عدن ـ عبدالغني يحيى
أفادت مصادر مقربة من رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، بأنه غادر الجمعة، مدينة عدن إلى الرياض، بناءً على طلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي؛ إذ يريد الأخير أن يناقش معه مستجدات الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وامتدح بن دغر في تصريح رسمي قبيل المغادرة، الدور السعودي الكبير في مساندة الحكومة وتقديم المساعدات الإنسانية، وقال: "إن خير المملكة وصل إلى كل مواطن يمني". وكشفت وكالة "سبأ" الرسمية، عن أن رئيس الحكومة سيطلِع الرئيس هادي "على جملة من القضايا المهمة في الجانبين الأمني والخدمي، والجهود التي بذلتها الحكومة على صعيد تطبيع الأوضاع، وعودة عمل المؤسسات الخدمية وصرف المرتبات، وصولًا إلى إقرار موازنة الدولة العامة لعام 2018".
وهذه أول مرة يغادر فيها بن دغر العاصمة المؤقتة عدن عقب عودة الهدوء والاستقرار إلى المدينة بعد المواجهات الدامية التي اندلعت أواخر الشهر الماضي بين القوات الموالية للحكومة والفصائل الموالية لما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" بقيادة محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي، فيما كانت الحكومة الشرعية تجاوزت في الأسبوعين الأخيرين الصدمة القوية التي تسببت فيها المواجهات، وعادت إلى ممارسة مهامها الاعتيادية في تطبيع الأوضاع الأمنية ومعالجة آثار الاشتباكات، إضافة إلى جهودها في توفير الخدمات وصرف رواتب موظفي القطاعات الحكومية، بينما أدى التدخل الحاسم للتحالف العربي إلى وقف الصدام المسلح الذي خلّف أكثر من 300 قتيل وجريح، ونجح في إعادة الاستقرار والهدوء إلى مدينة عدن
وقالت المصادر: إن الرئيس هادي المقيم في الرياض يريد أن يناقش مع بن دغر آخر المستجدات على الصعيد الوطني، وبخاصة ما يتعلق بالأوضاع الأمنية في مدنية عدن والجهود الحكومية الأخرى المتعلقة بإعادة الاستقرار إلى العملة المحلية بعد الوديعة السعودية الأخيرة لدى البنك المركزي اليمني. في حين توقعت المصادر أن تستمر زيارة بن دغر للرياض نحو خمسة أيام على الأقل، قبل أن يعود إلى عدن لمواصلة أنشطة الحكومة في تطبيع الأوضاع في عدن والمناطق المحررة، ومتابعة عملية تثبيت الأمن والإجراءات الرامية إلى وقف تدهور الاقتصاد.
وامتدح رئيس الحكومة اليمنية في تصريح رسمي قبيل مغادرته إلى الرياض "الدعم الكبير الذي قدمته المملكة العربية السعودية لإنقاذ الاقتصاد من الانهيار وجهودها في دعم وإعادة تأهيل الموانئ والمطار والطرق اليمنية في مختلف المحافظات المحررة". ونقلت وكالة "سبأ" الرسمية عن بن دغر قوله "إن عدن ستظل مدينة السلام والوئام لكل اليمنيين، وستعمل الحكومة على تذليل الصعوبات والعوائق التي تقف أمامها، وذلك بتعاون مع أبناء عدن المخلصين الأوفياء، وبدعم من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية".
وأشاد رئيس الوزراء اليمني في تصريحه "بالمساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي ضمن خطة الاستجابة لإغاثة الشعب اليمني، والجهود الكبيرة التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز"، وقال: إن تلك المساعدات "ساهمت بشكل كبير في تخفيف معاناة شعبنا في كل محافظات الجمهورية، بما فيها الواقعة تحت سيطرة الميليشيا الحوثية"، وأكد أن "خير المملكة وصل لكل مواطن في اليمن". وأفادت وكالة "سبأ" بأن بن دغر سيلتقي في الرياض "عددًا من سفراء الدول الشقيقة والصديقة".
وكان رئيس الوزراء اليمني أمر وزارة المال، الخميس، بسرعة صرف مرتبات جميع القضاة وأعضاء النيابة في المناطق المحررة، ومحافظات تعز والجوف ومأرب، وبعض مديريات محافظتي البيضاء والحديدة، وكذا مرتبات القضاة الذين لم يرتبطوا بالانقلاب الحوثي في كل المحافظات، وأكد بن دغر خلال لقائه، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي علي سالم على "ضرورة صرف مرتبات القضاة وأعضاء النيابة النازحين من المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية سواء أكانوا في الداخل أم الخارج".
وشدّد رئيس الوزراء اليمني "على استكمال إنشاء محاكم القضاء في مختلف مديريات المحافظات المحررة، وترميم ما هو موجود منها، وبخاصة تلك التي تعرضت لأضرار أثناء اقتحام الميليشيات الحوثية عدن وبعض المحافظات الأخرى.
وفي سياق الجهود الحكومية الميدانية، تفقد بن دغر محطات توليد الكهرباء الواقعة في "خور مكسر"، واطلع على مستوى جاهزيتها لمواجهة الصيف المقبل، كما أزاح الستار عن مشروع إنارة مطار عدن الدولي ومدرج المطار بتكلفة 200 مليون ريال يمني؛ إذ سيتم إمداد المطار بكابل مستقل يعمل على مدار الساعة.
أرسل تعليقك