرمين الشريفين المجلس على نتائج لقائه قائد القيادة المركزية بالجيش الأمريكي الفريق أول جوزيف فوتيل، وما جرى خلاله من استعراض لمجالات التعاون الثنائي خاصة الجانب العسكري والجهود المشتركة في محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف، ومستجدات الأوضاع في المنطقة، ولقائه زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، وما شهده اللقاء من استعراض للعلاقات السعودية العراقية وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء، أدان قيام المليشيات الحوثية بإطلاق صاروخ باليستي باتجاه منطقة مكة المكرمة في محاولة يائسة لإفساد موسم الحج، مجدداً في هذا السياق تأكيد قيادة التحالف لدعم الشرعية في اليمن على أن استمرار تهريب الصواريخ إلى الأراضي اليمنية، يأتي بسبب غياب الرقابة على ميناء الحديدة وسوء استخدام التصاريح التي يمنحها التحالف للشحنات الإغاثية والبضائع.
ورحب مجلس الوزراء بما صدر عن اجتماع وزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في المنامة، حول أزمة قطر من تأكيد على المبادئ الستة التي تم الإعلان عنها في اجتماع القاهرة، والتي تمثل الإجماع الدولي حيال مكافحة الإرهاب والتطرف وتمويله، وما أبدته الدول الأربع من استعداد للحوار مع قطر، شريطة إعلان رغبتها الصادقة والعملية في وقف دعمها وتمويلها للإرهاب والتطرف ونشر خطاب الكراهية والتحريض، والالتزام بعدم التدخل في شئون الدول الأخرى، وتنفيذ المطالب الثلاثة عشر العادلة التي تضمن السلم والاستقرار في المنطقة والعالم، وما عبّر عنه البيان من استنكار الدول الأربع لقيام السلطات القطرية المتعمد بعرقلة أداء مناسك الحج للمواطنين القطريين الأشقاء، وإشادة بالتسهيلات المتواصلة التي تقدمها المملكة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام.
كما رحب مجلس الوزراء بالبيان الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في ختام اجتماعه الطارئ، بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وثمن مجلس الوزراء ما عبّر عنه البيان من تقدير لجهود خادم الحرمين الشريفين لحماية المسجد الأقصى، وجدد المجلس في هذا الشأن الموقف الثابت للمملكة العربية السعودية في دعم الشعب الفلسطيني ورفض كل محاولات فرض السيطرة والإجراءات الأحادية التي ترمي إلى الإساءة للقدس والحرم الشريف، وتأكيدها أن الطريق الوحيد للسلام هو العودة إلى مبادرة السلام العربية ووضع آلية دولية فاعلة تضمن للشعب الفلسطيني جميع حقوقه غير القابلة للتصرف وإنهاء الاحتلال وفق إطار زمني محدد وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وبيّن بن صالح العواد، أن المجلس نوه بما تضمنه البيان الختامي لاجتماع لجنة المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي لمناقشة التصعيد الإسرائيلي الأخير في القدس، وما اشتمل عليه من إدانة لجميع الإجراءات العقابية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ورفض لجميع الإجراءات التي تفرضها إسرائيل على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى. وجدد مجلس الوزراء، إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين للتفجير الانتحاري في كابول، وقدم العزاء والمواساة لذوي الضحايا ولجمهورية أفغانستان الإسلامية حكومةً وشعباً وتمنياتها للمصابين بالشفاء.
من جهة ثانية، اتهمت المملكة العربية السعودية ، إيران، بالمماطلة ورفض استكمال التحقيق في حادثة اقتحام سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد في يناير 2016، مشيرة إلى أنها ستتخذ "كافة الإجراءات التي تضمن حقوقها الدبلوماسية. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية أن "السلطات الإيرانية استمرت في مماطلتها ورفضها استكمال الإجراءات المتعلقة بالتحقيق في حادثة اقتحام سفارة المملكة في طهران وقنصليتها العامة في مشهد، رغم مضي أكثر من سنة ونصف".
واتهمها بأنها "عمدت إلى الابتزاز بغرض الحصول على امتيازات دبلوماسية داخل المملكة في ظل قطع العلاقات بين البلدين". وقال المصدر إن "السلطات الإيرانية انتهجت أساليب ملتوية ومنها رفضها وصول فريق سعودي إلى أراضيها للمشاركة مع الجهات المختصة الإيرانية في معاينة مقر السفارة في طهران، والقنصلية العامة في مشهد، وذلك لإنهاء الإجراءات المتعلقة بممثليات المملكة في طهران ومشهد، رغم موافقتها المبدئية على ذلك".
وأوضح أن "هذه المماطلات تعكس سلوك ونهج الحكومة الإيرانية وعدم احترامها للعهود والمواثيق والقوانين الدولية، وانتهاكها حرمة البعثات الدبلوماسية، وهو نهج دأبت عليه على مدى 38 عامًا"، بحسب البيان. وبين المصدر أن "المملكة رأت توضيح هذه الحقائق وأنها سوف تقوم من جانبها بإيضاح ذلك للمنظمات الدولية واتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن حقوقها الدبلوماسية وفقًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وأحكام القانون الدولي".
أرسل تعليقك