واشنطن - محمد صالح
صدرت الولايات المتحدة ردها الرسمي على المطالب الروسية بشأن الأزمة في أوكرانيا.وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن بلاده أرسلت اقتراحاً يقدّم "مساراً دبلوماسياً جدياً للمضي قدماً، يجب أن تختاره روسيا"، موضحا أن واشنطن تعمل في الوقت ذاته على تعزيز الدفاعات العسكرية لأوكرانيا.وحثّ بلينكن المواطنين الأمريكيين في أوكرانيا على "التفكير جدياً" بمغادرة أوكرانيا، مكرّراً توجيهاته السابقة.وكانت روسيا قد أصدر قائمة مكتوبة، تتضمن مخاوفها من توسع حلف الناتو العسكري، والقضايا الأمنية المتعلقة بهذه الخطوة.
وقامت روسيا بإرسال عدد كبير من قواتها إلى الحدود الأوكرانية، خلال الأسابيع الماضية. الأمر الذي رأت فيه الدول الغربية تحضيراً للغزو. لكن روسيا تنفي ذلك.وقال وزير الخارجية الأمريكي إن رد الولايات المتحدة أوضح "مبادئها الأساسية"، ومن ضمنها سيادة أوكرانيا وحقها في اختيار أن تكون جزءاً من تحالفات أمنية مثل الناتو.وأَضاف: "لا ينبغي أن يكون هناك شك في جدية هدفنا، حين يتعلق الأمر بالدبلوماسية، ونحن نتصرف بذات التركيز والقوة لتعزيز دفاعات أوكرانيا ،وإعداد ردّ سريع موحد على المزيد من العدوان الروسي".
وتابع قائلاً إن "الأمر متروك لروسيا كي تقرر كيفية الرد". "نحن جاهزون في كلتا الحالتين".
وأعلنت وزارة الخارجية الأميريكية عن إرسال ثلاث سفن، تحمل "مساعدة" عسكرية هذا الأسبوع، تتضمن صواريخ جافلين وأسلحة مضادة للدروع، إلى جانب مئات الأطنان من الذخيرة والمعدات.ونفى بلينكن وجود أي خلاف أو اختلاف في الرأي، بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين. وقال إن الناتو أعدّ مجموعة مقترحاته الخاصة التي "تعزز بالكامل مقترحاتنا والعكس صحيح".ولم تخرج أي من الوثيقتين الأمريكية أو الروسية إلى العلن.وقال بلينكن إن "الدبلوماسية تملك فرصة أفضل للنجاح، إن وفرنا المساحة لمحادثات سرّية".
وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ إن وثيقة الحلف ُسلّمت إلى موسكو. وأضاف أنه بينما كان على استعداد للاستماع إلى مخاوف روسيا، يبقى لجميع الدول الحق في اختيار الترتيبات الأمنية الخاصة بها.وردّاً على على سؤال حول تعزيز وجود الناتو قرب الحدود الروسية، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف الأربعاء إن ستولتنبرغ "فقد الاتصال بالواقع".
وأَضاف لافروف في لقاء مع الصحافة في البرلمان الروسي، بثّ مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "أتعلم ، لقد توقفت عن الاطلاع على تصريحاته منذ وقت طويل".
وسبق بلينكن أن حذّر نظيره الروسي لافروف من رد "موحد وسريع وشديد" في حالة حدوث غزو روسي.وقال بلينكن بعد المحادثات التي جرت قبل أيام ، إن الولايات المتحدة مستعدة لاتباع الوسائل الممكنة للتعامل مع المخاوف الروسية بروح المعاملة بالمثل.وتكهن محللون بأن هذا قد يشمل مزيدا من الشفافية حول التدريبات العسكرية في المنطقة، أو إحياء فرض قيود على نشر الصواريخ في أوروبا. وكانت هذه القيود منصوص عليها سابقا في معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، وهي اتفاقية تعود إلى حقبة الحرب الباردة، ألغتها الولايات المتحدة في عام 2019، بعد اتهام روسيا بانتهاكها.
كما دعا بلينكن روسيا إلى وقف ما سماه عدوانها على أوكرانيا، قائلاً إن حشد القوات يمنحها القدرة على مهاجمة البلد من الجنوب والشرق والشمال.وقال إن الولايات المتحدة تعلم من تجربتها أن موسكو، التي ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، لديها أيضا "دليل شامل" للطرق غير العسكرية لتعزيز مصالحها، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية.وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل تسليم "المساعدة الأمنية" لأوكرانيا في الأسابيع المقبلة. وأرسلت الولايات المتحدة أنظمة صواريخ موجهة مضادة للدبابات إلى أوكرانيا العام الماضي، بالإضافة إلى أسلحة صغيرة وذخيرة.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك